الإمارات – السابعة الإخبارية
أعلنت هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية في دولة الإمارات عن إطلاق مبادرة الجيل السادس (6G)، في خطوة استراتيجية جديدة تهدف إلى تعزيز ريادة الدولة في مجال الاتصالات وتقنيات المعلومات المتقدمة.
وجاء الإعلان خلال لقاء اللجنة الاستثنائي الذي نظمته الهيئة بمشاركة نخبة من الشركاء من الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية، ومشغلي خدمات الاتصالات، وعدد من الجامعات ومراكز البحث والتطوير، بالإضافة إلى مزودي تقنيات الاتصالات المتنقلة على المستوى العالمي.
افتتح اللقاء المهندس محمد الرمسي، نائب المدير العام لقطاع الاتصالات في الهيئة، بكلمة أكد فيها أهمية هذه المبادرة في سياق رؤية الإمارات المستقبلية لريادة تقنيات الاتصالات والابتكار الرقمي. وأوضح الرمسي أن تأسيس لجنة الجيل السادس يهدف إلى استباق التحولات التكنولوجية العالمية من خلال تطوير بيئة وطنية محفزة للبحث العلمي والابتكار في مجال الاتصالات المتقدمة.

وقال الرمسي:”في عام 2015 بدأنا استعداداتنا لرحلة الجيل الخامس، والتي أثمرت في 2019 بإطلاقه التجاري، لتصبح الإمارات أول دولة في المنطقة تحقق هذا الإنجاز. واليوم، نفخر بتغطية تفوق 99.5% من المناطق المأهولة، وأكثر من 23 ألف موقع للجيل الخامس، يستفيد منها أكثر من 10 ملايين مشترك.
هذه النجاحات تمهّد لمرحلة جديدة نعمل فيها مع شركائنا على تطوير خارطة طريق وطنية للجيل السادس، الذي سيحدث نقلة نوعية بدمج العوالم الرقمية والمعرفية، واستثمار تقنيات الذكاء الاصطناعي، والحوسبة الكمية، والشبكات الفضائية لتمكين تطبيقات المستقبل.”
وأضاف الرمسي:”نؤمن بأن التحول نحو تقنيات الجيل السادس لن يكون مجرد تطور تقني، بل خطوة استراتيجية نحو بناء اقتصاد معرفي مستدام يعتمد على الابتكار، والذكاء الاصطناعي، وتكامل البنية الرقمية عبر مختلف القطاعات. إننا نبني على إرث من الابتكار والإنجازات، ونسعى معًا نحو مجتمع ذكي فائق الترابط يدعم الابتكار والازدهار الوطني.”
أهداف المبادرة الوطنية للجيل السادس
وتهدف مبادرة الجيل السادس إلى تطوير منظومة وطنية متكاملة من خلال عدة محاور رئيسية، أبرزها:
تعزيز التعاون بين الشركاء الوطنيين من جهات حكومية وأكاديمية وصناعية لتسريع تطوير تقنيات الاتصالات المتقدمة.
إطلاق برامج بحث وابتكار في مجال الاتصالات المستقبلية عبر الجامعات ومراكز البحث والتطوير، بما يساهم في دعم القدرات المحلية وتمكين الشباب الإماراتي من ريادة الابتكار.
تسريع تبني التكنولوجيا الحديثة في القطاعات الحيوية بالدولة، بما فيها النقل والطاقة والصحة والتعليم، لتحقيق تحول رقمي مستدام.
تطوير معايير ومواصفات الجيل السادس ورفعها إلى المنظمات الإقليمية والدولية المعنية لتوحيد وتبني هذه المعايير عالميًا.
بناء إطار تنظيمي متكامل لإدارة الطيف الترددي بما يتوافق مع متطلبات المرحلة المقبلة ويضمن استدامة الشبكات المتقدمة.
اللجان الفرعية لدعم المبادرة
في هذا السياق، تم تشكيل لجنتين فرعيتين لدعم مهام اللجنة الرئيسية:
لجنة البحث والتطوير، برئاسة الدكتور مروان دبّاح من جامعة خليفة، والتي ستختص بتطوير الدراسات التقنية والابتكارات المستقبلية للجيل السادس.
لجنة التكامل والشراكات الاستراتيجية، برئاسة الدكتور خالد العوضي من هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية، والتي ستركز على تعزيز التعاون بين الجهات المحلية والدولية وتنظيم الشراكات الاستراتيجية في هذا المجال.
وأكد الدكتور خالد العوضي أن:”هذه الخطوة تعكس التزام الهيئة بتبني نهج استباقي في رسم ملامح الجيل القادم من الاتصالات، وتعزيز مكانة دولة الإمارات كمركز عالمي لتطوير وتطبيق تقنيات المستقبل.”

الجيل السادس: رؤية مستقبلية للتحول الرقمي
ويأتي إطلاق مبادرة الجيل السادس كجزء من استراتيجية الإمارات طويلة المدى للريادة التقنية، بما يعزز من قدرتها على الاستعداد المبكر لعصر ما بعد الجيل الخامس.
ويُعد 6G نقلة نوعية في عالم الاتصالات، حيث سيمكن من دمج الذكاء الاصطناعي، والحوسبة الكمية، والشبكات الفضائية، بالإضافة إلى تمكين التطبيقات الرقمية المستقبلية في مجالات مثل المدن الذكية، الصحة عن بعد، والاقتصاد الرقمي، بما يفتح آفاقًا واسعة للابتكار والازدهار الوطني.
وتسعى اللجنة الوطنية للجيل السادس إلى توحيد وتنسيق الجهود كافة عبر منصة وطنية جامعة، تعمل على دعم الإمارات في قيادة مستقبل الاتصالات المتقدمة، وتوفير بيئة حاضنة للابتكار والبحث العلمي، بما يضمن استمرار تقدم الدولة على صعيد التحول الرقمي العالمي.
الإمارات.. نموذج عالمي للابتكار التقني
وتعتبر الإمارات نموذجًا رائدًا في تطوير شبكات الجيل الخامس، حيث نجحت في إنشاء بنية تحتية متطورة تخدم أكثر من 10 ملايين مشترك، وتوفر أكثر من 23 ألف موقع للجيل الخامس، ما شكل قاعدة قوية للانطلاق نحو الجيل السادس.

