مصر – السابعة الإخبارية
يعيش الوسط الفني في مصر حالة من القلق والترقب الشديدين، بعد تعرض المطرب الشعبي إسماعيل الليثي لحادث سير مروع مساء الخميس الماضي، أثناء عودته من إحياء حفل فني في إحدى محافظات صعيد مصر، مما أسفر عن إصابته بجروح بالغة ودخوله في غيبوبة تامة داخل العناية المركزة بمستشفى ملوي التخصصي.
الحادث الذي هز الوسط الفني لم يكن مجرد واقعة عادية؛ إذ أكدت مصادر طبية أن الليثي يرقد حاليًا تحت الملاحظة الدقيقة، ويخضع لجلسات غسيل كلوي منتظمة بسبب تدهور وظائف الكلى الناتجة عن مضاعفات الحادث، كما يعاني من إصابات متعددة في الرأس والصدر تطلبت تدخلاً طبيًا عاجلًا من فريق من الأطباء المتخصصين.
تحسن طفيف بعد توقف النزيف
وفي تطور جديد، كشف مصطفى سعيد، شقيق الفنانة شيماء سعيد زوجة إسماعيل الليثي، عن مستجدات حالته الصحية، موضحًا أن هناك تحسنًا نسبيًا رغم استمرار الخطورة.
وقال سعيد في مقطع فيديو نشره عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك”:”الحمد لله النزيف وقف والنفس بدأ يتحسن شوية، الحالة مستقرة نسبياً، بس هو لسه في غيبوبة. إحنا محتاجين دعوات الناس، وربنا قادر يقومه بالسلامة.”
كما شدد على أن ما تم تداوله عبر بعض المواقع وصفحات التواصل الاجتماعي بشأن وفاة الليثي إكلينيكيًا لا أساس له من الصحة، موضحًا أنه ما زال في غرفة العناية المركزة يتلقى العلاج والرعاية الكاملة. وأكد أن الأسرة تناشد الجميع تحري الدقة في نقل الأخبار احترامًا لمشاعرهم ومراعاة لظروفهم النفسية الصعبة.

نقيب الموسيقيين: الحادث كان صادمًا والوضع حرج للغاية
وفي السياق ذاته، صرّح مصطفى كامل، نقيب المهن الموسيقية، بأن الحادث الذي تعرض له الليثي كان من أبشع ما رأى، مؤكدًا أن الوضع الصحي للفنان ما زال حرجًا جدًا.
وقال كامل في مداخلة تلفزيونية:”الحادث كان مأساويًا بكل المقاييس. أربعة أشخاص من أسرة واحدة فقدوا حياتهم، وإسماعيل وطاقمه الفني أصيبوا بإصابات بالغة. الحمد لله على كل حال، وربنا يشفيه ويصبر أهله.”
وأشار نقيب الموسيقيين إلى أن النقابة تتابع تطورات الحالة عن قرب، وقد وجه بتقديم كل سبل الدعم الممكنة للفنان وأسرته، سواء ماديًا أو معنويًا، معربًا عن تقديره الكبير لجهود الفريق الطبي في مستشفى ملوي التخصصي، الذين “يبذلون أقصى ما لديهم من أجل إنقاذ حياة إسماعيل”.
نسبة وعي ضعيفة وتدخلات طبية دقيقة
وكشف مصدر طبي من داخل المستشفى أن نسبة الوعي لدى الفنان عند دخوله كانت لا تتجاوز 2%، ما استدعى وضعه على أجهزة التنفس الصناعي فورًا. وأضاف المصدر أن الفريق الطبي أجرى له عدة تدخلات جراحية دقيقة لإيقاف النزيف الداخلي ومعالجة الكسور المتعددة، مؤكدًا أن المرحلة الحالية هي “الأخطر” وتتطلب متابعة لحظية من الأطباء.
كما ذكر المصدر أن اثنين من أفراد فرقته الموسيقية ما زالا يخضعان للعلاج بعد إجراء عمليات جراحية، في حين تماثل الآخرون للشفاء النسبي، لافتًا إلى أن الجميع يعيشون صدمة نفسية كبيرة جراء الحادث.
رسائل دعم ودعوات بالشفاء
في المقابل، سارع عدد كبير من نجوم الغناء الشعبي إلى التعبير عن تضامنهم مع زميلهم، حيث امتلأت صفحات التواصل الاجتماعي بمنشورات الدعاء والرسائل المؤثرة.
الفنان عبد الباسط حمودة كتب عبر صفحته الرسمية: “إسماعيل فنان محترم ومجتهد، يا رب اشفه وارجعه لبيته وجمهوره بالسلامة.”
كما دعا حسن شاكوش متابعيه إلى تكثيف الدعاء، مؤكدًا أن الليثي “من أنقى الناس في المجال الفني”.
أما جمهور الليثي، فقد أطلقوا وسم #ادعوا_لإسماعيل_الليثي على مواقع التواصل الاجتماعي، والذي تصدر قوائم الأكثر تداولًا لساعات طويلة، في مشهد يعكس مدى حب الجمهور له وتقديرهم لمسيرته الفنية التي امتدت لأكثر من عقد من الزمان، قدّم خلالها عشرات الأغاني الشعبية الناجحة.

الأسرة تناشد: “الدعاء أهم من الشائعات”
من جانبها، أكدت أسرة الفنان أن الوقت الحالي يحتاج إلى الهدوء والدعاء أكثر من أي شيء آخر، مطالبةً بعدم نشر أي أخبار غير موثوقة قد تزيد من معاناتهم. وقالت زوجته الفنانة شيماء سعيد في تصريح مقتضب:”رجاءً من الناس والإعلام.. كفاية إشاعات. كل اللي محتاجينه دعواتكم، وربنا كبير.”
وبينما يواصل الأطباء معركتهم لإنقاذ حياة الفنان، يعيش الوسط الفني والجمهور على أمل أن يستجيب الله للدعوات المتواصلة، وأن يستعيد إسماعيل الليثي وعيه قريبًا ليعود إلى فنه ومحبيه.
تبقى القصة، بكل تفاصيلها الإنسانية المؤلمة، تذكيرًا قاسيًا بمدى هشاشة الحياة، وبأن الشهرة والنجاح لا يمنعان القدر من أن يختبر الإنسان في لحظة واحدة، حين تتحول طريق العودة من حفلة إلى طريق بين الحياة والموت.

