الإمارات – السابعة الإخبارية
طيران الإمارات.. تخطو طيران الإمارات خطوة جديدة في مسيرة توسّعها وتحديث أسطولها، بإعلان المرحلة التالية من برنامج التطوير الشامل الذي يُعد الأضخم في تاريخ الشركة منذ تأسيسها. ويشمل البرنامج الجديد تحديث 60 طائرة من طراز “إيرباص A380” و51 طائرة من طراز “بوينغ 777″، في إطار رؤية استراتيجية تهدف إلى تعزيز تجربة السفر والارتقاء بالخدمات المتاحة على متن رحلات الشركة، التي تُعد الأكبر عالميًا من حيث تشغيل الطائرات العملاقة.
وبحسب ما أعلنته الشركة، فإن أعمال التحديث ستنطلق فعليًا في أغسطس/آب 2026، حيث تبدأ الطائرات في الحصول على حزمة متطورة من المنتجات الجديدة، أبرزها نظام ترفيه جوي غامر من الجيل التالي، إلى جانب توفير اتصال فائق السرعة عبر خدمة “ستارلينك”، التي تُعد أحدث تقنيات الإنترنت الفضائي عالي الكفاءة.

شراكات عالمية لتصميم مقصورات جديدة
وتتعاون طيران الإمارات، من خلال مركزها الهندسي في دبي، مع نخبة من الشركات العالمية المتخصصة في تصنيع الطائرات وأنظمة المقصورات، وعلى رأسها “إيرباص” و”سافران” و”ريكارو” و”باناسونيك” و”ستارلينك” و”UUDS”. ويهدف هذا التعاون إلى إدخال تصاميم جديدة للمقاعد، وصالون جوي مطوّر على متن طائرات A380، إضافة إلى اعتماد نظام “أستروفا” من باناسونيك، الذي يمثل طفرة في عالم الترفيه الجوي بتقديم شاشة أوضح واستجابة أسرع وتجربة صوتية متقدمة.
ومن المقرر أن يشمل التحديث 111 طائرة في هذه المرحلة، يتم خلالها دمج التصميم الجديد للمقصورات، وتركيب الإنترنت الفضائي المحسّن، وتزويد الطائرة بنظام ترفيهي يعيد صياغة تجربة المسافر ويجعل الرحلة أكثر تفاعلية ومتعة.
ريادة في الابتكار داخل صناعة الطيران
وأكدت طيران الإمارات أن دورها في تطوير المنتجات الجوية لا يقتصر على تطبيق أحدث التقنيات، بل يمتد ليشمل المساهمة في تطوير حلول جديدة بالتعاون مع المصنعين، بهدف دفع معايير الراحة والخصوصية إلى مستويات غير مسبوقة. ويعدّ هذا التوجه امتدادًا لمسيرة طويلة لعبت خلالها الشركة دورًا محوريًا في إعادة تعريف تجربة السفر، سواء من حيث جودة الخدمة أو حجم الرفاهية على متن الطائرة.
كلارك: نعيد تعريف مفهوم السفر على نطاق عالمي
وقال السير تيم كلارك، رئيس طيران الإمارات، إن المرحلة الجديدة من برنامج تحديث الأسطول تعكس رؤية الشركة الطموحة لتقديم تجربة متكاملة تليق بالمسافرين من مختلف أنحاء العالم. وأضاف أن طيران الإمارات، من خلال شراكاتها الاستراتيجية، تسعى دائمًا لتعزيز الابتكار ودمج التقنيات المتقدمة في عملياتها، بما يضمن خدمة متسقة ومستوى راقٍ من الراحة بغض النظر عن نوع الطائرة أو خط الرحلة.
وأوضح كلارك أن البرنامج الجديد يمثل امتدادًا لاستثمارات ضخمة أجرتها الشركة لتطوير مستقبل السفر الجوي، مشيرًا إلى أن التحديثات لا تقتصر على الشكل الداخلي للطائرة، بل تشمل تطوير التجربة الرقمية والترفيهية وتسهيل الاتصال بالإنترنت بسرعات مماثلة لتلك المتوفرة على الأرض.

نظام “أستروفا”: جيل جديد من الترفيه الجوي
وتعدّ تقنية “أستروفا” التي اختارتها طيران الإمارات من باناسونيك أفيونيكس، واحدة من أهم الركائز في برنامج التحديث، إذ توفر للمسافرين نظامًا متطورًا يعتمد على شاشات عالية الدقة، وقدرات معالجة أسرع، وتجربة صوتية محسّنة. ويتيح النظام الجديد تصفح المحتوى بشكل أكثر سلاسة، مع مكتبة موسعة من الأفلام والبرامج والألعاب التفاعلية.
وتتكامل هذه التقنيات مع خدمة الإنترنت الفضائي “ستارلينك”، التي سيتم تركيبها على الطائرات بالتوازي مع عمليات التحديث، لتوفير سرعة فائقة عالية الكفاءة تتيح للمسافرين إجراء مكالمات فيديو أو بث المحتوى أو العمل عن بُعد دون أي انقطاع.
برنامج التحديث: أرقام قياسية وجداول دقيقة
ويعكس البرنامج المتسارع التزام طيران الإمارات المستمر بالاستثمار في أسطولها وخدماتها المستقبلية. وكانت الشركة قد أعلنت لأول مرة في عام 2021 عن مشروع لتحديث 120 طائرة، قبل أن توسّع نطاقه في مايو/أيار 2024 ليشمل 191 طائرة، ثم ترفع العدد مجددًا إلى 219 طائرة خلال العام نفسه، ما يجعله أكبر مشروع تحديث في تاريخها.
ووفق الأرقام التي كشفتها الناقلة، فقد تم الانتهاء من تحديث 76 طائرة حتى الآن، مع الحفاظ على وتيرة ثابتة تُنجز خلالها تحديث طائرتين كل شهر. ويستغرق تحديث كل طائرة من طراز إيرباص A380 نحو 22 يومًا، في حين تحتاج طائرة بوينغ 777 إلى نحو 18 يومًا فقط داخل مركز الهندسة.
تعزيز قدرات الأسطول نحو المستقبل
ومع تقدم البرنامج، تتجه طيران الإمارات نحو مرحلة جديدة في تاريخها، حيث تطمح إلى جعل أسطولها أكثر جاهزية للمستقبل، وأكثر قدرة على تلبية توقّعات العملاء، خاصة مع النمو المتزايد لعدد المسافرين والطلب المتصاعد على خدمات الاتصال والترفيه المتقدم.
وبإطلاق هذه المرحلة من التحديثات، تواصل الناقلة تطبيق استراتيجيتها القائمة على الابتكار والجودة، وتؤكد موقعها كواحدة من أكثر شركات الطيران تأثيرًا في صناعة الطيران المدني على مستوى العالم.

