لبنان – السابعة الإخبارية
في أول تعليق لها على الفيديو الذي اجتاح مواقع التواصل الاجتماعي وأثار موجة واسعة من الجدل، ردّت الإعلامية المصرية هالة سرحان على الموقف المحرج الذي تعرضت له أثناء مشاركتها في منتدى الإعلام العربي بالعاصمة اللبنانية بيروت، حين سألتها مذيعة شابة على الهواء مباشرة عن اسمها وهويتها، ما تسبب في موجة تفاعلات بين الجمهور ووسائل الإعلام.

وقالت سرحان في تصريحات صحفية إن ما حدث لا يستحق كل هذه الضجة، مؤكدة أن الموقف كان عفوياً وطريفاً ولم تقصد منه إحراج المذيعة، مضيفة:
“نحن المصريين نحب الدعابة، والمذيعة كانت فتاة صغيرة تظهر على الهواء للمرة الأولى، وقد لُقّنت الأسئلة مسبقاً، فسألتني: من أي بلد أنتِ؟ وما اسمكِ؟ فابتسمت وقلت لها: يا حبيبتي، ألا تعرفين اسمي؟”.
وأوضحت الإعلامية المخضرمة أنها أرادت أن توجه نصيحة ودّية للمذيعة، وليست توبيخاً، قائلة:
“أخبرتها أن عليها التحضير الجيد في المرة المقبلة، وأن تتفحّص سن وهيئة الشخص الذي أمامها، فهذا جزء من أبجديات المهنة. إنه درس صغير لكل من يبدأ طريقه في الإعلام: يجب أن يعرف الأسماء التي صنعت تاريخ المهنة”.
وأضافت سرحان أنها فوجئت بالانتشار الواسع للفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أن البعض أساء تفسير الموقفوأخرجه عن سياقه الطبيعي، وقالت:
“كنت أتعامل بروح الدعابة، لكن للأسف وسائل التواصل تضخّم الأمور، وما حدث لا يتجاوز موقفاً بسيطاً بين إعلامية مخضرمة وشابة في بداية الطريق”.
الواقعة في المنتدى الإعلامي العربي
جاءت الحادثة خلال فعاليات الملتقى الإعلامي العربي في دورته الحادية والعشرين، الذي يُقام في بيروت بمشاركة نخبة من أبرز الإعلاميين العرب وشخصيات فكرية وثقافية. ويهدف الملتقى إلى مناقشة دور الإعلام العربي في ظل التحولات التكنولوجية والمنصات الرقمية الجديدة، إضافة إلى تعزيز التواصل المهني بين الأجيال الإعلامية المختلفة.
وخلال تغطية إحدى المراسلات لفعاليات المنتدى، اقتربت من هالة سرحان لإجراء مقابلة سريعة على الهواء، لتسألها: “من أي بلد أنتِ؟ وما اسمكِ؟”، لتردّ هالة بدهشة واضحة قبل أن تمزح معها، وهو ما التقطته الكاميرات وتداوله رواد مواقع التواصل على نطاق واسع.
انقسام في الرأي العام
وانقسمت الآراء حول الواقعة، فبينما رأى فريق من المتابعين أن المذيعة الشابة أخطأت بجهلها واحدة من أهم الأسماء الإعلامية العربية، اعتبر آخرون أن ردّ هالة سرحان كان حاداً ومبالغاً فيه، وأنه كان يمكنها التعامل بخفة ظل أكبر.
وذهب بعض المعلقين إلى القول إن ما حدث يُبرز الفجوة بين جيل الرواد في الإعلام العربي وجيل الشباب الذي يعتمد أكثر على المنصات الرقمية الجديدة، ما يجعل بعض الأسماء التاريخية أقل حضوراً في وعي الجيل الحالي.

رواية المراسلة اللبنانية
وفي المقابل، خرجت المذيعة اللبنانية جاسينت بتوضيحٍ عبر وسائل إعلام محلية، قالت فيه إنها لم تكن تعرف هالة سرحان شخصياً، ولم تتابع برامجها من قبل، مشيرة إلى أن ذلك كان تقصيراً منها.
وأضافت المراسلة:
“كنت أقدم رسالة مباشرة من الملتقى على الهواء، واقتربت من الإعلامية الكبيرة هالة سرحان لإجراء مقابلة سريعة حول أجواء الحدث. لم أكن أعلم أننا سنظهر سوياً بهذه الطريقة، ولم أكن أعرفها عن قرب، ولهذا بدا سؤالي غريباً”.
وتابعت:
“الإعلامية هالة سرحان لم تكن تدرك أننا على الهواء مباشرة، ولذلك كان ردّها حاداً بعض الشيء. لكنني أتفهم الموقف، وهي سيدة إعلامية كبيرة، وأنا أكنّ لها كل الاحترام”.
واختتمت جاسينت حديثها بقولها:
“قد يكون الخطأ من جانبي في البداية، لكنني تصرفت بعفوية ولم أقصد الإساءة، كنت فقط أرغب في إجراء لقاء سريع ضمن تغطية الملتقى”.
هالة سرحان.. تاريخ إعلامي طويل
تُعد هالة سرحان واحدة من أبرز الإعلاميات العربيات اللاتي تركن بصمة قوية في المشهد الإعلامي المصري والعربي. بدأت مشوارها في التلفزيون المصري قبل أن تقدم برامج حوارية جريئة على عدد من القنوات الخاصة، من بينها “دريم” و”روتانا”، حيث ناقشت قضايا اجتماعية شائكة بجرأة غير مسبوقة.
ويصفها كثيرون بأنها من الجيل الذهبي للإعلام العربي، لما تملكه من حضور وخبرة في إدارة الحوار، إلى جانب قدرتها على كسر التابوهات بأسلوب راقٍ ومهني.
وبينما لا يزال الفيديو يتداول على نطاق واسع، تبقى الواقعة — كما تراها هالة سرحان نفسها — مجرد موقف بسيط حُمّل أكثر مما يحتمل، لكنها في الوقت ذاته تسلط الضوء على قضية أعمق تتعلق بضرورة تأهيل الجيل الجديد من الإعلاميين، وتعريفهم بتاريخ المهنة ورموزها، لضمان استمرار جسور التواصل بين الماضي والحاضر في عالم الإعلام العربي.

