أبوظبي- السابعة الإخبارية
في خطوة جديدة نحو ترسيخ مكانة أبوظبي كمركز عالمي للابتكار العقاري والتحول الرقمي، أعلن مركز أبوظبي العقاري عن توقيع مذكرة تفاهم متعددة الأطراف تجمع بين عدد من المؤسسات الرائدة في مجالات التكنولوجيا والخدمات الرقمية والعقارية، بهدف تطبيق تقنيات البلوك تشين في تطوير منظومة الخدمات العقارية بالإمارة.
وتضم الاتفاقية كلًّا من معهد الابتكار التكنولوجي، وشركة فينشر وان (VentureOne)، وفينستريت المحدودة (Finstreet Limited)، ومؤسسة ADI DLT، وشركة الخدمات العقارية المتقدمة (Advanced Real Estate Services) إلى جانب مركز أبوظبي العقاري، لتشكّل بذلك شراكة غير مسبوقة بين القطاعين الحكومي والخاص لتسريع وتيرة الابتكار في السوق العقارية.
مشروع تحولي نحو عقارات رقمية أكثر أماناً وشفافية
ووفقًا لبنود مذكرة التفاهم، ستعمل الجهات الست ضمن إطار عمل مشترك قائم على التنسيق وتبادل الخبرات مع الحفاظ على استقلالية كل جهة، بهدف تطوير مشاريع متقدمة تشمل:
• التسجيل العقاري الذكي عبر أنظمة مؤمنة بتقنية البلوك تشين.
• التحقق من سندات الملكية إلكترونياً لضمان الموثوقية ومنع التلاعب.
• إدارة المعاملات ونماذج الملكية المشتركة بطريقة رقمية قابلة للتتبع.
• دمج الأصول الرقمية والعقارية في بيئة تقنية موحدة.
وتهدف هذه المبادرات إلى رفع كفاءة الإجراءات، وتسريع الإنجاز، وتبسيط العمليات العقارية، ما يسهم في تقليل الوقت والتكلفة وتعزيز الشفافية في التعاملات بين المستثمرين والمطورين والمشترين.
البلوك تشين.. تقنية تمهّد لعصر جديد من الثقة
وتُعد تقنية البلوك تشين من أبرز الابتكارات التقنية التي باتت تحدث تحولًا جذريًا في مختلف القطاعات الاقتصادية حول العالم، إذ تتيح إنشاء سجلات رقمية موزعة وغير قابلة للتغيير، مما يجعلها مثالية لتطبيقات الملكية العقارية وإدارة الأصول.
ومن خلال هذه التقنية، يمكن تتبّع جميع مراحل انتقال الملكية أو تسجيلها في قاعدة بيانات آمنة ومشفّرة، ما يقلل من احتمالات الاحتيال ويزيد من ثقة المستثمرين في بيئة الأعمال.
رؤية أبوظبي للتحول الرقمي والاستدامة الاقتصادية
وفي هذا الإطار، أكد المهندس راشد العُميرة، المدير العام بالإنابة لمركز أبوظبي العقاري، أن هذه الشراكة تمثل امتداداً لرؤية إمارة أبوظبي في بناء اقتصاد معرفي قائم على الابتكار والتكنولوجيا الحديثة، مشيراً إلى أن تطبيق تقنيات البلوك تشين في القطاع العقاري سيحدث نقلة نوعية في طريقة إدارة الأصول وتعامل المستثمرين مع السوق.
وقال العُميرة في تصريحاته:
“تعكس هذه الشراكة التزام الإمارة بتبنّي أحدث التقنيات الرقمية لتطوير بيئة عقارية أكثر شفافية وموثوقية. وسيسهم استخدام البلوك تشين في تحسين إدارة الأصول، وتعزيز تكامل البيانات، وتمكين المعاملات العقارية العابرة للحدود، بما يتماشى مع استراتيجية أبوظبي للتحول الرقمي والاستدامة الاقتصادية.”
وأشار إلى أن المبادرة ستسهم كذلك في تعزيز التكامل بين الجهات الحكومية والخاصة، وتوفير منصة موحدة لإدارة البيانات العقارية بشكل آمن وسلس، بما يتيح تسريع الخدمات المقدمة للمواطنين والمستثمرين على حد سواء.
تعاون دولي وإمكانات استثمارية متنامية
ويُتوقع أن تفتح هذه الخطوة الباب أمام تعاون دولي أوسع في مجال الأصول الرقمية العقارية، خاصة أن العديد من المؤسسات الموقعة على المذكرة تمتلك خبرات عالمية في تكنولوجيا البلوك تشين وتطوير حلول رقمية في أسواق متقدمة.
كما يُنتظر أن تسهم هذه المبادرة في جذب الاستثمارات الأجنبية إلى سوق العقارات الإماراتي، الذي يعدّ أحد أكثر الأسواق استقراراً في المنطقة، خصوصاً مع توفير بنية تحتية رقمية تعزز الشفافية والحوكمة.
خطوة نحو “العقار الذكي”
تمثل هذه الشراكة نقطة انطلاق نحو التحول الكامل إلى نظام “العقار الذكي” الذي يعتمد على البيانات المترابطة والتحليلات الفورية لتوقع الاتجاهات وتحسين كفاءة اتخاذ القرار.
كما ستتيح التكنولوجيا الجديدة إمكانية ربط سجلات الملكية بأنظمة تمويل رقمية، ما يُمهّد الطريق أمام ظهور نماذج جديدة من الاستثمار، مثل التمويل الجماعي العقاري القائم على الأصول المشفّرة.
خاتمة: أبوظبي تقود التغيير في المنطقة
من خلال هذه المبادرة، تواصل أبوظبي تأكيد ريادتها في مجال التحول الرقمي وتوظيف الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمةلخدمة الاقتصاد الوطني، في إطار استراتيجية طموحة تهدف إلى جعل العاصمة واحدة من أكثر المدن ذكاءً واستدامة على مستوى العالم.
ومع تفعيل هذه الاتفاقية ودخول مشاريع البلوك تشين العقارية حيز التنفيذ، سيكون سوق أبوظبي أمام مرحلة جديدة عنوانها الشفافية، الكفاءة، والابتكار — لتصبح الإمارة نموذجًا عالميًا في دمج التكنولوجيا بالعقارات، وتجسيد رؤية القيادة الرشيدة لمستقبل رقمي أكثر ازدهارًا واستدامة.
