فرنسا – السابعة الإخبارية
في أمسية غنائية ساحرة احتضنها قصر المؤتمرات في باريس مساء الأحد، أضاءت الفنانة المصرية أنغام سماء العاصمة الفرنسية بصوتها الدافئ وأدائها المميز، في أولى محطات جولتها الفنية الدولية، لكن المفاجأة الكبرى لم تكن في قائمة الأغاني ولا في الإبهار الموسيقي، بل في لحظة إنسانية ووطنية غير متوقعة عندما صعد أحد المعجبين إلى المسرح حاملًا العلم المصري خلال أدائها أغنية “ونفضل نرقص”.

أنغام تخطف القلوب في العاصمة الفرنسية
منذ اللحظات الأولى للحفل، الذي نُظّم وسط حضور جماهيري غفير من الجاليات العربية والمحبين الفرنسيين، نجحت أنغام في خطف الأضواء بإطلالتها الأنيقة وصوتها الذي يفيض عاطفة.
وقدمت خلال الأمسية باقة من أشهر أغانيها القديمة والجديدة، منها “عمري معاك”، “ألف آسف”، “متطمنة”، و**”ونفضل نرقص”**، وسط تفاعل كبير من الجمهور الذي ردد كلمات الأغاني وأضفى على القاعة أجواء من الحنين والفرح.
ورغم طابع الانضباط المعروف عن الجمهور الفرنسي، إلا أن حماس الحاضرين تجاوز التوقعات، لتتحول القاعة إلى ما يشبه احتفالًا مصريًا مصغرًا في قلب باريس، حيث تمازجت الأصوات العربية والفرنسية في مشهد يعكس مدى انتشار الأغنية المصرية وقدرتها على الوصول إلى مختلف الثقافات.
لحظة غير متوقعة على المسرح
في خضم الحفل، وبينما كانت أنغام تؤدي أغنيتها الراقصة “ونفضل نرقص”، صعد أحد المعجبين إلى خشبة المسرح وسط دهشة الجمهور ورجال الأمن.
ورغم أن الموقف بدا في بدايته لحظة توتر، فإن المفاجأة كانت عندما أخرج المعجب العلم المصري وقدّمه للفنانة، التي بدت متأثرة للغاية بالمبادرة العاطفية.
وتعاملت أنغام مع الموقف بهدوء وثقة كبيرة، حيث بادرت بابتسامة دافئة باستلام العلم ورفعته بفخر أمام الجمهور، ما أثار موجة عارمة من التصفيق والهتاف داخل القاعة، بينما علت الصيحات الممجدة لمصر وللفنانة التي مثّلت بلدها بأجمل صورة.
وانتشرت اللقطة سريعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما نشرها الملحن عزيز الشافعي عبر حسابه على إنستغرام، لتتحول إلى حديث المتابعين الذين وصفوا المشهد بأنه “أجمل لحظة في الحفل”، واعتبره كثيرون تعبيرًا صادقًا عن ارتباط الجمهور المصري والعربي بنجومه أينما كانوا.
يما البجاحة!! شايفين جه الولد يلفها بالعلم قالت لأ 💔#انغام #مصر
— كارينا✬ (@N5X5T) November 2, 2025
أنغام.. نجمة تتألق عربيًا وعالميًا
تأتي هذه الحفلة في إطار جولة فنية دولية تخوضها أنغام خلال موسم 2025-2026، وتشمل عددًا من العواصم العربية والعالمية.
فبعد نجاح حفلتها الباريسية، تستعد الفنانة لإحياء حفلة كبرى في الرياض يوم الخميس 6 نوفمبر/تشرين الثاني ضمن فعاليات موسم الرياض على مسرح أبو بكر سالم، في ليلة من المتوقع أن تشهد حضورًا جماهيريًا ضخمًا.
كما تواصل أنغام نشاطها بإحياء ليلتين متتاليتين في الكويت يومي 27 و28 نوفمبر ضمن مهرجان “ليلة عمر” الذي تستضيفه دار الأوبرا في مركز الشيخ جابر الثقافي، بمشاركة نخبة من أبرز فناني الخليج والعالم العربي.
ولا تتوقف المحطات هنا، إذ تُحيي أنغام حفلًا في مدرج خورفكان بالشارقة يوم 15 نوفمبر، قبل أن تختتم جولتها هذا العام بحفل ضخم في دبي أوبرا بتاريخ 12 ديسمبر/كانون الأول 2025، لتؤكد من جديد مكانتها كأحد أبرز الأصوات العربية وأكثرها تأثيرًا على الساحة الفنية.
تفاعل واسع على مواقع التواصل
بعد الحفل، اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي موجة من التفاعل الإيجابي مع أنغام، حيث تداول الجمهور مقاطع من أدائها الحي وتصرفها العفوي على المسرح.
وغرد أحد المعجبين قائلًا:”أنغام تمثل الفن المصري في أرقى صوره.. موقفها مع العلم المصري كان مؤثرًا ومليئًا بالفخر.”
بينما كتب آخر:”اللحظة كانت مصرية بامتياز.. معجب صعد المسرح في باريس ليهديها العلم، وأنغام ردت برقيها المعهود.”
وأشاد فنانون وإعلاميون بالمشهد الذي اعتبروه رسالة فنية ووطنية راقية، تُجسد الرابط القوي بين الفنان الحقيقي وجمهوره.

رمزية الموقف وأصداؤه
يرى نقاد أن ما حدث خلال الحفل يعكس مدى الارتباط العاطفي والوطني الذي يربط الجمهور العربي بفنانيه، خاصة حين يكون الفنان قادرًا على تمثيل بلده بصورة مشرفة في الخارج.
ويؤكد الموقف أيضًا على قوة الحضور المصري في المشهد الفني العربي، إذ استطاعت أنغام عبر مسيرتها الممتدة لأكثر من ثلاثة عقود أن تبني جسورًا من المحبة والثقة مع جمهورها داخل مصر وخارجها.
كما لفتت الصحافة الفرنسية، وفق تقارير أولية، إلى الانضباط والتنظيم العالي للحفل، وإلى الاحترافية التي أظهرها فريق أنغام في إدارة الحدث، ما ساهم في نجاحه رغم المفاجأة التي حدثت على المسرح.
أنغام.. فنانة تتجاوز الحدود
تُعد أنغام اليوم من أكثر الفنانات العربيات تأثيرًا وانتشارًا، إذ تجمع في أسلوبها بين الأصالة والرقي، وتمكنت من الحفاظ على مكانتها رغم التغيرات الكبيرة في المشهد الموسيقي العربي.
كما تنظر الأوساط الفنية إلى جولتها الحالية بوصفها إحدى أنجح الجولات الغنائية لفنانة عربية في السنوات الأخيرة، نظرًا لتنوع محطاتها وارتفاع الإقبال الجماهيري عليها في مختلف المدن.
وبينما تستعد النجمة المصرية لمواصلة رحلتها الفنية المليئة بالنجاحات، تبقى لحظة العلم المصري في باريس من أبرز المشاهد التي ستُذكر في مسيرتها، ليس فقط لأنها كانت عفوية وصادقة، بل لأنها حملت في طياتها رسالة حب وفخر وامتنان بين الفنانة وجمهورها، عبّرت عن روح الفن المصري في أبهى صوره.
		
									 
					