الشارقة – السابعة الإخبارية
شهد جناح التواقيع في معرض الشارقة الدولي للكتاب مساء السبت حضوراً نوعياً ولافتاً مع توقيع الروائي والكاتب الإماراتي عمران كشواني لعمله السردي الجديد «شريط حياة» الصادر عن منشورات رامينا في لندن.
الحدث جذب جمهوراً من القرّاء والمهتمين بالأدب الفلسفي، ممن حرصوا على متابعة الكاتب ومناقشته في مضامين روايته التي تتوغّل بعُمق في التجربة الإنسانية، وتعيد طرح أسئلة الوجود الأولى بطريقة مكثّفة ومفتوحة على الاحتمالات.
تأتي الرواية، الممتدة على خمس «دفَقات» سردية، بوصفها رحلة داخلية تبدأ من لحظة الاحتضار، حيث يصبح الموت نافذةً يتكشّف عبرها الماضي بكل ما فيه من صراعات، مخاوف، وتحوّلات. يستعيد الراوي مراحل طفولته في بيئة خليجية محافظة، تداخلت فيها الهواجس الدينية والخرافات الشعبية وقلق التربية، لتتشكّل ذاكرة مضطربة تبحث عن معنى في عالم شديد التقلب. ويعتمد كشواني على أسلوب التداعي الحر والمونولوج الداخلي لبناء سرد متوتّر يعيد قراءة الذات من منظور نفسي وفلسفي، جامعاً بين السيرة المتخيَّلة والطرح الوجودي المباشر.
وتتقدّم الرواية عبر مشاهد نابضة بالقسوة والدهشة، تتوالى على الراوي في لحظاته الأخيرة كأن الحياة تُعرض أمامه بوصفها شريطاً سريعاً يعيد ترتيب صور الوجود من نهايته لا بدايته.
وتبرز الفكرة الجوهرية في العمل بأن الموت، في جوهره، تجربة فردية مطلقة تنكشف فيها هشاشة اللغة ووهم الحب وتفسيرات المجتمع، ليتورط القارئ في مواجهة سؤال وجودي لا يفقد حضوره: هل يمتلك الإنسان معنى ثابتاً في كونٍ واسع يُحكم عليه بالفناء؟
الفعالية التي احتضنها المعرض عكست اهتماماً لافتاً من القرّاء، الذين توافدوا إلى منصة التواقيع للحديث مع المؤلف حول فلسفة الرواية وجرأتها في ملامسة أسئلة الحياة والموت دون الاتكاء على قوالب سرد تقليدية. وأعرب كشواني خلال اللقاء عن سعادته بتفاعل الجمهور، وبصدور عمله الجديد عن منشورات رامينا التي أتاحت له تقديم نص يجمع بين التأمل والبوح والتحليل.
تقع الرواية في 160 صفحة من القطع الوسط، وتحمل غلافاً يتضمّن لوحة للفنانة التشكيلية الكردية السورية جنكيمان عمر، بما يضيف بعداً بصرياً مكثفاً إلى تجربة القراءة.

عمران كشواني… صوت إماراتي يرسّخ حضوره
يُعدّ عمران كشواني واحداً من الأصوات الأدبية الإماراتية التي أثبتت حضورها على الساحة الثقافية. وُلد في 20 أبريل/نيسان 1979، ويعمل في مجال التعليم منذ نحو عقدين، حاملاً بكالوريوس اللغة العربية وآدابها وماجستيراً في الموارد البشرية. أصدر ستة مؤلفات، تضم ثلاث روايات وثلاثة عناوين موجهة لليافعين، ووصل إلى القائمة القصيرة لجائزة كتارا للرواية العربية 2024 عن فئة روايات اليافعين، في إنجاز يعزز مكانته في الأدب العربي المعاصر.
ويمثّل توقيع رواية «شريط حياة» في معرض الشارقة الدولي للكتاب محطة مهمة في مسيرة كشواني الإبداعية، إذ يقدّم من خلالها عملاً يتقاطع فيه الشخصي بالفلسفي، وتتجاور فيه أسئلة الطفولة مع اتساعات الوعي، ليضع القارئ أمام مرآة وجوده ويعيد إشعال القلق الجميل الذي يصنع الأدب.
