الشارقة- السابعة الإخبارية
في حدث عالمي استثنائي يجمع بين الأدب والفن والسينما والموسيقى، يستضيف معرض الشارقة الدولي للكتاب 2025 النجم العالمي ويل سميث في أول مشاركة له على الإطلاق داخل معرض دولي للكتاب منذ بداية مسيرته الإبداعية الممتدة لأكثر من ثلاثة عقود.
وتقام الجلسة الحوارية التي يشارك فيها اليوم الجمعة، وسط توقعات بحضور جماهيري واسع لمتابعة شخصية تُعد واحدة من أبرز رموز هوليوود وأكثرها تأثيرًا على الساحة الفنية والثقافية.

خطوة غير مسبوقة في مسيرة نجم عالمي متعدد المواهب
لطالما ارتبط اسم ويل سميث بالسينما العالمية وأدوار البطولة في الأفلام التي حققت نجاحًا باهرًا وإيرادات ضخمة، إلا أن ظهوره في معرض للكتاب يفتح بابًا جديدًا في قراءة تجربته الفنية والأدبية، ويقدم للجمهور العربي نافذة مباشرة على محطات حياته الإبداعية، ليس فقط كممثل، بل ككاتب وموسيقي ورائد أعمال وصاحب رؤية ملهمة في تجاوز التحديات.
وتتيح المشاركة لجمهور المعرض فرصة الاستماع مباشرة إلى سميث، والتعرف إلى جذور الإلهام التي شكلت رحلته، وكيف استطاع المزج بين الفن والكتابة وتحويل تجاربه الشخصية والإنسانية إلى أعمالٍ تركت أثرًا عالميًا واسعًا.
الشارقة… وجهة عالمية للفكر والإبداع
وقالت خولة المجيني، المنسق العام لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، إن حضور ويل سميث يمثل إضافة نوعية للدورة الـ44، معتبرة أن مشاركته تجسد رؤية المعرض في الاحتفاء بالإبداع بكل أشكاله.
وأضافت:
“ويل سميث تجربة فنية متعددة الأبعاد؛ من التمثيل إلى الغناء والموسيقى وصولًا إلى الكتابة الأدبية. واستضافته تعكس رسالة معرض الشارقة في تقدير كل الفنون التي ترتقي بوعي الإنسان وتفتح له آفاقًا جديدة للخيال والمعرفة”.
ويأتي ظهور سميث في إطار سياسة المعرض لاستقطاب أبرز المفكرين والمبدعين العالميين، وتقديم تجارب متنوعة تعكس ثراء المشهد الإنساني وتنوعه الثقافي.
من نجومية السينما إلى رفوف المكتبات
ورغم أن اسمه ارتبط طويلًا بشباك التذاكر العالمي، إلا أن ويل سميث حقق نجاحًا لافتًا أيضًا في عالم الكتابة. فقد أصدر سيرته الذاتية الشهيرة “WILL” بالتعاون مع الكاتب الأمريكي مارك مانسون، والذي سبق أن حقق نجاحًا عالميًا من خلال كتابه “فن اللامبالاة”.
واستحوذت سيرة سميث على اهتمام النقاد والقراء نظرًا للعمق الإنساني الذي تضمنته، حيث تناول فيها نشأته، وبداية مسيرته، وتحديات الصعود، ومحطات السقوط والعودة، كما قدم رسائل ذاتية ملهمة حول الإصرار والمثابرة وتطوير الذات.

إلى جانب ذلك، كتب سميث كتاب الأطفال الشهير “Just the Two of Us” المستوحى من أغنيته التي تحمل الاسم نفسه وتحتفي بعلاقة الأب بابنه، وهو عمل يحمل طابعًا عاطفيًا يجمع بين الموسيقى والكتابة وقيم الأسرة.
إرث سينمائي لا يتكرر بسهولة
يُعد ويل سميث واحدًا من أكثر الممثلين تأثيرًا في هوليوود خلال العقود الأخيرة، حيث تتضمن مسيرته باقة من الأعمال التي تركت بصمة قوية في الثقافة السينمائية العالمية.
وقد تُوِّج سميث بجائزة الأوسكار لأفضل ممثل عن دوره في فيلم “King Richard” الذي قدّم فيه شخصية ريتشارد ويليامز، والد بطلتي التنس الأسطوريتين سيرينا وفينوس ويليامز.
ولم تكن هذه محطة التتويج الوحيدة في مسيرته، فقد حصل أيضًا على:
• جائزة جولدن جلوب
• جائزة بافتا
وذلك عن الدور نفسه، لترسخ الجائزة مكانته كأحد أفضل الممثلين القادرين على تجسيد الشخصيات الإنسانية المركّبة.
كما رُشح للأوسكار سابقًا عن:
• دوره في فيلم “Ali” الذي جسد فيه حياة أسطورة الملاكمة محمد علي كلاي
• ودوره في فيلم “The Pursuit of Happyness” الذي يتناول قصة رجل الأعمال كريستوفر غاردنر ورحلته القاسية للنجاح
وهما فيلمان يُعدّان من الأعمال الملهمة عالميًا، نظرًا لقوة الرسائل الإنسانية التي يقدمانها.
مهارات موسيقية تُكمل ملامح الفنان الشامل
بعيدًا عن السينما، يمتلك ويل سميث رصيدًا فنيًا غنيًا في عالم الموسيقى، إذ حصد أربع جوائز “جرامي”، وقدم عددًا من الأغنيات التي تصدرت قوائم الأكثر استماعًا حول العالم، بما في ذلك أعمال دخلت الذاكرة الموسيقية العالمية منذ التسعينيات.
وتمثل مساهماته الموسيقية جانبًا مهمًا من شخصيته، فقد بدأ مسيرته كمغني راب ثم استطاع الانتقال إلى عالم السينما دون التخلي عن هويته الفنية الأولية التي صنعت شهرته الأولى.

ختامًا… حضور يصنع الفارق
مشاركة ويل سميث في معرض الشارقة الدولي للكتاب ليست مجرد فعالية ثقافية، بل حدث يربط بين الفنون المختلفة ويجسد رؤية الشارقة كمنصة عالمية للحوار الثقافي والإبداعي. إنها لحظة تجمع بين الكتابة والسينما والموسيقى في إطار واحد، وتقدم نموذجًا ملهمًا عن الفنان الشامل الذي لم يتوقف عن التطور، والذي وجد في الكتابة فضاءً آخر لا يقل أهمية عن السينما والمسرح.
ومع هذا الظهور الأول في معرض كتاب دولي، يفتح سميث فصلًا جديدًا في مسيرته، ويمنح جمهور الشارقة تجربة استثنائية تمزج بين الإلهام والمعرفة، وتؤكد أن الفن — بكل أشكاله — قادر على توحيد الثقافات وفتح أبواب جديدة للوعي والإبداع.
