العراق – السابعة الإخبارية
أثار انتشار صور على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا ادعاءات العثور على كنز ذهبي أثري في قرية الخانوكة بقضاء الشرقاط بمحافظة صلاح الدين، جدلاً واسعًا في الأوساط العراقية، قبل أن تتدخل السلطات لتوضيح الحقائق والشكوك حول مصداقية الرواية.
وأظهرت الصور التي تداولها ناشطون على نطاق واسع 176 قطعة ذهبية داخل سرداب قديم، ما أثار اهتمام الهواة والمهتمين بالآثار والكنوز، وتحوّل الحدث خلال ساعات قليلة إلى موضوع حديث الشارع ووسائل الإعلام المحلية.

تصريحات رسمية تنفي صحة الادعاءات
في هذا السياق، نفى سالم عبدالله، مدير موقع “آشور” في دائرة آثار صلاح الدين، وجود أي مؤشرات حقيقية تدعم صحة الصور المتداولة، مشيرًا إلى أن المعطيات البصرية تكشف عن خلل واضح يشكك في مصداقية الصور.
وأوضح عبدالله أن السبائك الذهبية الظاهرة في الصور مصفوفة بانتظام هندسي لا يتوافق مع طبيعة الكنوز القديمة، والتي عادة ما تُدفن بطريقة عشوائية أو داخل أوانٍ مغلقة بعيدًا عن الهواء والضوء.
وأضاف أن خيوط العنكبوت المنتشرة بشكل مبالغ فيه على القطع تبدو مصطنعة، كما أن لمعان السبائك لا يتناسب مع البيئة الترابية والغبار الظاهر في الموقع، ما يزيد من احتمال كونها مواد مقلدة أو مطلية بالذهب فقط.
كما أشار المسؤول إلى غياب أي دلائل أثرية حقيقية مثل الجدران القديمة أو القطع الفخارية التي عادة ما تصاحب المواقع التاريخية، ما يعزز الشكوك حول صحة الادعاءات.
خطوات للتحقق الميداني
أكد عبدالله أن دائرة الآثار ستشكّل فريقًا مختصًا للتحقيق الميداني في الموقع المزعوم، على أن يُصدر تقرير رسمي بعد انتهاء عمليات الفحص والتحقق.
ووفق المؤشرات الأولية، قال المسؤول إن احتمال عدم صحة الموقع يصل إلى 90%، مؤكدًا أن الكنوز التاريخية النادرة لا تُخبأ عادة بهذه الطريقة السطحية أو في تجاويف بدائية كما ظهر في الصور.
تفاعل واسع على مواقع التواصل
شهدت منصات التواصل الاجتماعي في العراق حالة من الجدل الحاد بين المؤيدين لفكرة اكتشاف الكنز والمشككين في صحته، حيث أبدى البعض حماسًا لمحاولة الوصول إلى ما يُعتقد أنه اكتشاف تاريخي، بينما حذر آخرون من الاعتماد على الصور وحدها دون تحقق رسمي من الجهات المختصة.
وقال بعض الناشطين إن انتشار الأخبار بهذا الشكل يُظهر سهولة تداول المعلومات غير الدقيقة في عصر وسائل التواصل، بينما شدد آخرون على أهمية التحقق من صحة أي ادعاءات أثرية قبل انتشارها إعلاميًا.

يبقى ملف “كنز الخانوكة” محور اهتمام الأوساط العراقية، مع توقع إعلان التقرير الرسمي للسلطات المختصة في الأيام القادمة لحسم الجدل، وتأكيد ما إذا كان الادعاء باكتشاف كنز ذهبي أثري حقيقيًا أم مجرد خدعة بصرية تداولها البعض لتحقيق الإثارة على الإنترنت.
وفي انتظار النتائج النهائية، يواصل الخبراء التأكيد على أن الاكتشافات الأثرية تتطلب إجراءات علمية دقيقة وميدانية، وأن الاعتماد على الصور وحدها لا يكفي لإثبات وجود كنوز حقيقية.

العثور على سرداب قديم فيه 176 سبيكة ذهب مع. آثار في قرية الخانوكة في شرقاط pic.twitter.com/Hhmbr4VGnS
— خطاب الفلوجي (@KAlflwj9) November 19, 2025
