الكويت – السابعة الاخبارية
إلهام الفضالة، شهدت الساحة الفنية الكويتية وخارجها حالة واسعة من الجدل والترقب، بعد قرار محكمة الجنايات في الكويت إخلاء سبيل الفنانة إلهام الفضالة بلا كفالة شخصية، مع تأجيل النظر في قضيتها إلى جلسة 8 ديسمبر/كانون الثاني المقبل. القرار مثّل نقطة تحوّل مهمة في القضية التي شغلت الرأي العام، وفتحت الباب أمام موجة كبيرة من التحليلات وردود الفعل من المتابعين والجمهور ومشاهير الوسط الفني.
وجاء هذا التطور بعد أيام من التوتر والجدل المتصاعد إثر احتجاز الفنانة على خلفية اتهامات متعلقة بنشر أخبار كاذبة وتداول تسجيل صوتي منسوب لها يعود لعام 2021، اعتُبر آنذاك مسيئًا للكويت، ما دفع النيابة العامة لإصدار قرار بحبسها احتياطيًا لمدة 21 يومًا لحين التحقق من صحة التسجيل عبر الجهات المختصة بالأدلة الجنائية.
عرض هذا المنشور على Instagram
إلهام الفضالة تخرج ومريم البحر تعلق: القضاء العادل قال كلمته
أعلنت مريم البحر، محامية الفنانة إلهام الفضالة، عن إطلاق سراح موكلتها فور صدور القرار، مؤكدة أن المحكمة قررت إخلاء سبيلها دون أي كفالة، وهو ما اعتبرته مؤشرًا واضحًا على قوة دفوع هيئة الدفاع، وضعف الأدلة المقدمة ضد موكلتها حتى الآن.
وقدمت البحر شكرها للقضاء الكويتي “العادل”، على حد وصفها، مؤكدة أن ملف الدعوى خالٍ من أي مؤشرات تهديد أو خطورة تستوجب استمرار الحبس الاحتياطي، وأن كل ما يتم تداوله عبر وسائل التواصل لا يُعدّ دليلًا قانونيًا ما لم تثبت صحته وتحليل مصدره بشكل رسمي.
وأكّدت البحر أن موكلتها نفت خلال جلسة المحكمة كل الاتهامات المنسوبة إليها، موضحة أنها لم تقم بنشر أي أخبار كاذبة وأن حساباتها الرسمية لا تحتوي على أي محتوى يسيء للدولة أو يخل بالأمن.
قضية التسجيل الصوتي… من أين بدأت الحكاية؟
تعود جذور الأزمة إلى تسجيل صوتي متداول يُنسب للفنانة إلهام الفضالة، يُقال إنه يعود لعام 2021، اعتبره البعض مسيئًا للكويت ويحتوي عبارات غير لائقة. هذا التسجيل انتشر بشكل كبير على المنصات الرقمية قبل أسابيع، ما دفع النيابة العامة لفتح تحقيق رسمي، وإصدار أمر بحبس الفنانة احتياطيًا لمدة 21 يومًا لحين التأكد من صحة التسجيل ومصدره، وبيان إذا ما كان مُفبركًا أو تم التلاعب به.
وخلال التحقيقات، أكدت الفضالة أنها لا علاقة لها بالتسجيل، ولم تصدر عنها أي إساءة، معتبرة أن ما يُتداول يهدف للإساءة لسمعتها ونَيل من مكانتها الاجتماعية والفنية.
هذا التطور أثار موجة من التعاطف معها، خاصة مع خروج عدد كبير من الفنانين والفنانات للدفاع عنها، مؤكدين أنها شخصية محترمة ولم يكن في يوم من الأيام لها تصريحات تمس وطنها أو الجمهور.
ابنتها تبكيها بدعاء مؤثر: “يا رب رجّع لنا حضنها”
من أكثر اللحظات المؤثرة في القضية، كانت الرسالة التي نشرتها الفجر التميمي، ابنة الفنانة، على منصة “إكس”، والتي قالت فيها:
“يا رب إنك تعلم ما لي أنا وأختي النور في الدنيا غير أمي. يا رب لا تفقدنا حضنها الحنون ولا جنة وجودها. يا رب فرّج عنها وردّها إلينا عاجلاً غير آجل.”
هذه الكلمات أحدثت حالة تعاطف واسعة مع الفنانة، وعبّر الآلاف عن تضامنهم معها ومع ابنتيها، خصوصًا في ظل انتشار مقاطع وصور تُظهر مدى تعلق بناتها بها خلال السنوات الأخيرة.
رسالة الفجر لاقت ردود فعل واسعة، واعتبرها كثيرون صرخة ألم تعبّر عن قلق الابنتين من مصير والدتهما، في واحدة من أصعب اللحظات التي مرت بها العائلة.
دعم فني واسع… وصور تنتشر في مواقع التواصل
لم تكن عائلة إلهام الفضالة وحدها من تفاعل مع أزمتها، بل تلقت الفنانة موجة دعم كبيرة من الوسط الفني الخليجي والعربي. عدد من الفنانات شاركن صورها عبر حساباتهن، وأرفقنها بدعوات وتمنيات بعودتها سريعًا إلى بيتها وأسرها.
ومن بين الداعمات:
شيماء علي – إيمان فيصل – رندا حجاج – حصة النبهان – أميرة محمد – شيلاء سبت.
هؤلاء الفنانات نشرن كلمات تؤكد أن الفضالة شخصية راقية ومخلصة، وأنها مرّت بالكثير من الظروف الصعبة سابقًا وخرجت منها أقوى، مؤكدات ثقتهن بأن “الحق سيظهر”.
ترقّب حتى جلسة ديسمبر… ومصير ينتظره الجمهور
مع تأجيل النظر في القضية إلى 8 ديسمبر، تعيش الساحة الفنية حالة من الانتظار. فالجمهور يريد معرفة ما إذا كانت الأدلة ستُدحض بالكامل، أو ستظهر مستجدات تغيّر مسار القضية. ورغم أن قرار الإفراج بدون كفالة يعكس ميلًا كبيرًا لصالح الفنانة، إلا أن التحقيقات لا تزال قائمة.
خبراء قانونيون يرون أن عدم وجود خطر من استمرارها خارج السجن، إلى جانب غياب دليل قطعي على إدانتها حتى الآن، جعلا المحكمة تتجه لإخلاء سبيلها، خاصة أن التسجيل الصوتي قد يكون معرّضًا للتلاعب أو القصّ أو التعديل، وهو ما يحتاج إلى فحوصات تقنية دقيقة من جهات متخصصة.
إلهام الفضالة… حضور فني لا يتأثر بالعواصف
على مدى سنوات، كانت إلهام الفضالة واحدة من أبرز الوجوه في الدراما الخليجية، وقدّمت أعمالًا حققت نجاحات كبيرة وجمهورًا واسعًا. تتميز شخصيتها بالحضور القوي، وتاريخ طويل في المسلسلات التي رسّخت مكانتها كاسم بارز في الفن.
ورغم أن السنوات الأخيرة حملت بعض الأزمات الشخصية والعائلية والإعلامية، فإن جماهيريتها لا تزال كبيرة، وتفاعل الناس مع قضيتها يؤكد مكانتها القريبة من القلب.
خاتمة: إلهام الفضالة بين الأمل والعدالة
رغم العاصفة التي مرت بها الفنانة خلال الأيام الماضية، فإن قرار إخلاء سبيلها أعاد شيئًا من الهدوء وسط محبيها وأفراد عائلتها. وبينما ينتظر الجميع جلسة ديسمبر، يبقى الأمل قائمًا في أن تظهر الحقيقة كاملة، وأن تُنصف العدالة الفنانة التي لطالما أثرت الشاشة الخليجية بأدوار مهمة ورصيد فني كبير.
القضية لم تنتهِ بعد، لكن الجمهور يقف خلفها، والوسط الفني يساندها، وعائلتها تتمسك بالرجاء… أما هي، فتواجه كل هذا بثبات وانتظار أن يثبت القضاء الكلمة النهائية.
