الشارقة – السابعة الاخبارية
تريندز، استهل مركز تريندز للبحوث والاستشارات مشاركته في معرض الشارقة الدولي للكتاب بدورته الـ44 بحضور لافت ومضمون نوعي، بوصفه الشريك البحثي الرسمي للمعرض، حيث قدّم نموذجًا فريدًا يجمع بين المعرفة والتكنولوجيا، مستعرضًا عبر جناحه المبتكر مجموعة من حلول الذكاء الاصطناعي التي تُبرز النتاج البحثي والفكري للمركز بأسلوب تفاعلي حديث.
الجناح قدّم تجربة معرفية غير تقليدية تتيح للزوار التعرف على خدمات المركز البحثية والاستشارية والتدريبية عبر أدوات رقمية متطورة، إلى جانب خريطة تفاعلية عالمية تستعرض مكاتبه الخارجية وشراكاته البحثية المنتشرة في العواصم الدولية، مؤكداً المكانة المتنامية التي بات يحتلها المركز كمنصة بحثية عالمية تعزز الحوار الفكري وتواكب التحولات التقنية.
تريندز يدشن سبعة كتب بحثية جديدة تناقش قضايا العصر
في إطار رسالته العلمية الهادفة إلى نشر ثقافة البحث الرصين ودعم صناعة الفكر والمعرفة، دشّن مركز تريندز سبعة إصدارات جديدة خلال ركن التواقيع في المعرض، تتناول أبرز القضايا المعاصرة في مجالات الإعلام، التعليم، الإرهاب الإلكتروني، الذكاء الاصطناعي، وجماعة الإخوان المسلمين.
وتنوعت موضوعات الكتب بين إدارة الأزمات الإعلامية الرقمية وفلسفة النقد الإعلامي وسد الفجوات التعليمية والمعالجة الجنائية للإرهاب الإلكتروني، وصولًا إلى تحليل الظاهرة الإخوانية، وأثر الذكاء الاصطناعي في تنمية المواهب، وأخيرًا اختطاف الذكاء الاصطناعي وهندسة التطرف عبر الإنترنت، في انعكاس واضح لثراء الحقول البحثية التي يتناولها المركز واستجابته لتحديات المرحلة.

تريندز يكرّس المنهجية العلمية الرصينة في دراساته
أكد الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، أن الإصدارات الجديدة تمثل إضافة نوعية إلى المكتبة البحثية العربية والعالمية، مشيرًا إلى أن المركز يسعى من خلال أعماله إلى ترسيخ ثقافة البحث العلمي الرصين والتحليل الموضوعي للأحداث والقضايا الإقليمية والدولية.
وأوضح العلي أن هذه الإصدارات لا تستهدف النخب الأكاديمية فقط، بل تسهم في رفع الوعي المجتمعي عبر تبسيط المفاهيم البحثية المعقدة للقارئ العام، مما يجعلها أدوات لفهم التحديات الراهنة واستشراف المستقبل. وأشار إلى أن اعتماد المركز على تحليل علمي دقيق ومنهجية موثوقة جعله من أبرز المراجع التي يعتمد عليها الباحثون وصانعو القرار في المنطقة.
تريندز يناقش فلسفة النقد الإعلامي وحدود حرية التعبير
ضمن قائمة الإصدارات الجديدة، أطلق سعادة الدكتور عدنان حمد الحمادي كتابه «بين الإباحة والتجريم – فلسفة النقد الإعلامي.. رؤية إعلامية وقانونية»، الذي يتناول العلاقة الدقيقة بين حرية التعبير وضوابط النقد الإعلامي، ويشرح الحدود القانونية والأخلاقية التي تفصل بين النقد البنّاء والسبّ أو القذف.
ويستعرض الكتاب دستورية الحق في التعبير في القوانين الإماراتية، ومفهوم الحصانة الإعلامية، إضافة إلى التحديات التي تواجه الإعلام المعاصر في ظل الانفتاح الرقمي. ويعد الإصدار مرجعًا مهمًا للإعلاميين والحقوقيين على حد سواء.
تريندز يستعرض إدارة الأزمات الإعلامية الرقمية في زمن “المنصات”
من جهته، وقّع العقيد الركن المتقاعد جاسم محمد الطنيجي كتابه «إدارة الأزمات الإعلامية الرقمية.. من التخطيط إلى حملة تبليك بدون تعليق»، الذي يناقش أحد أخطر التحديات التي تواجه الدول والمؤسسات في عصر الإعلام الرقمي.
ويُبرز الكتاب كيف يمكن تحويل الأزمات الإعلامية من مصدر تهديد إلى فرصة لتعزيز الثقة والمصداقية، داعيًا إلى بناء مناعة إعلامية وطنية قائمة على التخطيط المسبق والوقاية الاستراتيجية، وليس مجرد رد الفعل المتأخر. ويؤكد الطنيجي أن التعامل مع الأزمات الرقمية أصبح ضرورة وجودية في عالم تتحكم فيه الخوارزميات وسرعة تداول المعلومة.
تريندز يسلّط الضوء على التعليم المرن والحوكمة المدرسية
في المجال التربوي، وقّعت الدكتورة كريمة مطر المزروعي العدد الثاني من سلسلة «التقارير الاستراتيجية لصُنّاع القرار التربوي» بعنوان «إعادة تعريف دور قيادة المدارس.. الاستقلالية، والحوكمة، وتحقيق الكفاءة التعليمية».
يتناول الكتاب كيفية سد الفجوات التعليمية وبناء أنظمة تعليمية مستدامة قائمة على التمكين والمرونة، ويقدّم إطارًا استراتيجيًا لتمكين القيادات المدرسية من التحول إلى قادة تربويين فاعلين. وتؤكد المزروعي أن التعليم الحديث لم يعد يقتصر على نقل المعرفة، بل أصبح عملية قيادية تسعى إلى إبداع الحلول وتطوير بيئة التعلم.
تريندز يناقش المعالجة الجنائية للإرهاب الإلكتروني
وفي سياق الجهود البحثية لمكافحة التطرف، أطلق الدكتور غازي أحمد مبارك بن سميدع كتابه «المعالجة الجنائية للإرهاب الإلكتروني»، الذي يتناول القوانين الخاصة بمكافحة الجرائم الإرهابية في الفضاء الرقمي في كل من الإمارات ومصر وفرنسا.
ويُبرز الكتاب أن الإرهاب الإلكتروني يمثل امتدادًا طبيعيًا للإرهاب التقليدي، لكنه يستغل الفضاء المعلوماتي العالمي لبث الأفكار المتطرفة وتدمير البنى التحتية ونشر الفوضى الرقمية. ويحلل المؤلف الفجوات القانونية التي تتيح للجماعات المتطرفة التحرك بحرية عبر الإنترنت، داعيًا إلى توحيد الجهود الدولية لمواجهتها تشريعيًا وتقنيًا.
تريندز يواصل مشروعه البحثي حول جماعة الإخوان المسلمين
ضمن موسوعته البحثية الموسعة عن الإسلام السياسي، أصدر مركز تريندز كتابًا جديدًا بعنوان «الإخوان المسلمون.. تجارب التمدد ومقاربات المواجهة»، وهو الإصدار الخامس عشر من موسوعة تريندز حول جماعة الإخوان.
ويُعد الكتاب ثمرة جهد بحثي معمّق يرصد مسارات الجماعة عبر مراحل التمدد والتراجع، ويحلل مقاربات المواجهة الفكرية والأمنية لها في العالمين العربي والدولي. ويؤكد الإصدار أن الظاهرة الإخوانية ليست سياسية فحسب، بل ظاهرة معرفية وتنظيمية مركبة تحتاج إلى دراسة علمية تربط بين التاريخ والفكر والسلوك.
تريندز يربط الذكاء الاصطناعي بتنمية المواهب البشرية
في بُعد آخر من أبعاد البحث العلمي، قدّمت الدكتورة أمل حمد المسافري كتابها «أثر الذكاء الاصطناعي في تنمية المواهب وتعزيز المرونة المهنية في القطاع الحكومي بدولة الإمارات»، الصادر باللغة الإنجليزية.
يربط الكتاب بين التكنولوجيا ورأس المال البشري، موضحًا كيف أصبح الذكاء الاصطناعي محركًا رئيسيًا لتطوير المهارات الحكومية وتحسين كفاءة الأداء الوظيفي. وتقول المسافري إن الذكاء الاصطناعي “لم يعد خيارًا مستقبليًا بل واقعًا حاضرًا يفرض على المؤسسات إعادة صياغة سياساتها في التوظيف والتأهيل”.
تريندز يحذر من استغلال الذكاء الاصطناعي في التطرف الرقمي
أما شمسة عارف القبيسي، فقد قدّمت إصدارًا جريئًا بعنوان «اختطاف الذكاء.. التلاعب بالذكاء الاصطناعي وهندسة التطرف عبر الإنترنت»، الذي يناقش الجانب المظلم من الثورة التقنية.
يحلل الكتاب كيف يمكن للجماعات المتطرفة استغلال أنظمة الذكاء الاصطناعي لتوسيع نفوذها الرقمي عبر “تسميم البيانات” وتوجيه الخوارزميات لتضخيم الرسائل المتطرفة داخل غرف الصدى الرقمية. وتؤكد القبيسي أن فهم هذا الجانب المظلم هو الخطوة الأولى نحو تحصين المجتمعات فكريًا ورقميًا.

تريندز يعزز مكانته مركزًا عالميًا للبحث والتفكير المستقبلي
تعكس مشاركة تريندز في معرض الشارقة الدولي للكتاب 2025 مكانته كمركز بحثي يزاوج بين العلم والمعرفة والتكنولوجيا، ويقدّم نموذجًا عربيًا في تحويل الفكر البحثي إلى أداة تنموية.
فمن خلال جناحه التفاعلي وإصداراته الجديدة، أكد المركز التزامه بتعزيز الوعي، ومواكبة التحولات العالمية، وترسيخ ثقافة البحث العلمي بوصفها دعامة أساسية لبناء المستقبل.
وهكذا، لم تكن مشاركة تريندز في المعرض مجرد حضور معرفي، بل رسالة فكرية تؤكد أن الذكاء الاصطناعي والبحث العلمي يشكّلان جناحي الإبداع في زمن يتغير بوتيرة متسارعة، وأن الفكر العربي قادر على قيادة التحول إذا تسلح بالعلم والانفتاح.
