الإمارات – السابعة الاخبارية
نجاح المساعيد، بعد أيام من الجدل الواسع الذي أثارته قضيتها، خرجت الشاعرة والإعلامية الأردنية نجاح المساعيد بتصريحات جديدة حملت نبرة ندم ووجع، بعدما تبيّن أن حديثها العفوي عبر مواقع التواصل الاجتماعي فتح عليها أبوابًا من الضجيج والتكهنات.
في مقطع مصوّر جديد، قالت المساعيد إنها لم تتوقع أن ينتشر الفيديو الأول الذي تحدثت فيه عن سرقة مبلغ مالي ضخم منها بهذه السرعة، مؤكدة أنها قامت بحذفه بعد ساعة واحدة فقط من نشره على حسابها في تطبيق سناب شات، لكن الأوان كان قد فات، إذ أصبح المقطع حديث الناس والإعلام في لحظات معدودة.
وأوضحت أنها شعرت بالأسف بعدما أدركت أن مشاعرها الصادقة في لحظة انفعال قد استغلها البعض وأعاد تداولها بطريقة غير منصفة، قائلة: “والله العظيم تندمت، لكن الفيديو انتشر مثل النار في الهشيم، فاضطريت أرد في اليوم التالي وأوضح، ثم أعلق مرة أخرى في اليوم الثالث”.
نجاح المساعيد توجه رسالة إلى من آذوها.. “الله يسعدهم ويستر على عيوبهم”
في كلمتها التي حملت الكثير من التسامح رغم الجرح العميق، وجهت نجاح المساعيد رسالة إلى كل من تسبب في أذيتها أو تداول أزمتها بطريقة جارحة، مؤكدة أنها لا تحمل في قلبها سوى الدعاء بالخير.

وقالت: “مهما أذوني الله يسعدهم ويستر على عيوبهم”، قبل أن تضيف برجاء صادق: “أرجوكم لا يكون الحمل حملين والمصاب مصابين، ما يصلح الموضوع، إن شاء الله لا يضركم ولا يضر عيالكم”.
كلماتها تلك عكست جانبًا من شخصيتها الإنسانية التي لطالما عرفها جمهورها، امرأة قوية لكنها تمتلك قلبًا نقيًا لا يعرف الحقد. وأشارت إلى أن ما تمر به من تجربة مؤلمة جعلها تعيد التفكير في طبيعة العلاقات الإنسانية، حيث أدركت أن أقسى ما يمكن أن يتعرض له الإنسان ليس فقط فقدان المال، بل فقدان الثقة في من أحب.
طمأنينة بعد العاصفة.. “أنا بخير ما دمت وأولادي بخير”
لم يطل انتظار جمهور نجاح المساعيد كثيرًا حتى خرجت برسالة طمأنة جديدة عبر خاصية “الستوري” على حسابها في إنستغرام، لتؤكد أنها بخير بعد الأيام الصعبة التي عاشتها عقب اكتشاف حادثة السرقة.
وأكدت أنها استعادت جزءًا من المبلغ المسروق بفضل جهود الأجهزة الأمنية الأردنية، مضيفة أنها تعتبر نفسها محاطة بالنعم طالما أنها وأبناؤها بخير.
وقالت بالحرف: “أنا بخير الحمد لله، ما دمت وأولادي بخير، فأنا في زحام من النعم”. كلمات بسيطة لكنها لاقت تفاعلًا كبيرًا بين متابعيها الذين اعتبروها دلالة على قدرتها على تجاوز الأزمة بروح قوية وإيمان كبير بأن العدالة ستأخذ مجراها.
تفاصيل البداية.. سرقة هزّت الرأي العام الأردني
القصة التي هزّت مواقع التواصل بدأت في التاسع عشر من أكتوبر الجاري، حين نشرت المساعيد مقطع فيديو مؤثرًا أعلنت فيه أنها تعرضت لسرقة مبلغ مالي ضخم بلغ خمسة ملايين درهم إماراتي، أي ما يعادل قرابة مليون دينار أردني، من داخل منزلها في الأردن.
كانت لحظة الإعلان مليئة بالمشاعر المتناقضة، بين الغضب والخذلان والحزن. ظهرت المساعيد باكية وهي تقول: “الغدر بهذه الطريقة قاتل، والله العظيم قاتل… وما جزاء الإحسان إلا الإحسان”، مؤكدة أنها لم تتوقع يومًا أن يأتي الغدر من شخص كانت تعتبره الأقرب إليها. وأشارت حينها إلى أن القضية ليست مجرد سرقة أموال، بل خيانة ثقة وموقف إنساني موجع، لتصبح قصتها حديث الناس في لحظات، وتتصدر عناوين الصحف والمواقع الإلكترونية في الأردن ودول الخليج.
الصدمة الكبرى.. الجاني من أقرب الناس إليها
لم يكد يمر وقت طويل على انتشار الفيديو الأول حتى بدأت تتكشف التفاصيل الصادمة، حيث تبين أن المتهم الرئيسي في القضية هو زوج نجاح المساعيد نفسه، ما جعل وقع الصدمة مضاعفًا عليها وعلى جمهورها.
وتحدثت المساعيد حينها بنبرة متكسرة عن شعورها بالخيانة، مؤكدة أن ما جرى لم يكن مجرد فقدان مال بل انهيار لجدار الثقة الذي بنته على مدار سنوات. وأوضحت أن أكثر ما آلمها هو أن الغدر جاء من داخل البيت، من شخص كانت تعتبره سندها وحاميها.
ذلك الاعتراف الصريح جعل الكثيرين يتعاطفون معها ويشيدون بجرأتها في مواجهة الحقيقة مهما كانت مؤلمة.
تحرك سريع من الأمن الأردني وإلقاء القبض على المتهم
بعد 48 ساعة فقط من إعلان نجاح المساعيد عن الحادثة، أصدرت مديرية الأمن العام الأردني بيانًا رسميًا أكدت فيه إلقاء القبض على المتهم بعد تحديد موقع اختبائه، مشيرة إلى أنه تم ضبط مبلغ قدره مليون وستمئة ألف درهم من أصل المبلغ المسروق.
وجاء في البيان أن التحقيقات لا تزال جارية لاستعادة باقي المبلغ ومحاسبة الجاني وفقًا للقانون. وأعربت المساعيد عن امتنانها العميق للأجهزة الأمنية قائلة: “كل الشكر للأمن العام على تعاونهم معي، والله يجزيهم الخير على وقفتهم”. وقد أثنى الجمهور الأردني على سرعة تعامل السلطات مع القضية وحرصها على استرداد حقوقها كاملة.
تفاعل واسع وتعاطف من الجمهور العربي
لم تمر القضية مرور الكرام على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تحولت إلى واحدة من أكثر القضايا تداولًا في الأردن ودول الخليج خلال الأيام الماضية.
وتصدر اسم نجاح المساعيد قوائم الترند في أكثر من دولة، وسط موجة تعاطف كبيرة معها، حيث عبّر الكثير من المتابعين عن دعمهم لها ودعائهم بأن تتجاوز الأزمة بأقل الخسائر الممكنة.
واعتبر كثيرون أن ما حدث معها يجب أن يكون درسًا لكل من يمنح الثقة المطلقة دون حذر. كما طالب عدد من المتابعين بوقف تداول الفيديو القديم احترامًا لخصوصيتها ومشاعرها، خاصة بعد أن عبّرت بوضوح عن ندمها الشديد لنشره في لحظة ضعف إنساني.
من الألم إلى الحكمة.. تجربة قاسية ستغيّر نظرتها للحياة
من يتابع مسيرة نجاح المساعيد الإعلامية والشعرية يدرك أنها امرأة ذات شخصية قوية ومؤثرة، اعتادت مواجهة الصعوبات بابتسامة. ومع ذلك، لم تكن هذه التجربة العاطفية القاسية سهلة عليها، إذ تركت بصمة عميقة في حياتها، وأجبرتها على إعادة تقييم علاقاتها وثقتها بالآخرين. وبحسب مقربين منها، فإن نجاح باتت أكثر هدوءًا وتفكيرًا، وتحاول تحويل ألمها إلى طاقة جديدة تدفعها نحو مزيد من النضج والوعي. وربما يكون هذا الحدث الصعب بداية مرحلة جديدة في حياتها، تعود فيها أقوى وأكثر حذرًا من السابق.
نجاح المساعيد.. الشاعرة التي لا تنكسر
رغم ما مرت به من خيانة وغدر، تبقى نجاح المساعيد نموذجًا للمرأة التي تواجه الحياة بشجاعة.
هي التي جمعت بين الشعر والإعلام والإنسانية في شخصية واحدة، وتمكنت من أن تحوّل أزمتها إلى مساحة للتفكير والنضج بدل الانهيار.

قصتها الأخيرة ليست مجرد حادثة سرقة، بل قصة عن القوة الداخلية، عن امرأة قررت أن تتحدث بصدق مهما كانت النتائج، وأن تعترف بندمها لأنها ببساطة إنسانة قبل أن تكون نجمة. واليوم، بعد أن هدأت العاصفة، تبدو نجاح المساعيد أكثر صلابة من أي وقت مضى، متمسكة بالأمل، ومؤمنة أن الله وحده يعوض القلوب التي طعنت بغير حق.
