الشارقة – السابعة الاخبارية
معرض الشارقة الدولي للكتاب، يشهد معرض الشارقة الدولي للكتاب 2025 حضوراً لافتاً للرواية العربية التي تعود هذا العام بقوة، حاملة معها أصواتاً جديدة وتجارب متنوّعة تمتد من الواقع إلى الخيال، ومن التاريخ إلى الفلسفة، لتؤكد أن السرد العربي ما يزال قادراً على الإبهار، وعلى طرح أسئلة تتجاوز اللحظة الراهنة إلى ما يشغل الإنسان في جوهره.
في هذه النسخة، تتنافس دور النشر على تقديم أعمال تعكس ثراء المخيلة العربية وتنوع الرؤى التي تكتب الذات والذاكرة والمستقبل، وتضع القارئ أمام حكايات تثير التأمل بقدر ما تُمتع المتلقّي.
معرض الشارقة الدولي للكتاب… من القوائم الأدبية إلى فضاءات الإبداع
من بين العناوين البارزة في أروقة المعرض، تتقدم رواية “وادي الفراشات” للكاتب أزهر جرجيس، الصادرة عن دار الرافدين، والتي حجزت مكانها في القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2025.
تمزج الرواية بين الخيال والواقع عبر حكاية زوج متعثر يجد نفسه يتحول إلى سائق جنائز. إلا أن هذه الوظيفة التي بدت في البداية فصلاً جديداً من الفشل، تصبح رحلة بحث عن الذات وسط الأزقة والحارات والمواقف اليومية التي تكشف جوانب خفية من الإنسان.
تتنقل الرواية بين المأساة والكوميديا السوداء، وتعيد صياغة الفقد بوصفه قوة قادرة على تغيير المصير، في سرد إنساني يلامس القارئ ويصاحبه طويلاً.

معرض الشارقة الدولي للكتاب… روايات تكسر القوالب وتحتفي بالخيال الإنساني
دور النشر الحاضرة في المعرض تقدم مجموعة لافتة من الروايات التي تحتفي بالخيال وتعيد بناء العلاقة بين الواقع والحلم.
من بين هذه الإصدارات تأتي رواية “القصة ما قبل الأخيرة” للدكتور خالد غطاس، عن دار عصير الكتب، وهي رحلة فكرية تمتد عبر خمسة عشر فصلاً، يخوضها القارئ في مزيج من الفلسفة والتأمل والوجدان.
يتنقل العمل بين أسئلة الوجود والخوف والحب، ويقدّم رؤية جديدة لمفهوم الفقد، ليس بوصفه نهاية، بل بداية أسئلة أعمق تدفع الإنسان إلى إعادة اكتشاف نفسه.
أما رواية “317 – لا تفتح على نفسك أبواب الجحيم” للكاتب أحمد علي، والصادرة عن دار حروف، فتغوص في دهاليز النفس البشرية.
تقف الرواية على تخوم الرعب النفسي، لكنها لا تعتمد على الإثارة التقليدية؛ بل تتوجه إلى مخاوف الإنسان الأكثر عمقاً، تلك التي يُخفيها عن الآخرين وربما عن نفسه.
إنها رحلة صادمة تكشف هشاشة الذات حين تواجه حقيقتها المجردة.
معرض الشارقة الدولي للكتاب… سرد إنساني يلامس الألم والرحمة
من دار الرافدين أيضاً، تحضر رواية “مدن الحليب والثلج” للكاتبة جليلة السيد؛ عمل إنساني صادق يدور حول امرأة تقاتل من أجل أطفالها، وتخوض دائرة النار حتى النهاية.
تستعرض الرواية مواقف قصوى، وتضع القارئ أمام اختبار أخلاقي: كيف يتصرف الإنسان حين يكون الضمير هو السلاح الوحيد المتبقي؟
لغة الرواية نابضة، ومشحونة بالحزن والرجاء، وتقدم شخصية أم تعيد تعريف التضحية في ظروف غير إنسانية.
معرض الشارقة الدولي للكتاب… التاريخ والذاكرة في روايتين تحتضنهما دار الساقي
تقدّم دار الساقي روايتين بارزتين مدرجتين في القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية.
الأولى هي “أغنيات للعتمة” للكاتبة إيمان حميدان، وهي عمل يرصد تحولات كبرى في لبنان من خلال أربع نساء تتقاطع مصائرهن بين عامي 1908 و1982.
يروي العمل تاريخاً من الألم الشخصي والجماعي، ويقدّم سرداً يعبر العصور متتبّعاً آثار الزمن على الذات والذاكرة والبلد.
أما الرواية الثانية فهي “ما رأت زينة وما لم تر” للروائية رشيدة الضعيف، وهي نص يذهب عميقاً في النفس البشرية، يعالج الحب والحيرة والخسارة بأسلوب سردي متين.
الرواية تعيد بناء العلاقة بين الرؤية والواقع: ماذا نرى؟ وماذا نخشى أن نراه؟ وكيف تؤثر اختياراتنا في تشكيل مصيرنا؟
معرض الشارقة الدولي للكتاب… قصص تبحث عن الخلاص والوفاء
ضمن الحضور المميز لدور آفاق للنشر، برزت رواية “إسبيرانزا” للكاتب مشاري بودريد، وهي رواية مشحونة بموضوعات الفقد والتوبة والوفاء.
يتقاطع في العمل صوتان: صوت يبحث عن الخلاص، وآخر يكافح للحفاظ على ما تبقى من إنسانية في عالم مليء بالشكوك.
تقدم الرواية ما يشبه مرآة للعلاقات الإنسانية حين تواجه أخطر محطاتها.
معرض الشارقة الدولي للكتاب… استعادة أندلسية بعيون وليد سيف
تسجل دار الأهلية للنشر حضورها من خلال رواية “غرناطة آخر الأيام” للكاتب وليد سيف، التي تعيد بناء المشهد الأخير من التاريخ الأندلسي.
تتناول الرواية لحظة تسليم مفاتيح غرناطة، وتعيد سرد سقوط الحلم العربي في الأندلس عبر شخصيات تعيش لحظة الانهيار بكل ما فيها من وجع وحنين وخسارة.
إنها رواية عن أسئلة التاريخ التي لا تنتهي، وعن الهزيمة التي تتجاوز المكان لتصل إلى الوعي العربي نفسه.
معرض الشارقة الدولي للكتاب… عودة إلى الإسكندرية عبر “اللوكندة الحمراء”
تأتي دار العين للنشر برواية “اللوكندة الحمراء” للروائي عماد مدين، التي تعود بالقارئ إلى أزقة الإسكندرية القديمة.
يحمل العمل نَفَس التشويق والدراما الاجتماعية والنقد الساخر، عبر شخصيات مثل “البارون” و”أمّ نسمة” وسكان اللوكاندة الغامضة.
إنها رواية تجمع بين الحس الشعبي والغرابة، وتعيد بناء المدينة من خلال حكاياتها الصغيرة والكبيرة.
معرض الشارقة الدولي للكتاب… أحلام تتحول إلى قرار سياسي
ومن دار كتوبيا، تحضر رواية “أحلام سعيدة” للكاتب أحمد الملواني، المدرجة في القائمة الطويلة للجائزة.
تدور أحداث الرواية في دولة مجهولة تفرض سياسة غريبة: نصف الشعب يجب أن ينام يوماً كاملاً، بينما يستيقظ النصف الآخر، وفق قرعة تحدد لكل فرد موعد نومه وصحوته.
غير أن القرعة تظلم بطل الرواية “أكرم”، الذي كان استيقاظه في وقت مخالف لزوجته هالة، ليبدأ مقاومة نظام يقرر حتى تفاصيل النوم.
الرواية تطرح سؤال الحرية بأسلوب ساخر ومخيف في آن واحد.

معرض الشارقة الدولي للكتاب… بانوراما سردية تستحق الاكتشاف
بهذا التنوع الكبير في القضايا والأساليب والأزمنة، يقدّم معرض الشارقة الدولي للكتاب 2025 لوحة سردية غنية تجعل الرواية العربية في قلب المشهد الثقافي.
إنها فرصة لكل قارئ ليتعرف على أصوات جديدة، وليعيد اكتشاف الأدب العربي بوصفه مساحة للفكر والخيال، ورحلة لا تنتهي في عوالم الإنسان وأسئلته.
