أمريكا – السابعة الاخبارية
إيلون ماسك، عاد الملياردير الأمريكي إيلون ماسك ليتصدر المشهد الإعلامي بعد سلسلة تعليقات ساخرة أطلقها عبر منصة إكس، طالت كلًا من منافسه التاريخي جيف بيزوس والمغنية الأمريكية الشهيرة بيلي إيليش.
ورغم أن ماسك اعتاد إثارة الجدل، فإن هذه المرة جاءت سخريته في توقيت بالغ الحساسية، خاصة مع دخول بيزوس رسميًا سباق الذكاء الاصطناعي عبر شركة ناشئة جديدة أثارت اهتمامًا عالميًا ضخمًا.
وفي الوقت نفسه، امتد التفاعل إلى المجال الفني بعد تعليق غير معتاد لماسك على أحد منشورات بيلي إيليش، ما فتح الباب أمام موجة واسعة من الجدل حول دوافعه الحقيقية.
إيلون ماسك وبيزوس صراع حول الذكاء الاصطناعي
منذ سنوات طويلة، يشهد العالم منافسة شرسة بين إيلون ماسك وجيف بيزوس، سواء في مجالات الفضاء أو التجارة الإلكترونية أو سباق الإنترنت الفضائي. لكن دخول بيزوس رسميًا عالم الذكاء الاصطناعي بدا وكأنه صبّ الزيت على النار، وأعاد إشعال التوتر بينهما.

أعلن بيزوس تأسيس شركة ناشئة تحمل اسم بروميثيوس تعمل على تطوير نماذج ذكاء اصطناعي عالية الكفاءة، وبحسب تقارير صحفية موثوقة، حصدت الشركة تمويلًا هائلًا بلغ 6.2 مليار دولار، وجذبت أكثر من مئة خبير من كبرى شركات التكنولوجيا.
رد ماسك لم يتأخر، فكتب تعليقًا ساخرًا على الخبر قائلاً: مستحيل، وأرفقها برمز ضاحك وكلمة نسخ مع رمز لقط، في إشارة واضحة إلى اعتقاده بأن بيزوس لا يقدم أي جديد وإنما يقلّد مسارات الآخرين.
محطات قديمة في صراع المليارديرات
هذه السخرية ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، فمنذ عام 2013 بدأت بوادر الخلاف العلني بين الرجلين عندما اتهم ماسك شركة بلو أوريجين التابعة لبيزوس بمحاولة منعه من استخدام منصة إطلاق خاصة بوكالة ناسا.
وفي 2019 صعّد ماسك من لهجته عندما وصف بيزوس بالمقلد بعد إعلان أمازون خطتها لإطلاق آلاف الأقمار الصناعية لتوفير الإنترنت، وهي خطوة رأى ماسك أنها محاولة لنسخ مشروع ستارلينك الذي سبق وأطلقته سبيس إكس.
بيزوس من جانبه كان أكثر هدوءًا، إذ كان يوجه الانتقادات لشركات ماسك لا لشخصه، لكنه كان دائمًا يشدد على أن السباق في الفضاء والذكاء الاصطناعي يجب أن يعتمد على الابتكار وليس على الضجيج الإعلامي.
سخرية ماسك من بيلي إيليش
لم تتوقف جولة ماسك الساخرة عند بيزوس فقط، بل امتدت إلى الفنانة العالمية بيلي إيليش التي علّق على منشور لها بطريقة أثارت استغراب متابعيه، واعتبر البعض أن ماسك يحاول لفت الأنظار أو جرّ الموضوع إلى مساحة ترفيهية وسط جدل المليارديرات.
وبينما تجاهلت إيليش التعليق تمامًا، جرى تداول الموضوع بشكل واسع على منصات التواصل، ما أعطى انطباعًا بأن ماسك يحاول البقاء في دائرة الضوء عبر إثارة موجات متتالية من الجدل.
هل هي مناوشات شخصية أم صراع على السوق؟
رغم الطابع الساخر الذي يقدمه ماسك دائمًا، فإن كثيرًا من المحللين يرون أن الخلاف بينه وبين بيزوس أبعد من مجرد تعليقات متبادلة.
فالسوق التقني يشهد سباقًا هو الأهم في القرن الحالي، ويتمثل في السيطرة على الذكاء الاصطناعي والفضاء والإنترنت عبر الأقمار الصناعية.
ماسك يمتلك شركات ضخمة تمتد من تسلا إلى سبيس إكس إلى شركة xAI، بينما بيزوس يملك أمازون وبلو أوريجين والآن بروميثيوس.
دخول بيزوس إلى الذكاء الاصطناعي بقوة 6.2 مليار دولار يعني ببساطة أنه مستعد لمنافسة ماسك في ملعبه ذاته، وهو ما يفسر اللهجة الساخرة التي ظهرت في تعليق ماسك.
فالأمر لم يعد مجرد صراع على الفضاء بل على قيادة التكنولوجيا المستقبلية، وتحديدًا الذكاء الاصطناعي الذي أصبح المجال الأكثر تأثيرًا وربحية ونفوذًا على مستوى العالم.
أبعاد السخرية وتأثيرها على الرأي العام
تصرفات ماسك دائمًا ما تكون محسوبة على الرغم من مظهرها العفوي، فهو يدرك أن تعليقًا ساخرًا واحدًا يمكن أن يتحول إلى عاصفة إعلامية.
الجدل الذي يثيره ينعكس مباشرة على أسهم شركاته وعلى حجم التفاعل مع منصته إكس، كما يمنحه حضورًا دائمًا في واجهة الأحداث التقنية.
في المقابل، بيزوس عادة لا يرد، مفضلًا لغة الأفعال على التعليقات، سواء ببناء مصانع عملاقة أو إطلاق مشاريع طويلة المدى مثل خططه لتطوير تكنولوجيا الفضاء.
أثر المنافسة على سوق الذكاء الاصطناعي
من الناحية الاقتصادية، دخول بيزوس إلى سباق الذكاء الاصطناعي بهذا الزخم يغيّر خريطة المنافسة.
وجود شركات كبرى مثل أوبن إي آي، ميتا، غوغل، xAI، والآن بروميثيوس، يعني أن السنوات المقبلة ستشهد طفرة في تطوير نماذج أكثر قوة وقدرة.
هذا التنوع في الشركات يرفع مستوى المنافسة ويُسرّع وتيرة التطور، لكنه أيضًا يزيد من حساسية العلاقات بين كبار المستثمرين.
ومع ذلك، فإن الصراع الإعلامي بين ماسك وبيزوس يظل جزءًا من المشهد، لأنه يبرز حجم المنافسة المحتدمة داخل القطاع، ويعطي الجمهور تصورًا أوضح عن طبيعة الصراع على ريادة المستقبل الرقمي.
خلاصة المشهد
إيلون ماسك لا يتوقف عن إثارة الجدل، وسخريته الأخيرة من جيف بيزوس وبيلي إيليش ليست سوى فصل جديد في سلسلة طويلة من المناوشات التي تُظهر حجم التوتر بين كبار اللاعبين في سوق التكنولوجيا.
لكن ما وراء السخرية هو الأهم: سباق ضخم على الذكاء الاصطناعي، استثمارات بمليارات الدولارات، وطموح كل طرف ليصبح قائد المستقبل الرقمي.

وبينما يواصل ماسك إطلاق تعليقاته المثيرة، يرد بيزوس بخطوات فعلية على الأرض، ما يجعل هذا الصراع واحدًا من أبرز صراعات العصر بين عمالقة التكنولوجيا.
ويبقى السؤال: هل يتحول هذا التنافس إلى تعاون يومًا ما؟ أم أن السنوات المقبلة ستشهد تصعيدًا أكبر كلما اقتربت صناعة الذكاء الاصطناعي من ذروتها؟
