الشارقة – السابعة الإخبارية
أكدت الكاتبة والممارسة القانونية اليونانية إيفجينيا داغلاس، المشاركة في فعاليات الجناح اليوناني ضيف الشرف في الدورة الـ44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، أن مشاركتها في هذا الحدث تمثل تجربة استثنائية لها على المستويين الثقافي والإنساني، مشيرة إلى أن معرض الشارقة يُعد واحداً من أهم المنابر الثقافية العالمية التي تجمع بين الفكر والإبداع والتنوع الحضاري تحت سقف واحد.

وقالت داغلاس إن المعرض الذي يُقام هذا العام تحت شعار «بينك وبين الكتاب»، يكرّس مكانة الشارقة كوجهة ثقافية دولية تُسهم في نشر المعرفة وتعزيز الحوار بين الشعوب، مؤكدة أنها تنظر إلى هذا الحدث بوصفه منصة رائدة للتبادل الثقافي والمعرفي بين الشرق والغرب، وفرصة لتلاقي التجارب الأدبية من مختلف القارات.
وأعربت الكاتبة اليونانية عن تقديرها الكبير لاهتمام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بالثقافة والفكر والكتاب، معتبرة أن رؤية سموه تشكل نموذجاً فريداً في دعم الإبداع الإنساني وتعزيز حضور الثقافة كقوة فاعلة في التنمية والمجتمع.
وأضافت: “ما تقوم به الشارقة بقيادة سموه يؤكد أن الثقافة ليست ترفاً فكرياً، بل هي ركيزة أساسية في بناء الإنسان وتعزيز قيم التسامح والتفاهم العالمي”.
وشددت داغلاس على أن الشارقة اليوم تمثل مركز إشعاع ثقافي عالمي، بفضل مشروعاتها الثقافية المتعددة التي تُجسّد قناعة الإمارة العميقة بدور الأدب والفن في توحيد الشعوب، موضحة أن حضورها ضمن الجناح اليوناني يتيح لها فرصة نادرة للتفاعل مع جمهور عربي متذوق للأدب العالمي.

وخلال مشاركتها، تستعرض داغلاس عملها الأدبي الجديد بعنوان «الزمن»، الذي وصفته بأنه مشروع تجريبي فريد استغرق إنجازه عشر سنوات، ويُعد بمثابة مفكرة أدبية عن الزمن تتألف من فسيفساء من القصص والشخصيات التي تتقاطع جميعها حول فكرة الزمن كقوة مؤثرة في حياة الإنسان.
وتوضح الكاتبة أنها بدأت كتابة العمل خلال رحلة إلى بولندا عام 2006، دون أن تخطط مسبقاً لشكل النص النهائي، قائلة: “لم أكن أعلم أنني على وشك خوض مغامرة طويلة على متن قطار الزمن، لقد شعرت في النهاية أن الكتاب كتب نفسه”.
وأشارت داغلاس إلى أن عملها ينتمي إلى الواقعية السحرية، ويُكتب بأسلوب تيار الوعي، ما يجعله تجربة أدبية مفتوحة تتجاوز حدود السرد التقليدي. وقالت: “هدفي ككاتبة أن أرفع النص من الورق وأحوّله إلى تجربة ثلاثية الأبعاد، تجعل القارئ يعيش داخل النص وكأنه يسير في فيلم مكتوب أو فيديو نصي”.
وأضافت أن الأدب بالنسبة لها هو فن النحت بالكلمات، حيث تتداخل الأنواع الأدبية في عملها لتشكل لوحة متكاملة تجمع بين النثر والشعر والمقال والمسرح والأغنية والحكاية الخرافية، مؤكدة أن هذا المزج الفني يعكس نظرتها إلى الأدب كفضاء حر لا يعرف الحدود.
وتختم داغلاس حديثها بتعبيرها عن أملها في أن يشعر القارئ، بعد الانتهاء من قراءة كتابها، بـالقوة والتجدد، قائلة: “أتمنى أن ينهض القارئ بعد قراءة العمل كعملاق، مؤمناً بأن الزمن ليس عدواً له، بل رفيق رحلته نحو الوعي والنضوج”.
بهذه الرؤية، تؤكد الكاتبة اليونانية أن الأدب الحقيقي يتجاوز اللغات والثقافات، وأن الشارقة عبر احتضانها للمبدعين من مختلف أنحاء العالم، تبرهن أن الكتاب ما يزال الوسيلة الأسمى لبناء الجسور بين البشر.

