مصر – السابعة الإخبارية
باشرت النيابة العامة المصرية تحقيقات موسعة في واقعة دهس تلميذة أمام مدرستها بمدينة الشروق، في حادث أثار صدمة واسعة بين الأهالي، بعدما أشارت التحريات الأولية إلى احتمال وجود شبهة تعمّد على خلفية خلاف سابق بين الضحية وأحد زملائها.
بداية البلاغ وانتقال الجهات المختصة
وكانت غرفة عمليات النجدة قد تلقت بلاغاً من سكان المنطقة يفيد بوقوع حادث دهس أمام مدرسة في الشروق ووفاة طفلة في الحال. وبمجرد وصول قوات المرور ورجال المباحث إلى موقع الحادث، عُثر على التلميذة وقد فارقت الحياة متأثرة بإصابتها، قبل نقلها إلى المشرحة تحت تصرف النيابة.
وكشفت المعاينة الأولية أن الحادث وقع أثناء خروج الطفلة من المدرسة، حيث اصطدمت بها سيارة تُقودها ولية أمر أحد الطلاب، ما أدى إلى اندفاع السيارة لمسافة قصيرة واحتجاز الضحية أسفلها، في مشهد أثار صدمة المتواجدين.

التحريات الأولية: خلاف بين الأطفال
وأفادت التحريات الأولية بأن قائدة السيارة – وهي والدة أحد الطلاب – كانت طرفاً في خلاف نشب بين ابنتها المتوفاة وزميلها داخل الفصل. ووفقاً لمصادر التحقيق، يجري فحص ما إذا كان هذا الخلاف قد لعب دوراً في وقوع الحادث، مع التأكيد على ضرورة انتظار نتائج التحقيقات الرسمية قبل الجزم بأي دوافع.
وتمكنت قوات الشرطة من ضبط السيدة المتهمة والتحفظ على المركبة لفحصها، فيما واصلت النيابة جمع الأدلة، بما في ذلك تفريغ كاميرات المراقبة المحيطة بالمدرسة، والاستماع لشهود العيان وطاقم المدرسة.
شهادة والد الطفلة
وفي تصريحات لوسائل إعلام محلية، كشف والد الضحية تفاصيل اليوم الذي سبقت فيه الواقعة، موضحاً أن ابنته أخبرته قبل يومين بوقوع مشادة بينها وبين أحد زملائها داخل الفصل. وأضاف أنه كان يعتزم متابعة الأمر مع إدارة المدرسة.
وقال الأب إنه بعد أن أوصل أبناءه إلى المدرسة صباح يوم الحادث، عاد إلى منزله قبل أن يتلقى اتصالاً يفيد بوقوع حادث دهس لابنته. وتابع بأن بعض زملاء الطفلة أخبروه أن نجل المتهمة كان داخل السيارة لحظة وقوع الحادث، وأنه أشار نحو الفتاة قبل أن تنطلق السيارة باتجاهها. وطالب الأب بتحقيق شامل يضمن القصاص العادل لابنته.

تحقيقات مستمرة وتكتم رسمي
حتى الآن، لم تُصدر النيابة أو الجهات الأمنية بياناً نهائياً حول الدوافع أو تفاصيل الحادث، مع التأكيد على أن التحقيقات ما زالت في مراحلها المبكرة. وتركز النيابة على تحليل التسجيلات الموثقة وشهادات الطلاب والأهالي والمشرفين داخل المدرسة، إلى جانب تقرير الطب الشرعي الذي سيحدد بدقة آلية وقوع الحادث.
صدمة مجتمعية ومطالب بتشديد الرقابة
وأثار الحادث موجة من الحزن والغضب بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي وسكان المنطقة، الذين طالبوا بتشديد إجراءات الأمان أمام المدارس وتنظيم حركة المرور في أوقات خروج الطلاب، إضافة إلى محاسبة المتسببين في الواقعة وفقاً للقانون.
كما دعا آخرون إلى تعزيز برامج الدعم النفسي داخل المدارس لمنع تفاقم الخلافات بين الطلاب، وتوعية أولياء الأمور بضرورة معالجة أي مشكلات بطريقة تربوية بعيداً عن ردود الفعل الانفعالية.
ختام
وفي انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات، تبقى الواقعة واحدة من أكثر الحوادث إثارة للجدل في الفترة الأخيرة، نظراً لارتباطها بالوسط المدرسي وكون ضحيتها طفلة صغيرة خرجت من مدرستها لتواجه مصيراً مأساوياً. وتؤكد النيابة العامة أنها ستعلن النتائج فور اكتمال التحقيقات.

