نيودلهي – السابعة الاخبارية
دارمندرا، هزّ خبر وفاة النجم الهندي المخضرم دارمندرا ديول الشارع الهندي وكل محبي السينما حول العالم، بعدما أُعلن رسميًا رحيله عن عمر ناهز 89 عامًا، تاركًا خلفه تراثًا فنيًا يمتد لأكثر من ستة عقود. ورغم تقدّمه في السن وتراجع ظهوره الإعلامي في السنوات الأخيرة، فإن وفاته أحدثت صدمة حقيقية، ليس فقط لجمهوره، بل للصناعة السينمائية نفسها التي فقدت واحدًا من أهم أعمدتها.
فور انتشار الخبر، عمّ الحزن مواقع التواصل الاجتماعي، وتحولت صفحات ملايين المعجبين إلى منصات وداع لاسترجاع لحظات من أعماله الخالدة وشخصيته المحببة. فلم يكن دارمندرا مجرد ممثل بارز، بل رمزًا للرجولة والطيبة والهيبة التي لا تُنسى في الشاشة الهندية.
دارمندرا.. وداع أخير لنجم عاش محبوبًا ورحل مهيبًا
توفي النجم الكبير صباح الاثنين 24 نوفمبر، بعد أيام من نقله بشكل عاجل إلى مستشفى “بريتش كاندي” بسبب مشاكل حادة في الجهاز التنفسي. وعلى الرغم من محاولات إنقاذه، فإن جسده لم يحتمل الأزمة.
وفي مشهد يعكس مكانته الهائلة في بوليوود، امتلأت محرقة جثث مومباي بنجوم الصف الأول الذين حضروا لتقديم واجب العزاء، في صورة نادرًا ما تتكرر.
من بين الحاضرين: سلمان خان، عامر خان، أكشاي كومار، أميتاب باتشان، سانجاي دوت، أبيشيك باتشان، غوري خان… نخبة بوليوود جاءت لتودّع رجلًا ترك بصمة في حياتهم وذكرياتهم.
حتى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي نعى النجم العظيم، معتبرًا رحيله “نهاية حقبة كاملة في السينما الهندية”، وهو وصف يليق بالفعل بممثل صنع تاريخًا وغيّر شكل السينما التجارية في الهند.

دارمندرا… من طفل يعشق الأفلام إلى أسطورة تصنع الجماهير
وُلد دارمندرا في 8 ديسمبر 1935 في قرية نصرالي بولاية البنجاب، لأسرة جات-سيخية متوسطة الحال. كان والده يريد له أن يتعلم ويكمل طريقًا تقليديًا، لكن قلب الطفل كان مع الأفلام منذ اللحظة الأولى التي دخل فيها قاعة السينما في الصف التاسع.
يحكي دارمندرا في أحد لقاءاته:
“شاهدت أول فيلم وأنا صغير، فسألت نفسي: أين هذه الجنة التي يسكنها كل هؤلاء الجميلون؟ شعرت أنني أنتمي هناك.”
صُدمت العائلة من قراره دخول السينما، لكن إصراره كان أقوى من أي اعتراض. وبعد سنوات من السعي، وجد طريقه للشاشة ليبدأ رحلة أسطورية غيرت تاريخ بوليوود إلى الأبد.
6 عقود من المجد… وأدوار لا تُنسى
بدأت مسيرة دارمندرا منذ ستين عامًا، ومنذ ذلك الحين لم يتوقف عن تقديم الأعمال التي صنعت له مكانة استثنائية بين الجمهور والنقاد. كانت قوته في قدرته على أداء الأدوار الرومانسية والأكشن والكوميديا بنفس البراعة.
لكن دوره الأشهر والأكثر تأثيرًا كان بلا شك “فيرو” في فيلم “شولاي” عام 1975، حيث شكّل مع أميتاب باتشان ثنائيًا تاريخيًا ما زال الجمهور يتغنى به حتى الآن. “شولاي” ليس مجرد فيلم ناجح، بل أحد أهم الأعمال في تاريخ السينما الهندية، ودور فيرو كان بوابة دارمندرا إلى الخلود الفني.
ظهر دارمندرا في أكثر من 300 فيلم، منها أعمال لامعة مثل:
- شولاي
- يادون كي بارات
- سيتا أور غيتا
- براتيجيا
- تشوبكي تشوبكي
كان دائمًا نجمًا كبيرًا بنبرة بسيطة، يجمع بين القوة والطيبة، وبين الكاريزما والإنسانية التي جعلت معجبيه يقعون في حبه بلا حدود.
وسامة نادرة… وجاذبية أسطورية
اشتهر دارمندرا بلقب “الرجل المثالي في بوليوود” و**“الرجل القوي”** واعتُبر في أوج شهرته واحدًا من أوسم الرجال في العالم. كانت وسامته جزءًا من أسطورته، حتى إن الممثلة الشهيرة مادهوري ديكسيت وصفته قائلة:
“من أجمل من رأيتهم على الشاشة.”
أما سلمان خان فقال عنه:
“أجمل رجل، قلبًا وقالبًا.”
بينما وصفت جايا باتشان وسامته بـ”الإله اليوناني”، في إشارة إلى ملامحه الحادة وجاذبيته الطاغية.
ورغم كل هذه الإشادات، كان دارمندرا يخجل من الحديث عن وسامته، مبينًا أنها هبة من “الطبيعة ووالديه وجيناته”.
العائلة… والرسالة التي لم تتغير
كان النجم الراحل دائمًا يتحدث عن نفسه باعتباره “رجلًا بسيطًا”.
لم ينس جذوره، ولم يتغير رغم الشهرة والنجومية والأساطير التي حيكت حوله. ظل قريبًا من عائلته، محبًا لأصدقائه، مخلصًا لمهنته، ومتواضعًا رغم النجاح الساحق.
عرض هذا المنشور على Instagram
آخر ظهور له كان في فيلم “إيكيس”، المقرر طرحه خلال ديسمبر المقبل، في مشهد يضيف لمسة وجدانية خاصة، إذ سيشاهد الجمهور نجمهم الراحل مرة أخيرة على الشاشة.

رحيل جسد… وبقاء أسطورة
رحل دارمندرا، لكن إرثه سيظل خالداً.
ترك خلفه أفلامًا صنعت طفولة ملايين، وصاغت هوية السينما الشعبية الهندية، وألهمت أجيالًا من الممثلين.
قد ينتهي العمر، لكن الأساطير لا تموت.
ودارمندرا… كان ولا يزال أسطورة بوليوود الحقيقية، الرجل الذي أسر القلوب، وصنع تاريخًا لن يُمحى مهما مرّ الزمن.
