مصر – السابعة الإخبارية
في واقعة أثارت جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الأخيرة، كشف المحامي محمود الشيشتاوي، وكيل المطربة الشعبية رحمة محسن، عن تفاصيل ما وصفه بـ”أخطر محاولة ابتزاز” تعرضت لها موكلته على يد طليقها، بعد نشر مقطع فيديو مسيء تم تداوله بشكل واسع عبر المنصات الرقمية.
وأوضح الشيشتاوي، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، أن بداية الأزمة تعود إلى قبل أسبوع واحد فقط، حين تلقت الفنانة رحمة محسن رسالة تهديد مباشرة من طليقها جاء نصها:
“الفيديو ده مدفوع فيه مبلغ 3 ملايين جنيه ومعاكي 48 ساعة.”
وأشار المحامي إلى أن الرسالة تضمنت ابتزازاً مالياً واضحاً، إذ طالبها طليقها بدفع مبلغ مالي ضخم مقابل عدم نشر الفيديوهات، ما دفع فريقها القانوني إلى التحرك العاجل وتقديم بلاغ رسمي إلى الجهات المختصة.

بلاغ رسمي إلى النائب العام
وأكد الشيشتاوي أن موكلته تقدمت ببلاغ رسمي إلى النائب العام تتهم فيه طليقها بتصويرها في أوضاع خاصة دون علمها، واستغلال هذه المقاطع في محاولة لابتزازها مادياً وتشويه سمعتها، مشيراً إلى أن الفيديوهات تم نشرها بالفعل لاحقاً عبر حسابات مشبوهة.
وقال الشيشتاوي في تصريحاته:
“ما حدث جريمة متكاملة الأركان تتضمن انتهاكاً لحرمة الحياة الخاصة واعتداءً على سمعة فنانة تعمل منذ سنوات في مجالها بشرف واحترام. الفيديوهات نُشرت بغرض التشهير، وموكلتي ضحية وليست طرفاً مداناً.”
وأضاف أن المكتب القانوني اتخذ كل الإجراءات اللازمة فور علمه بالواقعة، وأن السلطات المختصة بدأت تتبع مصدر نشر المقاطع لتحديد الأطراف المتورطة في تسريبها أو إعادة تداولها.
رحمة محسن تخرج عن صمتها
من جانبها، عبّرت المطربة رحمة محسن، في بلاغها، عن صدمتها مما جرى، مؤكدة أنها لم تتوقع أن يصل طليقها إلى هذا الحد من الانتقام. وقالت:
“لم أكن أتخيل أن يُستخدم ما كان بيننا في يوم من الأيام للإضرار بي. فوجئت بالفيديوهات تُنشر دون علمي، ولم يكن أمامي سوى اللجوء للقانون كي يحمي حقي وكرامتي.”
وشددت على أن الواقعة تمثل اعتداءً صارخاً على خصوصيتها، ومحاولة متعمدة للنيل من سمعتها الفنية أمام جمهورها، مؤكدة أنها تثق في القضاء المصري وقدرته على إنصافها ومحاسبة كل من تورط في هذه الجريمة الإلكترونية.
القضية قيد التحقيق
وأوضح الشيشتاوي أن النيابة العامة باشرت التحقيقات الفورية، وتم توثيق الرسائل التي تلقتها رحمة محسن، إلى جانب تفريغ محتوى الفيديوهات التي تم تداولها، مضيفاً أن فريقاً متخصصاً من مباحث الإنترنت يتولى حالياً تتبع الحسابات الإلكترونية التي ساهمت في نشر المقاطع المسيئة.
وأضاف المحامي أن الجهات الأمنية رصدت بالفعل بعض الحسابات الوهمية التي شاركت الفيديوهات بهدف التشهير، مشيراً إلى أن القانون يعاقب كل من يعيد نشر أو تداول محتوى ينتهك الخصوصية بالسجن والغرامة، وفقاً لقانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات.

تفاعل واسع على مواقع التواصل
أثارت الواقعة تفاعلاً كبيراً بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر عدد من المتابعين عن تعاطفهم مع المطربة، مطالبين بمحاسبة المتورطين في الإساءة إليها. بينما دعا آخرون إلى عدم تداول الفيديوهات المسيئة احتراماً لخصوصية الضحية ومنعاً لاستمرار الضرر النفسي والمعنوي الذي لحق بها.
وانتقد ناشطون “الاستغلال المتزايد لوسائل التواصل الاجتماعي في حملات التشهير والابتزاز”، معتبرين أن هذه الحوادث أصبحت ظاهرة خطيرة تستدعي تشريعات أكثر صرامة، وتوعية مجتمعية حول خطورة نشر المواد الخاصة دون إذن أصحابها.
مطالب بحماية الفنانين من الابتزاز الإلكتروني
من جهة أخرى، طالب عدد من القانونيين بضرورة تشديد العقوبات على جرائم الابتزاز الإلكتروني، خاصة تلك التي تستهدف الشخصيات العامة والفنانين، مؤكدين أن الكثير من هذه الحالات تبدأ بخلافات شخصية وتنتهي بتدمير سمعة أشخاص أبرياء.
وقال أحد الخبراء في الجرائم الإلكترونية إن مثل هذه القضايا تحتاج إلى تعامل سريع وحاسم من الجهات الأمنية، لأن انتشار المقاطع المسيئة عبر الإنترنت يجعل من الصعب السيطرة على تداولها لاحقاً.
خلفية عن رحمة محسن
يُذكر أن المطربة رحمة محسن تُعد من الوجوه الصاعدة في مجال الأغنية الشعبية، وشاركت في عدد من الحفلات والمهرجانات خلال السنوات الأخيرة، وتمكنت من تكوين قاعدة جماهيرية واسعة بفضل صوتها المميز وأدائها القوي.
إلا أن الواقعة الأخيرة وضعتها في دائرة الأضواء بطريقة مؤلمة، بعدما تحولت حياتها الخاصة إلى مادة للجدل الإعلامي ومثاراً للشائعات.
وبينما تتواصل التحقيقات في القضية، يبقى الجانب الإنساني هو الأبرز في هذه الحادثة، إذ تُسلّط الضوء على حجم الأذى النفسي الذي قد يتعرض له الأفراد جراء الابتزاز الإلكتروني وانتهاك الخصوصية.
وتبقى رسالة رحمة محسن الأخيرة لجمهورها واضحة:
“أنا مؤمنة بأن العدالة ستأخذ مجراها، وسأواصل طريقي الفني دون أن يهزني هذا الابتلاء.”

