القاهرة – السابعة الاخبارية
هبة الزياد، رحيل المذيعة الشابةهبة الزياد فجأة في الساعات الأولى من صباح الخميس لم يكن مجرد خبر عابر، بل لحظة صادمة هزّت الوسط الإعلامي والجمهور على حد سواء. الوجوه الشابة المرتبطة بالناس عبر الشاشة دائمًا ما تترك أثرًا أكبر عند غيابها، خاصة عندما يأتي الرحيل بلا مقدّمات وبلا أي سابق إنذار.
وعلى الرغم من اختصار بيان الوفاة على منشور مقتضب عبر صفحتها الرسمية، فإن التفاصيل التي تكشفت لاحقًا حول أسباب الوفاة وظروف الأيام الأخيرة في حياتها أعطت الصورة بعدًا إنسانيًا مؤلمًا، زاد من حالة التعاطف والحزن التي غلّفت السوشيال ميديا منذ اللحظة الأولى للإعلان.
هبة الزياد تتوفى أثناء النوم..السبب الطبي هبوط حاد
أولى المعلومات التي برزت بعد انتشار الخبر كانت المتعلّقة بالسبب الطبي للوفاة. فقد تبين أن الراحلة توفيت وهي نائمة نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية، وهو عارض مفاجئ قد يصيب الإنسان دون سابق إنذار، ويُعد من أكثر الأسباب التي تقع في لحظات صامتة لا يشعر بها أحد.
هذا السبب بالتحديد زاد من صدمة الجمهور، لأنه لا يرتبط بمرض مزمن أو حالة صحية معلنة، بل يأتي في صورة النهاية المفاجئة التي تُربك الجميع، خاصة وأن هبة لم تشر في أي وقت سابق إلى معاناتها من أي أزمة صحية أو إرهاق حاد.

الإرهاق قبل الرحيل… واعتذار عن تسجيل برنامجها
الأيام الأخيرة في حياة هبة الزياد كشفت عن لمحة مهمة، فقد اعتذرت قبل الوفاة بأيام قليلة عن حضور تصوير إحدى حلقات برنامجها الذي كان مقرراً تسجيله، مؤكدة لزملائها أنها مرهقة وأنها سجلت عددًا كافيًا من الحلقات التي ستُعرض على فضائية الشمس. هذا الاعتذار الذي بدا بسيطًا وقتها تحوّل بعد الوفاة إلى إشارة مؤثرة، إذ يعكس أن الراحلة كانت تعاني من إجهاد حقيقي، ربما تراكم مع ضغوط العمل وتسجيل الحلقات المتواصل، لكنه لم يكن كافيًا ليشير إلى أن النهاية قريبة إلى هذا الحد.
رحلة مهنية لامعة رغم قصرها
على مدار مسيرتها، قدمت هبة الزياد ما يزيد عن 32 برنامجًا متنوعًا بين السياسة والمجتمع والفنون والأسرة، ما يجعلها واحدة من أكثر الوجوه الشابة نشاطًا على الشاشة خلال السنوات الأخيرة. هذه المسيرة القصيرة الحافلة كانت السبب في حضورها القوي على المنصات وفي المجال الإعلامي، فظهورها لم يكن عابرًا، بل نتاجًا لمحاولات جادة لتقديم محتوى مختلف ومتجدد. آخر ظهور لها كان في الموسم الثاني من برنامج “ترند” على قناة الشمس في يوليو الماضي، حيث قدمت مجموعة من الحلقات التي لاقت تفاعلًا واسعًا.
الابتزاز… ظل ثقيل لاحقها قبل رحيلها
من بين التفاصيل اللافتة التي أعيد تداولها بعد الوفاة كان ظهور سابق للمذيعة الراحلة قبل شهور، تحدثت فيه عن تعرضها لحملة ابتزاز من مجهولين عبر السوشيال ميديا والهاتف المحمول. في ذلك الفيديو ألمحت هبة إلى أنها تواجه ضغوطًا مستمرة، وأنها اتخذت الإجراءات القانونية اللازمة ضد من حاولوا إيذاءها أو تهديدها. لم تربط حينها بين الابتزاز وصحتها النفسية أو تأثيره عليها، لكنها بدت متماسكة وواثقة من قدرتها على حل الأزمة بالقانون، وهو ما جعل الجمهور ينظر إلى تلك اللحظات بعد رحيلها بنظرة مغايرة تحمل الكثير من القلق والأسف.
الوسط الإعلامي… حزن واسع وسؤال لا إجابة له
منذ اللحظة الأولى لإعلان الوفاة، سادت حالة من الذهول بين زملائها والمقربين منها، فالرحيل المفاجئ لشخصية شابة تعمل بجد وتظهر بشكل ثابت على الشاشة يجعل وقع الخبر مضاعفًا. التعليقات التي ملأت صفحات الإعلاميين اتسمت بالحزن الشديد والصدمة، خاصة وأن معظمهم لم يلحظ عليها أي تراجع صحي أو علامات تعب كبير خلال الفترة الأخيرة. وكانت المفارقة أن إعلان الوفاة نفسه جاء من خلال منشور قصير على صفحتها على “فيسبوك”، بلا تفاصيل أو مقدمات، وهو ما جعل الجمهور في حالة بحث عن إجابات تتوافق مع حجم الصدمة.
السوشيال ميديا… تعاطف ورغبة في معرفة الحقيقة
المنصات الرقمية تحوّلت خلال ساعات قليلة إلى دفتر عزاء ضخم. الرسائل التي كُتبت لم تكن مجرد تعليقات عابرة، بل كلمات مشبعة بالأسى من آلاف المتابعين الذين شعروا بالقرب منها وإلى حدّ ما عاشوا تفاصيل حياتها المهنية عبر الشاشة. ورغم ذلك، فإن حالة البحث عن تفاصيل أكثر حول ما حدث خلقت مساحة من الجدل، في ظل رغبة كبيرة لدى الناس في فهم ما جرى، خاصة بعد حديثها السابق عن الابتزاز، وما إذا كان قد شكل ضغطًا نفسيًا إضافيًا عليها في الأيام الأخيرة.

الحياة القصيرة… والذكرى التي تبقى
رحيل هبة الزياد يفتح بابًا أوسع للتفكير في الضغوط التي يعيشها العاملون في المجال الإعلامي، خصوصًا الشباب الذين يتحملون مسؤوليات كبيرة في وقت قصير. ومع أن التفاصيل الطبية كانت واضحة، فإن الجانب الإنساني يظل حاضرًا: شابة في بدايات نضجها المهني تغادر الحياة في لحظة هادئة، تاركة خلفها مسيرة مكثفة، وظهورًا مستمرًا، وشغفًا لم يتوقف حتى آخر أيامها.
تبقى سيرتها المهنية، وابتسامتها على الشاشة، وطموحها الواضح، جزءًا من الذاكرة التي تحضر كلما ذُكر اسمها أو ظهرت إحدى حلقاتها، فالبصمة التي تركتها على الشاشة قد لا تُنسى بسهولة.
الخاتمة – رحيل مؤلم يطرح أسئلة ويدعو للتأمل
تظل قصة هبة الزياد نموذجًا لرحيل مفاجئ يترك وراءه الكثير من الأسئلة، لكن الأكيد أن صورتها ستظل حاضرة لدى كل من عرفها أو تابعها، وأن الخبر، رغم قسوته، يعكس حقيقة الحياة التي قد تتغير في لحظة واحدة دون سابق إنذار. وبين وجع الفقد وأسئلة الجمهور، يبقى الاحترام والتقدير لمسيرتها هو ما يستحق أن يُخلّد في الذاكرة.
