لبنان – السابعة الاخبارية
كارمن لبس، في أجواء مفعمة بالحماس والتحدي الفني، انطلقت في لبنان عمليات تصوير المسلسل الدرامي الجديد “الخروج من البئر“، تحت إدارة المخرج الأردني محمد لطفي، عن نص كتبه السيناريست السوري سامر رضوان، المعروف بجرأته في تناول القضايا الحساسة والواقعية وبطولة كارمن لبس.
العمل الجديد الذي يجمع نخبة من نجوم الدراما العربية، يُعد من أكثر المشاريع الدرامية المنتظرة في موسم رمضان المقبل، لما يتناوله من موضوع إنساني عميق، مستمد من وقائع وشهادات حقيقية عن معاناة السجناء وتجاربهم داخل المعتقلات.
كارمن لبس تشارك جمهورها فرحة اليوم الأول: “رح أتركها مفاجأة”
بابتسامة مفعمة بالطاقة، أطلت النجمة اللبنانية كارمن لبس على جمهورها من موقع التصوير في اليوم الأول لانطلاق العمل، حيث نشرت مقطع فيديو عبر حسابها الرسمي على منصة “إنستغرام”، ظهرت فيه وهي تتجوّل بين الكواليس، موثّقة الأجواء الأولى لبدء التصوير.
وقالت في الفيديو بصوتها العفوي المميز:
“نحنا أول يوم تصوير بمسلسل الخروج من البئر.. ما رح أصور حالي، رح أتركها مفاجأة حتى تشوفوني بالمسلسل.”
رسالتها القصيرة كانت كافية لتشعل تفاعل المتابعين الذين عبّروا عن شوقهم لرؤيتها في شخصية جديدة مختلفة كليًا عما قدّمته سابقًا، مؤكدين أن كارمن لبس تبقى دائمًا من الفنانات اللواتي يقدّمن أدوارًا ذات عمق فكري وإنساني.

وقد حصد الفيديو آلاف التعليقات في ساعات قليلة، من محبيها في لبنان وسوريا والعالم العربي، الذين أثنوا على جرأتها الفنية وذكائها في اختيار أدوارها، خصوصًا أن المسلسل يتناول موضوعًا مؤلمًا وحقيقيًا من ذاكرة المنطقة الحديثة.
قصة “الخروج من البئر”: وجع إنساني وحقيقة مغيّبة
يقدّم المسلسل معالجة درامية تستند إلى شهادات ووثائق واقعية حول المعاناة التي عاشها المعتقلون في سجن صيدنايا السوري، أحد أكثر السجون غموضًا وإثارة للجدل في المنطقة.
ومن خلال أحداثه، يسلّط الضوء على الاستعصاءات الشهيرة التي شهدها السجن خلال السنوات الماضية، وما رافقها من مواقف إنسانية مؤثرة، وصراعات داخلية عاشها السجناء بين الأمل والخوف، وبين الرغبة في الحياة والتمسك بالكرامة.
وبحسب مصادر من داخل فريق العمل، فإن النص الذي كتبه سامر رضوان يتناول القصة من منظور إنساني بحت، بعيدًا عن الخطاب السياسي المباشر، ليقدّم شخصيات من لحم ودم، لكلٍّ منها حكايتها وجرحها، ولكل صوت فيها حقه في الظهور.
المسلسل يهدف إلى تقديم “دراما الوعي والذاكرة”، أي تلك التي تحاول أن تحاكي الوجع الإنساني وتفتح الباب أمام أسئلة لا إجابات جاهزة لها، بل تترك للمشاهد مساحة للتأمل وإعادة التفكير في معنى الحرية والعدالة.
كارمن لبس: بين الجرأة والصدق الفني
تُعرف كارمن لبس بأنها من أكثر الفنانات اللبنانيات حضورًا وتأثيرًا في الدراما العربية خلال السنوات الأخيرة، سواء في الأعمال المحلية أو المشتركة.
تميزت بقدرتها على الغوص في أعماق الشخصيات المعقّدة وتقديمها بواقعية آسرة، دون مبالغة أو تكلّف، وهو ما جعل الجمهور والنقّاد يثقون في خياراتها الفنية دائمًا.
وفي “الخروج من البئر”، يُتوقّع أن تقدّم كارمن شخصية محورية تمثّل أحد الأصوات النسائية القليلة التي تشهد وتروي، في مزيج من الألم والقوة.
ورغم أنها لم تكشف بعد عن تفاصيل دورها، فإنها أوحت من خلال منشورها أن الشخصية التي تؤديها ستكون مختلفة تمامًا عن كل ما قدّمته من قبل.
وقد علّق أحد المتابعين على الفيديو قائلاً:
“كل مرة بتفاجئينا بدور أقوى من اللي قبله.. متأكدين إنو رح نشوف شي استثنائي متلك يا كارمن.”
ردّت كارمن بعبارة قصيرة تعبّر عن تواضعها المعتاد:
“يا رب نقدر نوصّل الرسالة متل ما لازم.”
نجوم الصف الأول يجتمعون في “الخروج من البئر”
يضم العمل كوكبة من النجوم العرب من سوريا ولبنان، على رأسهم الفنان الكبير جمال سليمان، الذي يجسّد أحد الأدوار الرئيسية في المسلسل، إلى جانب الفنان عبد الحكيم قطيفان، وكلاهما معروف بقدرته على حمل الأدوار المركّبة ذات البعد الإنساني والاجتماعي.
كما يشارك في العمل كل من:
واحة الراهب، نانسي خوري، طلال مارديني، جفرا يونس، خالد شباط، رسل الحسين، روعة ياسين، نضال نجم، مازن الناطور، رائد مشرف وآخرون.
التنوع في الأسماء يعكس رغبة صُنّاع المسلسل في تقديم عمل عربي مشترك يجمع بين الخبرة والأصوات الجديدة، ضمن رؤية إخراجية طموحة يسعى من خلالها المخرج محمد لطفي إلى خلق توازن بين الواقعية الفنية والبعد الإنساني.
محمد لطفي.. رؤية إخراجية تتجاوز التوثيق
يُعد المخرج الأردني محمد لطفي من الأسماء التي فرضت حضورها في الدراما العربية خلال السنوات الأخيرة بفضل أعماله الواقعية العميقة، وقدرته على إدارة النصوص الثقيلة بأسلوب بصري راقٍ بعيد عن الاستعراض.
وفي حديثٍ جانبي مع فريقه الفني في موقع التصوير، أشار لطفي إلى أن الهدف من “الخروج من البئر” ليس إعادة سرد أحداث مؤلمة فحسب، بل “محاولة لفهمها وإعادة إنسانيتها المفقودة”، على حدّ وصفه.
وقال:
“بدنا نعمل عمل صادق يعبّر عن الإنسان داخل كل لحظة، حتى في أقسى الظروف.”
ويُتوقع أن يقدّم المسلسل مشاهد مكثفة بصريًا، تمزج بين الواقع والذاكرة، مستخدمًا الإضاءة واللون بشكل رمزي يعكس الحالات النفسية للشخصيات.
إنتاج ضخم ورسالة فنية جريئة
يتولى إنتاج العمل شركة “ميتافورا”، بإشراف المنتج المنفذ أسامة حمد، والمنتج الفني محمود شلش، في إطار رؤية إنتاجية تهدف إلى الجمع بين الجودة الفنية والمحتوى الجريء.
وتشير المعلومات إلى أن الشركة خصّصت ميزانية ضخمة نسبيًا مقارنة بالأعمال الاجتماعية المعتادة، نظرًا لطبيعة المشاهد الصعبة التي تتطلب مواقع تصوير خاصة ومؤثرات فنية دقيقة لإعادة بناء أجواء السجون والمعتقلات بواقعية كاملة.
ويُنتظر أن يشكّل المسلسل محطة مهمة في مسيرة الدراما العربية التي تتناول قضايا الحرية والكرامة الإنسانية، خصوصًا في ظل ندرة الأعمال التي تجرؤ على خوض هذا النوع من المواضيع الحساسة.
كارمن لبس: حضور يلامس الحقيقة
ما يميّز كارمن لبس في كل تجربة جديدة هو صدقها في الأداء. فهي لا تؤدي الدور فحسب، بل تعيشه وتتماهى معه حتى يصبح مرآة لجمهورها.
وفي أعمالها السابقة، أثبتت أنها فنانة لا تعرف المجاملة أمام الكاميرا، بل تُفضّل الصمت حين لا تجد ما يليق باسمها من نصوص أو شخصيات.
لذلك، فإن مشاركتها في عمل يحمل توقيع سامر رضوان – المعروف بواقعيته السياسية والإنسانية – تُعتبر مغامرة فنية محسوبة بدقة.
ويصفها أحد النقاد بأنها من الفنانات القلائل القادرات على تحويل الألم إلى جمال، قائلًا:
“كارمن لبس لا تمثّل.. هي تروي وجعًا بصوت هادئ يجعلنا نصدقها حتى النهاية.”
“الخروج من البئر”.. دراما تكشف الوجه الإنساني للمأساة
من المتوقع أن يُحدث العمل عند عرضه في رمضان المقبل حالة من الجدل والنقاش، نظرًا لجرأته في طرح موضوع المعتقلين السياسيين وملامسته لملف طالما ظلّ مغلقًا في الدراما العربية.
لكنه، بحسب ما تسرب من كواليسه، لا يسعى إلى تأجيج الانقسام، بل إلى إعادة الاعتبار للإنسان كقيمة مطلقة، بعيدًا عن الأيديولوجيا والسياسة.
فـ”الخروج من البئر” لا يحكي عن السجن كمكان، بل عن الإنسان حين يُدفع إلى أقصى حدود الصبر، وكيف يمكن لنقطة ضوء صغيرة أن تفتح له طريقًا إلى الأمل مهما كانت الظلمة كثيفة.

خاتمة: كارمن لبس.. بين الضوء والظل
بهذه التجربة الجديدة، تؤكد كارمن لبس مرة أخرى مكانتها كإحدى ركائز الدراما العربية التي لا تكتفي بالأدوار الجاهزة، بل تبحث دائمًا عن النصوص التي تحرّك داخلها الفنانة والإنسانة معًا.
وفي “الخروج من البئر”، يبدو أنها وجدت مساحة جديدة لتعبّر عن عمقها الفني وقدرتها على تجسيد المعاناة الإنسانية بنبض واقعي مؤلم وجميل في آنٍ واحد.
ومع اقتراب موسم رمضان، يترقّب الجمهور كيف ستقدّم كارمن لبس هذه الشخصية الغامضة، وكيف سيعيد المسلسل فتح الجرح العربي الإنساني بلغة الفن والصدق.
فربما يكون “الخروج من البئر” أكثر من مجرد عنوان لمسلسل… بل رحلة للخروج من ظلمة الذاكرة إلى نور الحقيقة.
