الشارقة- السابعة الإخبارية
احتضنت فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب في نسخته الرابعة والأربعين أمسية ثقافية مميزة، شهدت توقيع كتاب «سميحالقاسم مفترق تاريخ ورمزية لا» للكاتب والصحافي اللبناني حسن بحمد، مدير مركز عين للإعلام والتوثيق، وذلك وسط حضور لافت من المثقفين والإعلاميين ومحبي الأدب المقاوم. وقد شكّل الحدث مناسبة للاحتفاء بسيرة واحد من أبرز أعلام الشعر الفلسطيني المعاصر، ولتسليط الضوء على إرثه الفكري والإنساني.
الكتاب الجديد يقدّم قراءة معمّقة في مسيرة الشاعر الراحل سميح القاسم، مستعيداً جذوره الأولى وانطلاقته الشعرية التي كرّسته أحد أهم الأصوات في أدب المقاومة. ويستعرض حسن بحمد شخصية القاسم الاستثنائية التي جمعت بين حدّة الموقف السياسي وشفافية الرؤية الشعرية، ليقدّم صورة شاملة عن شاعر عاش الكلمة موقفاً، والقصيدة فعلاً من أفعال المقاومة.
ويغوص المؤلف في محطات فكرية وإنسانية أساسية في حياة القاسم، متناولاً فلسفته ورؤيته للوجود، ومواقفه الوطنية والقومية، كما يرصد تطور تجربته عبر مراحلها المختلفة، من القصيدة المباشرة إلى النص الفلسفي العميق الذي يزاوج بين الرمزية والتمرد. ويركّز الكتاب على «رمزية لا» كعنوان عريض شكّل حجر الأساس في تجربة الشاعر، إذ تحولت كلمة الرفض لديه إلى منهج حياة وبيان فني وسياسي يعبّر عن موقفه الانساني تجاه الاحتلال والظلم والقهر.
وتتسع صفحات الكتاب لتقديم صورة بانورامية لطيف سميح القاسم العربي والعالمي، بما يعكس الأثر الذي تركته تجربته في الوجدان الفلسطيني والعربي، وكذلك حضورها في المحافل الأدبية الدولية. ويرى المؤلف أن القاسم، الذي جمع بين الشعر والسرد والمسرح والصحافة، لم يكن مجرد شاعر، بل حالة ثقافية وفكرية متكاملة صنعت حضوراً فريداً في المشهد الأدبي.

وقد حظي حفل التوقيع بتفاعل كبير من الحضور الذين عبّروا عن تقديرهم لتوثيق هذا الإرث الشعري والإنساني، ولجهد المؤلف في تقديم مادة غنية تعيد قراءة تجربة القاسم من زوايا متعددة. ويأتي هذا الإصدار ليعزّز المكتبة العربية بمرجع مهم حول شاعر رسّخ معنى المقاومة بالكلمة، وجعل من الشعر جسراً بين الوجدان والحرية.
وبهذه المشاركة، يواصل معرض الشارقة الدولي للكتاب دوره في دعم الإنتاج الثقافي وتقديم منصّة تحتفي بالمبدعين العرب، وتعيد إحياء الذاكرة الأدبية عبر توثيق سِيَر من صنعوا تاريخ الشعر العربي الحديث.
