الأرجنتين – السابعة الإخبارية
الأرجنتين ..في تطور مفاجئ أربك تحضيرات المنتخب الأرجنتيني قبل مباراته الودية المقبلة، أعلن الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم رسميًا استبعاد ثلاثة من لاعبي أتلتيكو مدريد الإسباني من قائمة الفريق المسافرة إلى أنغولا، بسبب عدم استكمالهم الإجراءات الصحية الخاصة بلقاح الحمى الصفراء، وهو ما حال دون حصولهم على تصريح السفر إلى الدولة الإفريقية.
ووفقًا للبيان الصادر عن الاتحاد مساء الاثنين، فإن اللاعبين المستبعدين هم: خوليان ألفاريز، ناويل مولينا، وجوليانو سيميوني، حيث أوضح البيان أن الثلاثي لم يتمكن من إتمام التطعيمات المطلوبة في الوقت المحدد، وهي من الشروط الإلزامية لدخول الأراضي الأنغولية.
وقال الاتحاد في بيانه الرسمي:“لم يستكمل اللاعبون في الوقت المناسب الإجراءات الصحية المتعلقة بلقاح الحمى الصفراء، وهو أمر مطلوب لدخول أنغولا، وبالتالي لن يتمكنوا من مرافقة المنتخب في رحلته المقبلة”.

لقاح إلزامي وتعليمات صارمة
وتُعد الحمى الصفراء أحد الأمراض الفيروسية الخطيرة التي تُنقل عن طريق لدغات البعوض، وتنتشر بشكل خاص في بعض مناطق إفريقيا وأمريكا الجنوبية. ووفقًا للوائح الصحية الدولية، يتعيّن على جميع المسافرين إلى الدول الواقعة في نطاق انتشار المرض أن يحصلوا على التطعيم الوقائي قبل السفر بمدة كافية، ويُطلب منهم إبراز شهادة التطعيم عند الوصول إلى المطار.
ويبدو أن الإجراءات الإدارية الخاصة باللاعبين الثلاثة لم تُستكمل في الوقت المناسب قبل موعد السفر، ما أدى إلى استبعادهم من الرحلة، في خطوة اضطرارية اتخذها الجهاز الإداري للمنتخب حفاظًا على التزامه بالإجراءات الدولية.
ضربة فنية لسكالوني
ويُمثّل غياب الثلاثي الأرجنتيني ضربة للجهاز الفني بقيادة المدرب ليونيل سكالوني، الذي كان يعوّل على المباراة الودية أمام أنغولا لتجربة بعض العناصر الشابة ومنح الفرصة للاعبين الجدد ضمن استعدادات المنتخب لبطولة كأس العالم المقبلة، والمقرر إقامتها في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك العام القادم.
ويعدّ ناويل مولينا أحد الأسماء الأساسية في تشكيلة “التانغو”، إذ كان له دور محوري في تتويج الأرجنتين بلقب كأس العالم 2022 في قطر، بينما يُعتبر خوليان ألفاريز من المواهب الصاعدة التي أثبتت حضورها القوي مع أتلتيكو مدريد في الدوري الإسباني، في حين يسعى جوليانو سيميوني، نجل المدرب دييغو سيميوني، لإثبات نفسه في صفوف المنتخب الوطني خلال المعسكر الحالي.
ويرى محللون أن غياب هؤلاء الثلاثة قد يُجبر سكالوني على إعادة النظر في خططه التكتيكية للمباراة، وربما الدفع بلاعبين بدلاء من الدوري المحلي أو من أندية أوروبية أخرى لتعويض الغيابات المفاجئة.

مباراة بلا ضغوط ولكنها مهمة
ورغم أن مباراة الأرجنتين أمام أنغولا يوم الجمعة المقبل تُعد ودية، فإنها تحمل أهمية معنوية وفنية للمنتخب بصفته بطل العالم الحالي، ولأنها تأتي في إطار استعدادات طويلة الأمد قبل خوض التصفيات النهائية والمؤهلة لمونديال 2026.
ويأمل سكالوني في استغلال المواجهة لتجربة أساليب لعب جديدة ومنح الفرصة لوجوه شابة تسعى إلى تثبيت أقدامها ضمن التشكيلة الأساسية. كما أن اللقاء في العاصمة لواندا يُعد اختبارًا بدنيًا ونفسيًا للمنتخب في بيئة مناخية مختلفة عن المعتاد، حيث ترتفع درجات الحرارة والرطوبة، ما قد يشكل تحديًا إضافيًا للاعبين.
الحمى الصفراء.. المرض الذي أربك “التانغو”
تُعتبر الحمى الصفراء من الأمراض الفيروسية الحادة التي يمكن أن تسبب أعراضًا تتراوح بين الحمى والصداع وآلام العضلات، وقد تتطور إلى مضاعفات خطيرة في الحالات الشديدة. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، لا يوجد علاج محدد للمرض، بل يعتمد الوقاية منه على التطعيم المسبق، الذي يُعد من أكثر اللقاحات فعالية على الإطلاق.
ويُشترط على المسافرين إلى دول إفريقية مثل أنغولا وموزمبيق وجمهورية الكونغو الحصول على اللقاح قبل دخول البلاد، وتقديم شهادة تطعيم صالحة لمدة عشر سنوات. وفي حالة عدم تقديمها، يتم رفض دخول المسافر أو إخضاعه للحجر الصحي، وهو ما ينطبق على اللاعبين المستبعدين من قائمة الأرجنتين.
ردود فعل في الأوساط الرياضية
وأثار استبعاد اللاعبين الثلاثة تفاعلًا واسعًا في وسائل الإعلام الأرجنتينية والإسبانية، حيث عبّر بعض المعلقين عن دهشتهم من وقوع مثل هذا الخطأ التنظيمي في منتخب بحجم الأرجنتين، معتبرين أن الجهاز الإداري كان عليه التأكد مسبقًا من استكمال جميع المتطلبات اللوجستية والطبية قبل موعد السفر.
بينما رأى آخرون أن الواقعة قد تكون جرس إنذار للمنتخبات الأخرى بشأن ضرورة الالتزام بالتدابير الصحية الدولية، خاصة في ظل كثرة المباريات الودية التي تُقام في دول إفريقية وآسيوية ضمن جولات الاستعداد للمونديال.
الأرجنتين تطمح للحفاظ على هيبتها
ورغم هذه العقبة، يبقى المنتخب الأرجنتيني مرشحًا قويًا لتقديم أداء مميز أمام أنغولا، بفضل ما يمتلكه من عمق في التشكيلة ومواهب شابة تسعى إلى إثبات قدراتها. كما يتوقع أن يشارك في المباراة عدد من النجوم الأساسيين لتعويض الغيابات وإبقاء روح الانسجام داخل الفريق.
وفي الوقت الذي يستمر فيه الحديث عن غيابات الحمى الصفراء، يؤكد الاتحاد الأرجنتيني أن الاستعدادات تسير على قدم وساق، وأن المنتخب يهدف إلى العودة بنتيجة إيجابية من لواندا، في بداية سلسلة من المباريات التحضيرية التي تسبق انطلاق المونديال.
