الإمارات – السابعة الإخبارية
تحوّلت دولة الإمارات خلال السنوات الأخيرة إلى واحدة من أبرز وجهات التسوق العالمية، ليس فقط بسبب المراكز التجارية العملاقة التي تنتشر في مدنها، بل أيضًا بفضل المواسم والعروض الدورية التي تمتد على مدار العام، وتمنح الزوار والمقيمين تجربة استثنائية تجمع بين التسوق والترفيه والاحتفاء المجتمعي.
فمن عروض نهاية الأسبوع إلى المهرجانات الموسمية الكبرى، يعيش عشاق التسوق حالة من الترقب الدائم لمواسم التخفيضات التي تصل في بعض الأحيان إلى 90%، لتصبح هذه الظاهرة علامة مميزة في المشهد الاقتصادي والاجتماعي للإمارات.

مهرجان دبي للتسوق.. أيقونة العروض والجوائز
يُعد مهرجان دبي للتسوق الحدث الأبرز في أجندة الفعاليات التجارية بالدولة، إذ ينطلق سنويًا ليحول المدينة إلى وجهة نابضة بالحياة طوال أسابيع، ويجمع بين التخفيضات الضخمة والفعاليات الفنية والعروض الترفيهية.
منذ انطلاقه في منتصف التسعينيات، أسهم المهرجان في تعزيز مكانة دبي كعاصمة للتسوق في المنطقة، وجذب ملايين الزوار من داخل الإمارات وخارجها، ممن يبحثون عن منتجات عالمية بأسعار تنافسية، إلى جانب المشاركة في سحوبات كبرى وجوائز فاخرة تشمل السيارات والذهب ورحلات السفر.
ولا يقتصر المهرجان على التسوق فحسب، بل يشمل عروضاً موسيقية واستعراضات فنية في الهواء الطلق، ما يجعله تجربة شاملة للأسر والسياح في آنٍ واحد.
مفاجآت صيف دبي.. تنشيط السياحة والتجارة في موسم الإجازات
وفي فصل الصيف، تتجدد فعالية “مفاجآت صيف دبي” التي أطلقتها دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي قبل أكثر من عقدين، لتصبح من أهم الأحداث التي تنشط الأسواق خلال موسم الإجازة.
تقدم هذه الحملة سلسلة من العروض المتدرجة التي تبدأ بـ “تخفيضات صيف دبي الكبرى”، مروراً بفعالية “العودة إلى المدارس”، لتمنح المتسوقين خيارات متنوعة تناسب مختلف الميزانيات والفئات العمرية.
وتسهم المفاجآت الصيفية بدور مهم في تحفيز المبيعات المحلية، خصوصاً خلال الأشهر التي يتراجع فيها الإقبال السياحي في بعض الوجهات الأخرى، ما يعكس قدرة الإمارات على الحفاظ على جاذبيتها الاقتصادية على مدار العام.

الأعياد والمناسبات الوطنية.. تسوق بروح الاحتفال
تتجلى الثقافة الإماراتية في دمج التسوق بالمناسبات الدينية والوطنية، حيث تتحول هذه الفترات إلى مواسم احتفالية اقتصادية، تشهد عروضاً ضخمة على مختلف السلع والخدمات.
ففي عيد الاتحاد، الذي يصادف الثاني من ديسمبر كل عام، تطلق المتاجر والمراكز التجارية عروضاً خاصة تمتد لأيام، تشمل المنتجات المحلية والعلامات التجارية العالمية.
وفي شهر رمضان المبارك وعيدي الفطر والأضحى، تزدهر الأسواق بالخصومات التي تمنح الأسر فرصة لاقتناء الملابس والهدايا والمستلزمات المنزلية بأسعار مخفّضة.
أما رأس السنة الميلادية، فتشهد الإمارات واحدة من أكبر حملات التخفيضات، تترافق مع احتفالات الألعاب النارية والعروض الترفيهية التي تجذب آلاف الزوار من مختلف أنحاء العالم.
الجمعة البيضاء.. المنافسة تمتد إلى الإنترنت
في شهر نوفمبر من كل عام، تنضم الإمارات إلى موجة التسوق العالمية المعروفة باسم “الجمعة البيضاء” (أو Black Friday عالميًا)، حيث تدخل المتاجر الكبرى والمنصات الإلكترونية في سباق لتقديم أضخم الخصومات.
وفي هذا الموسم، يمكن للمستهلكين الحصول على تخفيضات تصل إلى 90% على الإلكترونيات والأزياء والأثاث والأجهزة المنزلية.
وقد أصبحت المتاجر الإلكترونية المحلية مثل “نون” و”أمازون الإمارات” من أبرز اللاعبين في هذه الفترة، حيث تسجل معدلات مبيعات قياسية، مدفوعة بسهولة الشراء عبر الإنترنت والعروض الحصرية للمشتركين في برامج الولاء.

العودة إلى المدارس.. موسم العائلات
مع اقتراب العام الدراسي، يترقب أولياء الأمور موسم “العودة إلى المدارس” الذي عادة ما يبدأ خلال شهري أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول).
وتقدم خلاله المتاجر خصومات ضخمة على الحقائب المدرسية والقرطاسية والملابس، إلى جانب الأجهزة اللوحية والحواسيب المحمولة التي أصبحت جزءاً أساسياً من تجهيزات الطلاب في عصر التعليم الرقمي.
ويمتاز هذا الموسم بتنافس قوي بين المتاجر التقليدية والمنصات الإلكترونية، ما يتيح للأسر خيارات واسعة لتأمين احتياجاتها بأسعار مناسبة، تصل فيها الحسومات أحياناً إلى 90% على بعض المنتجات.
مهرجان دبي للمفروشات.. عروض للمنازل والعائلات
في أكتوبر من كل عام، تحتفي دبي بـ مهرجان المفروشات الذي يستقطب العائلات الباحثة عن تجديد منازلها.
وتقدّم العلامات التجارية خلال هذا الحدث حسومات سخية على الأثاث والديكور والأجهزة المنزلية، إلى جانب عروض تقسيط ميسّرة وخدمات توصيل مجانية، ما يجعلها فترة مثالية لإعادة تصميم المساحات الداخلية بأسعار مناسبة.
كما تشهد أيام محددة مثل عيد الحب ويوم المرأة العالمي وعيد الأم تخفيضات موسمية تتراوح بين 15% و40% على الهدايا والعطور والمجوهرات والأزياء.
اقتصاد العروض.. صناعة متكاملة
تؤكد هذه المواسم المتتالية أن التخفيضات في الإمارات لم تعد مجرّد سياسة تسويقية، بل صناعة اقتصادية متكاملة تسهم في تحريك الأسواق، وجذب السياح، ودعم التجار المحليين والعلامات العالمية معاً.
ومع تطور أساليب التسويق الرقمي واعتماد أنظمة الولاء الذكية، أصبحت تجربة التسوق في الإمارات مزيجاً من الترفيه والتفاعل الاجتماعي والابتكار التجاري، ما يعزز مكانة الدولة كإحدى عواصم التسوق في العالم.
