الإمارات – السابعة الإخبارية
أعلنت لجنة متابعة أسعار الجازولين والديزل في دولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم الخميس، الأسعار الجديدة للوقود الخاصة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2025، والتي شهدت انخفاضًا طفيفًا مقارنة بشهر أكتوبر الماضي، مما يعكس تراجع أسعار النفط عالميًا خلال الأسابيع الأخيرة، واستمرار التزام الدولة بسياسة مراجعة الأسعار الشهرية وفقًا لمتغيرات السوق الدولية.

وجاءت الأسعار المعتمدة على النحو التالي:
• وقود الديزل: 2.67 درهم لكل لتر.
• البنزين سوبر 98: 2.63 درهم لكل لتر.
• البنزين خصوصي 95: 2.51 درهم لكل لتر.
• البنزين إي بلس 91: 2.44 درهم لكل لتر.
ويعني هذا الانخفاض أن أسعار الوقود في الإمارات تسجّل أدنى مستوياتها منذ منتصف عام 2025، في ظل تقلبات أسعار النفط العالمية التي تراوحت بين 80 و85 دولارًا للبرميل خلال الشهر الماضي.
تراجع الأسعار يخفف أعباء التنقل والمعيشة
من المتوقع أن يسهم هذا الانخفاض في تخفيف أعباء المعيشة والنقل على المواطنين والمقيمين، لاسيما مع دخول موسم الشتاء وزيادة حركة السفر والتنقل بين الإمارات.
ويرى خبراء اقتصاديون أن انخفاض الأسعار سينعكس بشكل مباشر على تكاليف النقل والخدمات اللوجستية، ما قد يؤدي إلى استقرار نسبي في أسعار السلع الأساسية، خصوصًا في قطاع الأغذية والتجزئة.
كما يشير محللون إلى أن سياسة الدولة في تعديل الأسعار بشكل دوري وشفاف ساهمت في تعزيز كفاءة السوق، وربط أسعار الوقود بالمؤشرات العالمية، بما يضمن التوازن بين مصلحة المستهلك واستدامة قطاع الطاقة.
سياسة تسعير مرنة تواكب التقلبات العالمية
تعد الإمارات من أوائل دول المنطقة التي تبنت آلية تحرير أسعار الوقود منذ عام 2015، حيث يتم تحديد الأسعار شهريًا من قبل لجنة مختصة تابعة لوزارة الطاقة والبنية التحتية، بناءً على أسعار النفط العالمية، وتكاليف التوزيع والتشغيل، إضافة إلى هوامش ربح محددة لشركات التسويق.
هذه السياسة المرنة تتيح للدولة التعامل بواقعية مع التغيرات في السوق العالمية للنفط، سواء في حالات الارتفاع أو الانخفاض، ما يجعل السوق المحلي أكثر استقرارًا ويمنع حدوث فجوات سعرية قد تؤثر على الاقتصاد الوطني.

تفاعل مجتمعي إيجابي مع قرار الانخفاض
لاقى إعلان الأسعار الجديدة ترحيبًا واسعًا من قبل المستهلكين على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر الكثيرون أن الانخفاض الأخير خطوة إيجابية في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة عالميًا.
وقال أحد مستخدمي “إكس” (تويتر سابقًا):
“الانخفاض البسيط في الأسعار يفرّق كثيرًا مع الأسر والعاملين في النقل، خصوصًا بعد شهور من الارتفاع التدريجي.”
فيما أشار آخر إلى أن استقرار الأسعار يعد عاملًا مهمًا في التخطيط المالي للأسر والشركات الصغيرة، مؤكدًا أن السياسة الإماراتية في تسعير الوقود من أكثر السياسات مرونة وشفافية في المنطقة.
العوامل العالمية وراء الانخفاض
يأتي هذا التراجع في الأسعار المحلية بالتزامن مع انخفاض أسعار النفط العالمية في أكتوبر، نتيجة عدة عوامل أبرزها:
• زيادة المعروض النفطي من بعض الدول المنتجة.
• تراجع الطلب في الأسواق الآسيوية والأوروبية.
• المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي وتأثيره على استهلاك الطاقة.
• قوة الدولار الأمريكي التي ضغطت على أسعار السلع المقومة به.
ويرى محللون أن استمرار هذه العوامل قد يدفع إلى استقرار أسعار الوقود خلال الربع الأخير من العام، ما لم تحدث تطورات جيوسياسية مفاجئة تؤثر على الإمدادات.
نحو مستقبل طاقة أكثر استدامة
تواصل دولة الإمارات جهودها في تنويع مصادر الطاقة وتعزيز الاعتماد على الطاقة النظيفة والمتجددة، في إطار استراتيجيتها الوطنية للطاقة 2050، التي تهدف إلى خفض انبعاثات الكربون بنسبة 40% وزيادة مساهمة الطاقة النظيفة في مزيج الطاقة الوطني إلى 50%.
وفي هذا السياق، تعمل شركات التوزيع في الدولة مثل “أدنوك للتوزيع” و”إينوك” على توسيع شبكات محطات الشحن الكهربائيوتشجيع استخدام المركبات الهجينة والكهربائية، بما يسهم في تحقيق رؤية الإمارات للتحول نحو اقتصاد منخفض الانبعاثات.

يشكل إعلان أسعار الوقود الجديدة لشهر نوفمبر 2025 مؤشرًا إيجابيًا على استقرار السوق النفطية العالمية، ويعكس التزام الإمارات بسياسات تسعير عادلة وشفافة تراعي مصالح المستهلكين وتدعم استدامة الاقتصاد الوطني.
ومع استمرار الدولة في الاستثمار في الطاقة النظيفة والبنية التحتية الذكية، تبدو الإمارات ماضية بخطى ثابتة نحو تحقيق توازن مثالي بين الكفاءة الاقتصادية والحفاظ على البيئة.
 
		 
									 
					