أمريكا – السابعة الاخبارية
مارلين مونرو، بعد أكثر من ستة عقود على رحيل مارلين مونرو، لا تزال أيقونة هوليوود تشغل العالم، وتتجاوز شهرتها حدود السينما لتصبح رمزًا للجمال والغموض وصندوقًا مليئًا بالأسرار. ورغم أن الرواية الرسمية تشير إلى أنها انتحرت عبر جرعة زائدة من الأدوية، فإن الكاتب الأمريكي الشهير جيمس باترسون خرج بتصريحات مدوية ليعيد فتح ملف موتها من جديد، مؤكدًا أنه لا يعتقد أنها انتحرت بل قُتلت.
هذه التصريحات جاءت خلال مقابلة مع مجلة “ذا هوليوود ريبورتر”، استعدادًا لإصدار كتابه الجديد “الأيام الأخيرة لمارلين مونرو: رواية جريمة حقيقية”، والذي يطلقه في الأول من ديسمبر المقبل، ليعيد العالم إلى دائرة الجدل التي رافقت حياتها ورحيلها.
مارلين مونرو وحياة بين الصعود والهاوية
في كتابه المرتقب، يقدم باترسون إعادة قراءة لقصة الصعود المدهش لنجمة هوليوود الأشهر، وصراعاتها النفسية، وعلاقاتها المعقدة، وانحدارها السريع نحو حياة مضطربة قادتها إلى نهاية غامضة لا تزال حتى اليوم تثير الجدل.
عرض هذا المنشور على Instagram
ورغم أنها توفيت عام 1962، فإن أخبارها لا تزال حديث العالم، لأن قصة مارلين — كما يقول باترسون — “لا يمكن أن تشيخ”، فهي تتجاوز شخصية نجمة سينمائية لتصبح واحدة من أبرز رموز الثقافة الشعبية في القرن العشرين.
مارلين مونرو ودوائر النفوذ… علاقات سياسية وخطرة
يشير باترسون إلى أن مارلين كانت قريبة من رجال خطيرين للغاية، بينهم الرئيس الأمريكي الراحل جون كينيدي، وشقيقه السياسي روبرت كينيدي، والمغني الأسطوري فرانك سيناترا، بالإضافة إلى شخصيات من عالم المافيا.
هذه العلاقات — بحسب باترسون — جعلت مونرو مطّلعَة على أسرار سياسية حساسة، إذ كشف لها البعض معلومات سرية وخطيرة، وكانت تحتفظ بها دون وعي كامل بقيمتها أو خطورتها.
ويرى الكاتب أن هذا الأمر وحده يكفي لاعتبار موتها حادثة لا يمكن تبسيطها إلى “انتحار”. فمارلين كانت تقترب من السلطة أكثر مما ينبغي، وكانت في الوقت ذاته شخصية عاطفية وغير مستقرة، مما جعلها في منطقة رمادية بين النفوذ والخطر.

مارلين مونرو و”جريمة تم تمثيلها”
يكشف باترسون أن هناك تفاصيل في ملف وفاة مونرو لم تكن واضحة، منها:
- أن تشريح الجثمان لم يكن كاملاً كما هو متبع في حالات الوفاة الغامضة.
- أن أحد المحققين كان مقتنعًا بأن مسرح الجريمة قد تمت إعادة ترتيبه قبل وصول الشرطة.
- أن بعض الشهادات الرسمية كانت متضاربة، خاصة فيما يتعلق بالأوقات التي شوهدت فيها مونرو آخر مرة على قيد الحياة.
ويضيف الكاتب: “الكثير من الناس يظنون أنهم يعرفون كل شيء عن مارلين، لكن الحقيقة أنهم يعرفون القليل جدًّا”.
هذه النقاط تعزز نظريته بأن موتها لم يكن مجرد حادثة نفسية أو انتحار، بل ربما عملية قتل مرتبطة بالأسرار التي كانت تحملها.
مارلين مونرو والطفولة المكسورة… بداية الألم
ومن خلال بحثه، اكتشف باترسون حقائق لم يعرفها سابقًا، منها أن مارلين تنقلت خلال طفولتها بين 11 دار رعاية بسبب غياب والدتها ومعاناتها النفسية. هذا التنقل المستمر ترك داخلها جروحًا عميقة، رافقتها طوال حياتها.
كما كشف الكاتب أنها كانت تعاني من تلعثم شديد في طفولتها، وهو ما جعل بناء ثقتها بنفسها رحلة طويلة وشاقة. ورغم ذلك، أصبحت “مارلين” لاحقًا واحدة من أكثر النساء تأثيرًا في العالم.
مارلين مونرو بين الحقيقة والخيال: كيف كتب باترسون الرواية؟
رغم أن كتاب باترسون يُصنَّف كرواية مستوحاة من أحداث حقيقية، فإنه يتضمن تنويهًا بأنه كتاب تخييلي، يعتمد على مراجع ومصادر قوية لكنه يضيف إليها حوارات متخيلة ورؤية درامية تستند إلى أسلوب الصحفي الشهير نورمان ميلر.
ومع ذلك، يؤكد الكاتب أن مصادره ومعلوماته مبنية على شهادات، وملفات، وأبحاث امتدت لسنوات. والهدف من الكتاب ليس إثبات حقيقة مطلقة، بل فتح نافذة جديدة على الأيام الأخيرة لأسطورة هوليوود.
مارلين مونرو وسلسلة “الأيام الأخيرة”
هذا الكتاب يشكل الجزء الثاني من سلسلة “الأيام الأخيرة”، بعد كتاب باترسون عن اغتيال جون لينون. ويخطط الكاتب لاستكمال السلسلة مستقبلاً بكتب عن إلفيس بريسلي وربما جين هاكمان.
ويأتي هذا الامتداد بعد نجاحه في الكتابة في عالم الجريمة الحقيقية، خاصة بعد كتابه “فاحش الثراء” عن جيفري إبستين، والذي تحول إلى سلسلة وثائقية ناجحة.

مارلين مونرو… رحيل يثير الأسئلة أكثر من الإجابات
يبقى موت مارلين مونرو لغزًا كبيرًا في تاريخ هوليوود. فبين الرواية الرسمية التي تقول إنها انتحرت، وتصريحات باترسون التي تتحدث عن احتمال قتلها، وبين حياة مليئة بالعلاقات المعقدة والأسرار الخطيرة، تظل حقيقة ما حدث في تلك الليلة الغامضة محل نقاش حتى اليوم.
وربما يكون كتاب باترسون الجديد خطوة نحو فهم أعمق، أو ربما نحو تعقيد القصة أكثر؛ لكن ما هو مؤكد هو أن “مارلين مونرو” ستظل شخصية لا تُنسى، امرأة تركت خلفها ضوءًا لا ينطفئ… وظلًا لا يزال العالم يطارده.
