وارسو – السابعة الاخبارية
معرض الشارقة الدولي للكتاب، تتجه أنظار الأوساط الثقافية العالمية نحو العاصمة البولندية وارسو التي تستعد في مايو 2026 لاستقبال إمارة الشارقة وتحديدا معرض الشارقة الدولي للكتاب ضيفَ شرفٍ في معرض وارسو الدولي للكتاب، في حدثٍ أدبي وثقافي يعكس المكانة المتنامية التي حققتها الإمارة على خريطة الثقافة العالمية.
يأتي هذا التكريم الجديد ليؤكد الدور الريادي لـ معرض الشارقة الدولي للكتاب وهيئة الشارقة للكتاب في مدّ جسور التواصل الإنساني والحوار الحضاري بين الشعوب، وليضع الثقافة الإماراتية والعربية في واجهة المشهد الأوروبي، حيث تمتد الفعاليات من 28 إلى 31 مايو 2026.
الحدث لم يكن وليد اللحظة، بل ثمرة تعاون مؤسسي متين، تُوّج بتوقيع اتفاقية بين هيئة الشارقة للكتاب ومؤسسة التاريخ والثقافة المنظمة لمعرض وارسو، وذلك خلال فعاليات الدورة الـ44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب 2025، بحضور نخبة من الشخصيات الثقافية يتقدمهم أحمد بن ركاض العامري والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي.
معرض الشارقة الدولي للكتاب يرسّخ مكانة الإمارة عاصمةً عالمية للمعرفة
في كلمة تعبّر عن عمق هذا الاختيار ودلالاته، قالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب:
“يمثل اختيار الشارقة ضيفَ شرفٍ لمعرض وارسو الدولي للكتاب تأكيداً جديداً على مكانتها عاصمةً عالميةً للكتاب والمعرفة، ومركزاً ثقافياً فاعلاً ومؤثراً، له دوره في وصل الشرق بالغرب عبر الكلمة والفكر والإبداع”.
وأضافت سموها أن هذه المشاركة تمثل تتويجاً لمسيرة يقودها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي جعل من الثقافة مشروعاً إنسانياً شاملاً، يعيد للكتاب مكانته بوصفه جسر تواصل بين الحضارات.
من خلال هذا الحضور في بولندا، تسعى الشارقة إلى نقل الثقافة العربية إلى فضاءات جديدة، والتعريف بثراء الإنتاج الفكري العربي وتنوع تجاربه، وترسيخ حضوره في المشهد الإنساني العالمي بوصفه مساهماً أصيلاً في بناء المعرفة.

معرض الشارقة الدولي للكتاب يجدد رسالته الحضارية من وارسو إلى العالم
لا يقتصر الحدث على مشاركة رمزية، بل يمثل امتداداً عملياً لمشروع الشارقة الثقافي العالمي، الذي يرى في الحوار والتبادل الأدبي وسيلة للتقريب بين الشعوب. فمن مدريد وباريس وساو باولو وبولونيا وسيول، وصولاً إلى وارسو، تؤكد الشارقة أن الكلمة قادرة على أن تكون لغة عالمية يتقاسمها الجميع.
اختيار الإمارة لهذا الدور يعكس ثقة المؤسسات الثقافية الدولية في قدرتها على تمثيل الوجه المشرق للثقافة العربية، القائمة على التسامح والانفتاح والابتكار، وهو ما جعل من معرض الشارقة الدولي للكتاب منصة عالمية تتلاقى فيها الثقافات وتتبادل فيها اللغات تجاربها.
معرض الشارقة الدولي للكتاب يوقّع اتفاقية ثقافية مع مؤسسة التاريخ والثقافة البولندية
شهدت الدورة الـ44 من المعرض حدثاً مهماً تمثل في توقيع اتفاقية تعاون ثقافي بين هيئة الشارقة للكتاب ومؤسسة التاريخ والثقافة البولندية، المنظمة لمعرض وارسو الدولي للكتاب.
وقّع الاتفاقية كل من أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، وياسيك أوريل، مدير معرض وارسو الدولي للكتاب ونائب رئيس مؤسسة التاريخ والثقافة، بحضور خولة المجيني، مديرة إدارة الفعاليات والتسويق في الهيئة.
وجاء هذا التوقيع بمثابة جسر جديد للتعاون الثقافي بين العالم العربي وأوروبا الشرقية، يهدف إلى تبادل الخبرات في مجالات النشر والترجمة وصناعة الكتاب، إضافة إلى فتح قنوات جديدة للناشرين الإماراتيين والعرب في السوق الأوروبية.
معرض الشارقة الدولي للكتاب يحتفي برؤية سلطان الثقافة
من جانبه، أكد أحمد بن ركاض العامري أن هذا الاختيار العالمي هو نتيجة مباشرة للرؤية الثقافية الملهمة التي رسّخها الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، قائلاً:
“يمثل اختيار الشارقة ضيف شرف معرض وارسو الدولي للكتاب تقديراً للرؤية التي جعلت من الكتاب والمعرفة وسيلتين لتعزيز التواصل الإنساني”.
وأوضح العامري أن هيئة الشارقة للكتاب ستعمل على إعداد برنامج ثقافي متكامل خلال المشاركة المقبلة، يُبرز التجربة الإماراتية والعربية في مجالات الأدب والفكر والفن، ويعزّز حضور الإبداع العربي في المشهد الأوروبي.
وأشار إلى أن هذا البرنامج سيشمل سلسلة من الجلسات والحوارات والأنشطة التفاعلية التي تجمع الكتّاب والمترجمين والناشرين من بولندا والعالم العربي، لتوسيع نطاق التعاون الثقافي والمعرفي بين الجانبين.
معرض الشارقة الدولي للكتاب يعزّز الحوار الثقافي بين الإمارات وبولندا
بدوره، عبّر ياسيك أوريل، مدير معرض وارسو الدولي للكتاب، عن سعادته بهذا التعاون قائلاً:
“اكتسب التعاون بين بولندا ودولة الإمارات بعداً جديداً في السنوات الأخيرة، ولا سيما مع الشارقة التي تولي الثقافة اهتماماً عميقاً. حضورها في وارسو سيمنح دفعة لتأسيس علاقات دائمة بين الكتّاب والناشرين والقراء من البلدين”.
وأضاف أن استضافة الشارقة كضيف شرف ستفتح أبواباً جديدة للتفاهم والتفاعل الثقافي، وتتيح للقراء البولنديين فرصة فريدة للتعرّف على الأدب الإماراتي والعربي، بما يحمله من قصص وتقاليد وتنوع فكري غني.
وأكد أوريل أن هذا الحدث سيساهم في بناء جسور رمزية بين الثقافتين العربية والأوروبية، ويطلق مبادرات أدبية تسهم في إثراء المشهد الثقافي البولندي بالخبرات والرؤى الإماراتية.
معرض الشارقة الدولي للكتاب يقدّم برنامجاً ثقافياً متكاملاً في وارسو
تستعد هيئة الشارقة للكتاب لتنظيم برنامج حافل بالفعاليات خلال مشاركتها ضيفَ شرفٍ في معرض وارسو 2026، يضم ندوات فكرية، وقراءات أدبية، وجلسات نقاشية، ومعارض فنية، وورش عمل يشارك فيها مبدعون من الإمارات وبولندا.
وسيتم خلال البرنامج إبراز التراث الإماراتي والعربي من خلال عروض موسيقية وشعرية وفنية، تعكس تنوع الثقافة المحلية وغناها، إلى جانب تسليط الضوء على إنجازات الأدب الإماراتي الحديث وتجارب الشباب في الكتابة والنشر.
كما ستركز المشاركة على تشجيع حركة الترجمة المتبادلة بين اللغتين العربية والبولندية، وتسهيل التعاون بين دور النشر لتوسيع قاعدة القرّاء المهتمين بالأدب العربي في أوروبا الشرقية.
معرض الشارقة الدولي للكتاب يواصل مسيرته العالمية في التمثيل الثقافي
اختيار الشارقة ضيف شرف لمعرض وارسو لا يُعدّ محطة منفردة، بل امتداداً لمسيرة عالمية ناجحة مثّلت فيها الإمارة الثقافة العربية في أهم معارض الكتاب حول العالم، مثل مدريد وباريس وساو باولو وبولونيا وسيول.
هذه المشاركات المتواصلة تؤكد أن الشارقة تتحرك وفق رؤية استراتيجية واضحة تجعل من الثقافة مشروعاً للتواصل الإنساني، ومن الكتاب أداةً للتنمية الفكرية والمجتمعية.
لقد أثبت معرض الشارقة الدولي للكتاب، على مدى أكثر من أربعة عقود، أنه ليس مجرد حدث سنوي، بل حركة ثقافية متجددة تسعى لترسيخ موقع الشارقة مركزاً عالمياً للنشر والمعرفة والحوار الحضاري.

معرض الشارقة الدولي للكتاب يجسّد رسالة الثقافة التي توحّد الشعوب
في نهاية المطاف، فإن استضافة الشارقة في معرض وارسو الدولي للكتاب 2026 تمثل أكثر من مجرد شراكة ثقافية، إنها رسالة حضارية من الشرق إلى الغرب تؤكد أن الكلمة قادرة على تجاوز الحدود الجغرافية واللغوية، وأن الأدب والفكر يملكان القوة لبناء عالم أكثر إنسانية وتفهماً.
وبينما تستعد وارسو لاحتضان الثقافة الإماراتية والعربية، تستعد الشارقة لكتابة فصل جديد في رحلتها الثقافية العالمية، لتبرهن مرة أخرى أن الكتاب هو الجسر الأجمل الذي يوصل بين القلوب قبل العقول.
