مصر – السابعة الإخبارية
محمد رمضان.. في أول تعليق رسمي له بعد الحكم الصادر بحبسه لمدة عامين، خرج الفنان المصري محمد رمضان عن صمته، مؤكدًا أنه لم يُبلّغ رسميًا بتفاصيل الحكم، ومشدّدًا على ثقته الكاملة في القضاء المصري وعدالته، وواصفًا القضية بأنها «شأن قانوني يتولاه فريق الدفاع بالكامل».
محمد رمضان: لا أعلم بالتفاصيل
وقال رمضان في تصريحات لوسائل إعلام محلية: «لا علم لي بهذه التفاصيل، ولم يُبلغني أحد بالحكم.. أثق في بلدي وفي قضائها، وكل ما يتعلق بالإجراءات القانونية يتولاه محاميّ». وأوضح أنه يواصل عمله الفني بشكل طبيعي، دون أن يسمح لتلك التطورات بالتأثير على ارتباطاته الفنية أو النفسية.
وجاءت هذه التصريحات عقب صدور حكم من المحكمة الاقتصادية بمدينة 6 أكتوبر، قضى بحبس محمد رمضان عامين مع كفالة ألف جنيه وغرامة قدرها عشرة آلاف جنيه لوقف التنفيذ، على خلفية اتهامه بـ«نشر محتوى فني دون الحصول على التراخيص اللازمة»، وذلك بسبب أغنيته المثيرة للجدل “رقم واحد يا أنصاص”، التي طرحها قبل أشهر عبر قناته الرسمية على موقع «يوتيوب».
الأغنية، التي حققت ملايين المشاهدات في غضون ساعات من طرحها، أثارت جدلاً واسعًا في الأوساط الفنية والجماهيرية بسبب كلماتها التي اعتُبرت «استفزازية» و«تحمل طابعًا متعاليًا»، وفق وصف بعض النقاد. كما وُجهت انتقادات لرمضان من قبل فنانين ومغنين اعتبروا أن الأغنية تُسيء إلى الوسط الفني وتكرّس لظاهرة الغرور والتفاخر، وهي الاتهامات التي دأب الفنان على نفيها في أكثر من مناسبة، مؤكداً أن فنه «يعكس الثقة بالنفس لا التكبر».

وتعود وقائع الدعوى إلى أغسطس (آب) 2025، حين تقدّم أحد المحامين المصريين ببلاغ رسمي ضد الفنان، متهماً إياه بـ«نشر مصنف سمعي بصري دون ترخيص رسمي من جهاز الرقابة على المصنفات الفنية»، ما اعتبر مخالفة لقانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات، إضافة إلى قانون الرقابة على الأعمال الفنية.
وبعد تداول القضية أمام المحكمة الاقتصادية، صدر الحكم الابتدائي بحبسه لمدة عامين، ما أثار اهتمام الرأي العام وفتح باب الجدل مجددًا حول العلاقة المعقّدة بين الإبداع الفني والضوابط القانونية.
من جانبه، قال محامي محمد رمضان إن موكله «لم يخالف القانون عمدًا»، موضحًا أن الأغنية محل النزاع لم تُطرح بغرض الربح التجاري، بل كانت عملاً ترويجياً وفنيًا بحتًا. وأكد أن القضية تتعلق بإجراءات الترخيص فقط، وليست بسبب مضمون الأغنية، مشيرًا إلى أن فريق الدفاع انتهى بالفعل من إجراءات التصالح مع الجهات الرسمية المعنية، وأن المحكمة ستُقدَّم لها المستندات اللازمة لإثبات ذلك خلال الجلسات المقبلة.
وأضاف المحامي أن الحكم الحالي «ابتدائي» وقابل للاستئناف، معربًا عن ثقته في أن «العدالة ستأخذ مجراها، وسيتم إسقاط العقوبة بمجرد إثبات التسوية القانونية».
وفي سياق متصل، تفاعل جمهور الفنان عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع أنباء الحكم، حيث انقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض. فبينما دافع بعض المتابعين عن رمضان معتبرين أن القضية «مجرد سوء تفاهم إداري»، انتقد آخرون ما وصفوه بـ«استهتاره المتكرر بالقوانين وبصورة الفنان المصري».
وردّ رمضان بشكل غير مباشر على الجدل، إذ نشر بعد ساعات قليلة من صدور الحكم صورة له داخل منزله أثناء تصفيف شعره، مرفقة بالمقطع الموسيقي الخاص بالأغنية ذاتها «رقم واحد يا أنصاص»، في إشارة فسّرها البعض على أنها تحدٍ ضمني أو رسالة ثقة في النفس.

يُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها الفنان محمد رمضان إجراءات قانونية أو قرارات إدارية مثيرة للجدل، إذ سبق للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام أن أصدر قرارًا في يوليو (تموز) الماضي بمنعه من الظهور الإعلامي لمدة ستة أشهر، على خلفية شكاوى تتعلق بمحتوى بعض أعماله الغنائية وتصريحات اعتُبرت «غير لائقة».
ومع ذلك، لا يزال رمضان يحافظ على مكانته كأحد أكثر الفنانين المصريين شعبية وتأثيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يتابعه ملايين المستخدمين عبر “فيسبوك” و”إنستغرام”، ويحقق محتواه الغنائي أرقام مشاهدة مرتفعة على مختلف المنصات الرقمية.
وفي ختام تصريحاته، شدّد محمد رمضان على أنه يضع كامل ثقته في القانون، وأنه سيواصل مشواره الفني «بثبات وإيمان»، مضيفًا: «الفن الحقيقي لا يعرف الخوف، وسأظل أقدم ما أحب طالما جمهوري يدعمني».
بهذا التصريح، يكون النجم المصري قد اختار الرد بهدوء على واحدة من أكثر القضايا حساسية في مسيرته، في انتظار ما ستسفر عنه الجلسات المقبلة وما إذا كان القضاء سيقبل التصالح أو يثبّت الحكم الصادر بحبسه.

