دبي – السابعة الإخبارية
أعلنت إمارة دبي انضمامها رسمياً إلى “شبكة المدن المرنة العالمية”، وهي واحدة من أبرز المبادرات الدولية التي تجمع نخبة من المدن الرائدة في مجال تعزيز المرونة الحضرية وإدارة المخاطر وضمان استدامة التنمية.
ويأتي هذا الانضمام تتويجاً لمسيرة طويلة من العمل المؤسسي في دبي، واعترافاً عالمياً بقدرتها على استباق التحديات وصياغة نماذج ناجحة في التخطيط الحضري المتقدم.
وتُعد شبكة المدن المرنة مرجعاً دولياً يضم مجموعة من المدن التي أثبتت قدرتها على مواجهة الأزمات عبر خطط مدروسة واستراتيجيات مبتكرة في تطوير البنية التحتية والخدمات، بما يضمن استمرارية الحياة العامة مهما كانت الظروف. ويعكس انضمام دبي إلى هذه الشبكة المكانة الرفيعة التي وصلت إليها في مجال الحوكمة الذكية والتعامل مع الأزمات وتنمية المدن المستدامة.

تأكيد عالمي على جاهزية دبي وقدرتها على التكيف
وبهذه المناسبة، أكد الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس اللجنة العليا لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث في إمارة دبي، أن هذا الانضمام يمثل إضافة نوعية لمسيرة الإمارة، ويمنحها موقعاً بارزاً على خارطة المدن الأكثر قدرة على الاستعداد للمستقبل. وأوضح أن دبي باتت نموذجاً يحتذى به بين المدن التي تعتمد على التخطيط الاستراتيجي طويل المدى، وتعمل على تعزيز الجاهزية في مختلف القطاعات الحيوية.
وقال الشيخ منصور:
“هذه الخطوة تعكس مكانة دبي مدينةً عالميةً رائدةً في جاهزيتها واستعدادها للمستقبل، ومواصلتها للاستثمار في تعزيز جهودالاستجابة الفعّالة للأزمات، بما يضمن استمرارية التنمية وأعلى مستويات جودة الحياة، ويكفل تعزيز قدراتها في إدارة المخاطر،وامتلاك كافة مقومات المرونة الحضرية، واستشراف المستقبل، ما يرسّخ مكانتها بين أكثر مدن العالم أماناً واستدامةً وابتكاراً.”
وتُظهر كلمات الشيخ منصور رؤية واضحة بأن الانضمام إلى هذه الشبكة ليس مجرد إنجاز رمزي، بل خطوة استراتيجية متقدمة تمزج بين الخبرة العملية والتوجهات المستقبلية لدبي، وتسهم في تسريع جهودها الهادفة إلى تحقيق التوازن بين التنمية الحضرية والنظم الذكية والاستدامة البيئية.
مسيرة متواصلة لتعزيز المرونة الحضرية
ويأتي هذا الإنجاز امتداداً لسلسلة من المبادرات التي أطلقتها دبي خلال السنوات الماضية لتقوية بنيتها التحتية وتعزيز قدرتها على مواجهة مختلف التحديات، سواء كانت مناخية أو اقتصادية أو صحية. فقد أثبتت الإمارة جاهزيتها العالية في التعامل مع الأزمات، بما في ذلك جائحة “كوفيد–19”، التي برزت خلالها دبي كنموذج عالمي للإدارة الفعّالة والتخطيط السريع وتوظيف التكنولوجيا لدعم الخدمات الحيوية.
كما قامت الإمارة بتطوير منظومة متكاملة للإنذار المبكر، إلى جانب تحديث سياسات إدارة المخاطر واستراتيجيات الحماية المدنية. ونفذت مشاريع ضخمة لتعزيز كفاءة البنية التحتية مثل تحسين شبكات النقل والمياه والطاقة، وتطوير أنظمة الاستجابة للطوارئ، واعتماد الحلول الذكية في مراقبة وإدارة حركة المدينة.

مرونة حضرية مبنية على الابتكار والاستدامة
وتتميز دبي بكونها واحدة من المدن القليلة عالمياً التي تجمع بين النمو العمراني المتسارع والقدرة على وضع خطط عملية للتكيّف مع التغيرات المتوقعة، سواء على صعيد المناخ أو الأمن الغذائي أو التحولات الاقتصادية. ويعتمد نهجها على الابتكار بوصفه أداة رئيسية لبناء بيئة حضرية قادرة على مواجهة الصدمات والتغيرات المفاجئة.
وقد نجحت الإمارة في تسجيل مبادرات بارزة في مجالات الطاقة المتجددة، كالمدينة المستدامة ومجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية، إضافة إلى خطط شاملة لتحسين جودة الهواء، وتحقيق الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية، وتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي في إدارة البنية التحتية.
مكانة عالمية بين أكثر المدن قدرة على التكيف
ويعكس اختيار دبي للانضمام إلى شبكة المدن المرنة ما حققته من مستويات عالية في مؤشرات الأمن والسلامة وجودة الحياة، إضافة إلى جهودها المستمرة في تعزيز إنجازاتها على المستوى العالمي. وتمثل هذه الخطوة منصة لتبادل التجارب والخبرات مع مدن عالمية تتبنى التوجه ذاته، ومجالاً لتطوير استراتيجيات جديدة أكثر فاعلية في التعامل مع مختلف المخاطر.
كما يمنح الانضمام دبي فرصة لتقديم نموذجها الخاص في بناء المدن المستقبلية، لا سيما أنها أثبتت عبر مشاريع مثل “مدينة إكسبو”، و”دبي الذكية”، و”مترو دبي” أنها قادرة على الجمع بين الحداثة والمفاهيم المستقبلية والاستدامة، بما يرسّخ صورتها كمدينة عالمية آمنة ومرنة ومبتكرة.
ختاماً… خطوة جديدة نحو المستقبل
يمثل انضمام دبي إلى شبكة المدن المرنة العالمية محطة مهمة في مسيرتها نحو تعزيز قدرتها على التكيف مع تحديات المستقبل، واستثمار خبراتها المتراكمة لتطوير بيئة حضرية آمنة ومستدامة. وتترجم هذه الخطوة رؤية قيادتها الرشيدة في بناء مدينة متقدمة قادرة على مواجهة الأزمات واستباق التحديات، والمحافظة على أعلى مستويات جودة الحياة لسكانها وزوارها.
وبذلك، تواصل الإمارة تأكيد حضورها كأحد أفضل النماذج الحضرية في العالم وأكثرها جاهزية ومرونة، وتثبت مرة أخرى قدرتها على تحويل التحديات إلى فرص، وتوجيه مسار التنمية في اتجاه يخدم الإنسان ويعزز رفاهيته واستدامة المستقبل.

