القاهرة – السابعة الاخبارية
أحمد العوضي، في واقعة هزّت الشارع المصري وأثارت موجة من الغضب العارم على مواقع التواصل الاجتماعي، تفاعل الفنان أحمد العوضي مع مقطع فيديو صادم يُظهر اعتداء أحد الشباب على رجل مسن داخل عقار سكني في محافظة السويس، وهي الحادثة التي أشعلت الرأي العام ودعت كثيرين للمطالبة بمحاسبة المعتدي ومساندة الضحية.
العوضي، المعروف بمواقفه الجريئة وصراحته المعتادة، عبّر عن استيائه الشديد مما رآه في الفيديو، مؤكدًا أن الغضب لا يجب أن يُوجّه فقط للمعتدي، بل أيضًا لكل من وقف متفرجًا دون أن يحرّك ساكنًا.
أحمد العوضي يخرج عن صمته: “العيب على اللي ساكتين”
شارك أحمد العوضي المقطع المتداول عبر حساباته الرسمية على مواقع التواصل، وكتب تعليقًا قصيرًا لكنه كان كفيلًا بإشعال نقاش واسع بين المتابعين.
قال العوضي:
“والله يعني مش عارف أقول إيه في فيديو زي ده.. العيب مش عليك بس، العيب على اللي واقفين ومحدش اتدخل.. وحط عليك قد القلم عشره وش وضهر على وشك.”
بكلماته الحادة، عبّر العوضي عن غضبه من السلبية التي أبداها من تواجدوا في موقع الحادثة، معتبرًا أن الصمت أمام الظلم جريمة لا تقل عن الفعل نفسه.

وقد لاقت تدوينته تفاعلًا واسعًا من الجمهور، الذين أشادوا بجرأته وتعاطفه الإنساني مع الرجل المسن، معتبرين أن العوضي كان صوت كل مصري شعر بالوجع من المشهد المهين.
تفاصيل الحادثة التي أشعلت الغضب
بدأت القصة عندما نشرت ابنة الرجل المسن مقطع فيديو يوثق لحظة الاعتداء، حيث ظهر شاب قوي البنية يصفع والدها المسن داخل العقار الذي يسكنه منذ نحو 30 عامًا في محافظة السويس.
وقالت الابنة في منشورها إن المعتدي حاول إخراج والدها من الشقة بالقوة رغم أن عقد الإيجار ساري، وعندما رفض المغادرة قام بصفعه على وجهه أمام الجيران، دون أن يتحرك أحد لمنعه.
وأضافت أن والدها يعاني من أمراض مزمنة، بينها الفشل الكلوي، وأنه كان في طريقه للصعود إلى شقته لإحضار أدويته حين وقع الاعتداء.
الواقعة لم تكن مجرد خلاف سكني، بل تحولت إلى مشهد إنساني مؤلم كشف عن غياب الرحمة في بعض المواقف اليومية، وهو ما جعل الفيديو ينتشر كالنار في الهشيم، مصحوبًا بتعليقات غاضبة تطالب بتدخل فوري من الجهات الأمنية.
“جزاء المعروف نكران”.. مأساة إنسانية مؤلمة
المفارقة التي زادت من حدة الغضب الشعبي، أن زوجة الرجل المسن كانت قد شاركت في تربية المعتدي عندما كان طفلًا، بحكم الجيرة والعلاقة القديمة بين الأسرتين، أي أنه كان بمثابة “ابن البيت”.
لكنّ الشاب – وفقًا لشهادة الجيران – نسي المعروف ورد الجميل بالإهانة، في مشهد وصفه كثيرون بأنه “طعنة في الإنسانية” قبل أن يكون جريمة قانونية.
وقد علّق أحد الجيران قائلًا:
“الراجل الكبير ده ربّانا كلنا.. والست مراته كانت بتخدم أهل العمارة. اللي حصل ده عيب، والسكوت عنه جريمة.”
هذه الشهادات التي تم تداولها على نطاق واسع زادت من مأساوية الحادثة، لتتحول إلى قضية رأي عام تجاوزت حدود محافظة السويس، وامتدت إلى القاهرة وسائر المحافظات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
الشرطة تتحرك بسرعة وتلقي القبض على المتهم
بعد ساعات قليلة من تداول المقطع، أعلنت الجهات الأمنية في محافظة السويس ضبط الشاب المعتدي والتحفظ عليه تمهيدًا لعرضه على النيابة العامة.
ووفقًا لمصادر أمنية، فإن المتهم يواجه اتهامًا بالاعتداء على رجل مسن، وهي جنحة يعاقب عليها القانون بالحبس لمدة تصل إلى ثلاث سنوات، نظرًا لكون المجني عليه من كبار السن ولطبيعة الاعتداء الجسدي الذي وثقته الكاميرات.
وجاء التحرك السريع استجابة لمطالب الجمهور ووسائل الإعلام التي نددت بالفعل، وطالبت بتوقيع أقصى عقوبة ممكنة، حتى يكون عبرة لكل من يتجرأ على إهانة كبار السن.
العوضي وموقفه الإنساني الثابت
لم تكن هذه المرة الأولى التي يتفاعل فيها أحمد العوضي مع قضايا إنسانية أو اجتماعية تثير الجدل.
فالعوضي، الذي اشتهر بأدوار البطولة القوية والشخصيات الصارمة في الدراما المصرية مثل الاختيار وضرب نار، لطالما عبّر في لقاءاته عن رفضه للظلم والتنمر والعنف ضد الضعفاء.
ويحرص الفنان المصري دائمًا على استخدام منصاته الاجتماعية في الدفاع عن المظلومين، سواء كانوا من البسطاء أو من زملائه في الوسط الفني.
لذا، لم يكن غريبًا أن يكون أول من علّق على حادثة السويس بكلمات غاضبة تعبّر عن نبض الشارع.
تفاعل الجمهور: “يا ريت كلنا نتكلم زيك”
ما إن نشر العوضي تعليقه حتى امتلأت صفحاته بآلاف التعليقات المؤيدة له.
كتب أحد المتابعين:
“كلامك في الصميم يا عوضي.. إحنا محتاجين كل واحد يشوف الغلط ويتكلم، مش يسكت.”
بينما قالت متابعة أخرى:
“السكوت على الظلم بيخلي الناس تتمادى.. شكراً إنك دايمًا بتتكلم من قلبك.”
وحظي العوضي بإشادات واسعة من جمهور الفن والسياسة والإعلام، إذ رأى كثيرون في موقفه نموذجًا للفنان الواعي بدوره المجتمعي، لا سيما في قضايا تمس كرامة الإنسان المصري.
“مشهد في الحياة الحقيقية أصعب من أي تمثيل”
ربط عدد من المتابعين بين مشهد العنف الذي ظهر في الفيديو، وبعض أدوار العوضي الدرامية التي جسّد فيها شخصية “الرجل القوي” الذي لا يقبل الظلم.
فقد علّق أحدهم مازحًا:
“لو أحمد العوضي كان في العمارة دي، الفيديو كان هينتهي قبل ما يبدأ!”
لكن خلف هذه التعليقات الطريفة، كان هناك اتفاق عام على أن الحادثة المؤلمة كشفت عن حاجة المجتمع لاستعادة قيم الشهامة والرجولة الحقيقية، وهي المعاني التي كثيرًا ما يدافع عنها العوضي في حياته الشخصية والفنية على حد سواء.
السويس تتحرك.. والتضامن يتواصل
شهدت محافظة السويس حالة من التضامن الشعبي مع الرجل المسن، حيث زاره بعض الجيران والأقارب للاطمئنان على صحته بعد الاعتداء.
في المقابل، عبّرت مؤسسات حقوقية عن استعدادها لتقديم الدعم القانوني والنفسي له ولأسرته، معتبرة أن ما حدث يمثل إهانة للكرامة الإنسانية.
وساهم انتشار الفيديو في تسليط الضوء على أهمية حماية كبار السن في مصر، وإعادة النظر في ثقافة السكوت عن الظلم داخل المجتمعات الصغيرة مثل العمارات والأحياء السكنية.
القانون في صف الضحية
من الناحية القانونية، يُصنّف ما فعله المعتدي ضمن جرائم الاعتداء البدني البسيط، لكنها تصبح مشددّة إذا كان الضحية شخصًا مسنًا أو مريضًا، وهو ما يتيح للنيابة العامة المطالبة بعقوبة رادعة.
ويرى خبراء قانونيون أن توثيق الفيديو لعب دورًا حاسمًا في تسريع التحقيقات، إذ يُعد دليلاً ماديًا لا يقبل الشك، كما يمكن أن يفتح الباب أمام مناقشة تشريعية مستقبلية لتغليظ العقوبات بحق من يعتدي على كبار السن.
العوضي بعد الفيديو: “دي مش رجولة ولا إنسانية”
عقب موجة التفاعل الكبيرة، عاد أحمد العوضي ونشر تدوينة جديدة مقتضبة كتب فيها:
“دي مش رجولة ولا إنسانية.. الرجولة الحقيقية إنك تحمي الكبير، مش تهينه.”
هذه العبارة القصيرة لاقت رواجًا واسعًا وتحوّلت إلى وسم (هاشتاغ) تداوله آلاف المستخدمين، ليصبح من أكثر الوسوم تداولًا في مصر خلال ساعات قليلة، حيث عبّر المتابعون عن رفضهم للعنف ودعوا إلى نشر قيم الرحمة والاحترام.

خاتمة: صوت العوضي يوقظ الضمير المصري
حادثة السويس كانت مؤلمة بكل تفاصيلها، لكنها كشفت أيضًا عن حسٍّ إنساني قوي ما زال موجودًا في وجدان الفنانين والجمهور على حد سواء.
فموقف أحمد العوضي لم يكن مجرد تعليق عابر، بل رسالة جريئة في زمن أصبح فيه الصمت عادة والخوف مبررًا.
لقد أعاد العوضي التذكير بمعنى “الرجولة” التي تتجاوز القوة الجسدية لتصل إلى قوة الموقف والمروءة، مؤكدًا أن الإنسانية لا تحتاج بطولة درامية لتُعرض على الشاشة، بل تُصنع في المواقف اليومية حين نقف بجانب الضعفاء.
