لطيفة تعود إلى الأضواء الدرامية: مفاجأة تمثيلية تهز الساحة الفنية

تونس – السابعة الاخبارية

لطيفة، في خطوة أعادت إشعال حماس جمهورها ومحبيها في العالم العربي، أعلنت الفنانة لطيفة التونسية عن قرارها العودة إلى مجال التمثيل بعد سنوات من التركيز الكامل على مسيرتها الغنائية. وباختيارها منصة “فوشيا” لتكون أول جهة تكشف لها هذا الخبر، بدا واضحًا أن لطيفة تُخطط للعودة بعمل استثنائي، يحمل في طياته طموحًا فنيًا كبيرًا وتجربة مختلفة تليق بتاريخها الطويل.

لطيفة، التي عُرفت بصوتها القوي وحضورها المسرحي اللافت منذ انطلاقتها في الثمانينيات، كانت قد خاضت تجارب تمثيلية ناجحة أبرزها مسلسل “كلمة سر”، لكن الفترة الماضية شهدت ابتعادها عن المجال الدرامي لصالح مشاريع موسيقية متنوعة. واليوم، تعود لتؤكد لجمهورها أن الشغف بالتمثيل ما يزال يسكنها، وأن الوقت قد حان لتقديم عمل جديد يضيف لمسيرتها لا يكرر إنجازاتها السابقة.

لطيفة: “سأعود قريبًا للتمثيل” إعلان حصري يهز المهرجان

على هامش تكريمها خلال لقائها بموقع “فوشيا” في فعالية ملتقى الإبداع والتميز، ظهرت لطيفة بابتسامة واضحة لم تستطع إخفاء حماستها. وفي خضم الأسئلة عن أعمالها الموسيقية الأخيرة، بادرت بالكشف عن مفاجأة انتظرها جمهورها لسنوات: سأعود قريبًا للتمثيل
بهذه الجملة القصيرة، أكدت لطيفة أن بوصلتها الفنية ستتجه مجددًا نحو الدراما، مشيرة إلى أن التجربة الجديدة قد تكون على خشبة المسرح، في خطوة تُعد جريئة ومختلفة، خصوصًا في ظل ندرة الأعمال المسرحية العربية ذات الإنتاج القوي.

ورغم محاولات الصحافيين لمعرفة تفاصيل إضافية، رفضت لطيفة الكشف عن أي معلومات حول العمل المرتقب، سواء من ناحية فريقه أو نوعيته أو موعد انطلاقه، مكتفية بابتسامة توحي بأن المشروع لا يزال في مراحله الأولى، لكنه يحمل شيئًا مميزًا يستحق الانتظار.

لطيفة وألبوم “قلبي ارتاح”: نجاح يفتح أبوابًا جديدة

لم يأت قرار العودة إلى التمثيل من فراغ. فلطيفة تعيش حاليًا حالة من التألق الفني بعد ردود الفعل الواسعة التي حققها ألبومها الأخير “قلبي ارتاح” الذي صدر في صيف 2025، والذي سرعان ما تصدّر المنصّات الموسيقية وتفاعل معه الجمهور بشكل كبير.

وفي حديثها عن صدى الألبوم، عبّرت لطيفة عن امتنانها وسعادتها بالنجاح الذي حققه، مؤكدة أنه جاء نتيجة جهد كبير ورغبة في تقديم موسيقى مختلفة عن أعمالها السابقة. وقالت:

“هذا التفاعل هو ما كنت أطمح إليه… فقد قدمت أغنيات مختلفة تمامًا عن أعمالي القديمة، وكنت أعلم أن هذه التجربة ستكون مخاطرة فنية.”

الألبوم من وجهة نظرها كان مساحة للتجديد والتجريب، خطوة وُصفت بأنها نقلة نوعية في أسلوبها الغنائي، وتعاونت خلاله مع نخبة من الشعراء والملحنين الذين ساهموا في خلق خليط موسيقي يجمع بين الحداثة والهوية العربية الأصيلة.

سر علاقتها بالأغاني: “أعيش تفاصيل كل أغنية”

لطيفة ليست فنانة عابرة تتعامل مع الأغاني كمجرد مواد صوتية، بل ترتبط بها عاطفيًا كما لو كانت جزءًا من حياتها اليومية. وهذا ما عبّرت عنه بوضوح عندما تحدثت عن ضرورة تصوير كل أغاني ألبومها على طريقة الفيديو كليب.

فقد قالت:

“إذا لم أصور جميع أغاني الألبوم أشعر بتأنيب الضمير… كل أغنية أسجلها أعيش تفاصيلها وأريد نقل مشاعرها كاملة بالصوت والصورة.”

هذا الحرص يعكس جانبًا مهمًا من شخصية لطيفة كفنانة: الشغف، الدقة، والالتزام تجاه الجمهور. فهي لا ترى أن الأغنية تكتمل بالصوت فقط، بل بالصورة أيضًا، لأن الصورة بالنسبة لها جزء من الرواية الفنية.

نظرًا لهذه الرؤية، أصبحت لطيفة من أكثر الفنانات اللاتي يعتمدن على الإنتاج البصري لأغانيهن، معتبرة أن الفيديو كليب ليس ترفًا بل عنصرًا أساسيًا في صناعة الأغنية الحديثة، خاصة في زمن المنصات الرقمية التي أصبح الجمهور يتفاعل معها بصريًا قبل أن يتفاعل سمعيًا.

بين الغناء والتمثيل… لطيفة تعيد صياغة مسيرتها

عودة لطيفة إلى التمثيل تأتي في توقيت ذهبي، خصوصًا بعد تثبيت حضورها الغنائي في السنوات الأخيرة من خلال الحفلات والألبومات والتعاونات الناجحة. ولعل دخولها مجددًا إلى عالم الدراما أو المسرح يعكس رغبتها في إعادة اكتشاف ذاتها الفنية من زاوية جديدة.

فهي تدرك تمامًا أن الجمهور يتوق لرؤيتها في أدوار درامية تستثمر قدراتها التعبيرية، وصوتها، وحضورها القوي، وربما تقدم شخصية تحمل مزيجًا من الخبرة الفنية والعمق الإنساني الذي تتميز به.

كما أن تجاربها السابقة في التمثيل أثبتت قدرتها على أداء أدوار مركبة تتطلب حضورًا قويًا أمام الكاميرا، الأمر الذي يجعل عودتها حدثًا منتظرًا من قبل الجمهور والنقاد على حد سواء.

ماذا بعد؟ مشروع تمثيلي… وألبوم يواصل نجاحه

بين مشروع تمثيلي جديد ترفض كشف تفاصيله، وألبوم ناجح ما يزال يحصد الإشادات، تبدو لطيفة في مرحلة ازدهار فني لا تخطط للوقوف عند حدوده. المؤشرات تُظهر أن 2025–2026 سيكونان من أكثر الأعوام إنتاجًا في مسيرتها، وربما نشهد خلالها تحولًا فنيًا جديدًا يضيف فصلًا آخر لتاريخها الطويل.

وفي انتظار الإعلان الرسمي عن أول عمل تمثيلي لها بعد سنوات، يبقى جمهور لطيفة على موعد مع مفاجأة كبيرة، قالت عنها بنفسها إنها ستكون “خطوة مختلفة جدًا”، وتعد بعودة فنانة تعرف كيف تترك بصمتها أينما حلّت.