إسبانيا – السابعة الإخبارية
تلقى نادي ريال مدريد ضربة موجعة جديدة في خط دفاعه بعد تأكيد إصابة لاعبه الإنجليزي ترينت ألكسندر-أرنولد بتمزق عضلي خطير سيبعده عن الملاعب لفترة تتجاوز الشهرين، في وقت كان يعيش فيه اللاعب أفضل لحظاته منذ انتقاله إلى النادي الملكي.
وأكدت مصادر داخل النادي لوكالة (إفي) أن الفحوصات الطبية الأخيرة أوضحت حقيقة الإصابة، التي طالت العضلة المستقيمة الفخذية من العضلة رباعية الرؤوس في الساق اليسرى، ما يعني غياباً طويلاً وتأثيراً مباشراً على خطط ريال مدريد خلال المرحلة المقبلة.
وأصدر النادي بياناً رسمياً عبر موقعه الإلكتروني جاء فيه:«بعد الفحوصات التي أجريت اليوم للاعبنا ترينت ألكسندر–أرنولد من قبل الخدمات الطبية في ريال مدريد، جرى تشخيص إصابتهبتمزق عضلي في العضلة المستقيمة الفخذية للعضلة رباعية الرؤوس في ساقه اليسرى».
ويأتي هذا الإعلان في وقت حساس بالنسبة للفريق الأبيض، الذي يعاني بالفعل من نقص في مركز الظهير الأيمن بعد غياب داني كارباخال الذي لا يزال يتعافى من جراحة في الركبة ويتوقع عودته في عام 2026.

فترة ذهبية تنتهي بإصابة قاسية
وكان ألكسندر-أرنولد قد دخل مرحلة تألق كبيرة منذ وصوله إلى ريال مدريد في 12 يونيو الماضي، حيث نجح في استعادة مستواه تدريجياً بعد إصابة سابقة في العضلة ذات الرأسين الفخذية اليسرى أبعدته لأكثر من شهر بين سبتمبر وأكتوبر. وبعد مشاركات محدودة في بداية عودته — أبرزها 10 دقائق في “أنفيلد” و8 دقائق في “باييكاس” — استغل الظهير الأيمن فترة التوقف الدولية لاستكمال برنامجه التأهيلي في المدينة الرياضية.
وتكللت جهود اللاعب بالنجاح، إذ عاد إلى التشكيلة الأساسية وشارك في أربع مباريات متتالية، مقدماً مستويات لافتة جعلت جماهير مدريد ترى فيه بديلاً مثالياً لرحيل بعض اللاعبين وقدوم آخرين. لكن لحظة السقوط جاءت في ملعب سان ماميس خلال المباراة الأخيرة، حين اضطر للخروج في الدقيقة 54 متأثراً بآلام حادة في الساق اليسرى، ليضع الفريق والجهاز الفني أمام واقع جديد وغير مريح.
الغيابات تتضاعف.. وتشابي ألونسو في مأزق
ويمثل غياب ألكسندر-أرنولد لمدة تتخطى الشهرين تحدياً كبيراً للمدير الفني تشابي ألونسو، الذي كان يعتمد على اللاعب الإنجليزي في خطة اللعب التحويلية بين الدفاع والهجوم، مستفيداً من قدرته على صناعة الفرص وبناء الهجمات من الخلف.
ومن المتوقع أن يفقد ريال مدريد ترينت في ما لا يقل عن ثماني مباريات في الدوري الإسباني، إضافة إلى بطولة كأس السوبر الإسباني المقررة قريباً، ومباريات دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا، وكذلك الأدوار الأولى من كأس الملك التي قد يتقدم فيها الفريق حتى شهر فبراير. ويأتي هذا الغياب في توقيت بالغ الحساسية، خصوصاً مع استمرار تعافي كارباخال الذي خضع لجراحة تنظيرية في ركبته اليمنى ولن يعود قبل مطلع عام 2026، ما يعني أن الفريق سيكون بلا لاعب أصلي في مركز الظهير الأيمن لفترة طويلة.
هذا النقص قد يدفع ألونسو إلى إعادة التفكير بخيارات بديلة، منها الاعتماد على النجم الأوروغواني فيدريكو فالفيردي في مركز الظهير الأيمن، رغم أن اللاعب المعتاد على خط الوسط الهجومي أُسندت إليه هذه المهمة عدة مرات في مواسم سابقة. ورغم تألق فالفيردي في أداء هذه الأدوار التكتيكية، إلا أن توظيفه في الدفاع قد يترك فراغاً في منطقة الوسط، الأمر الذي قد يضطر المدرب إلى تعديل منظومة الفريق بأكملها.

تأثير مضاعف على مشروع النادي
يُعد ترينت أحد أبرز الصفقات التي أبرمها ريال مدريد هذا الموسم، وكان يعوّل عليه بشكل كبير ليكون جزءاً من المشروع الجديد للنادي، القائم على تقوية الأطراف وتحسين جودة البناء الهجومي. وتألق اللاعب في المباريات الأخيرة كان مؤشراً واضحاً على انسجامه السريع مع الفريق وقدرته على تقديم الإضافة المطلوبة.
لكن غيابه الآن يفرض واقعاً مختلفاً على النادي الملكي، خاصة وأن جدول مباريات المرحلة المقبلة مزدحم للغاية ببطولات محلية وقارية تتطلب وجود لاعبين جاهزين في كافة المراكز. كما أن الإصابات المتكررة التي تعصف بالفريق قد تلزم الإدارة بالتفكير بخطوات عاجلة في سوق الانتقالات الشتوية لتعزيز العمق في خط الدفاع.
جمهور قلق… ورسائل دعم للاعب
وسادت حالة من القلق بين جماهير ريال مدريد فور الإعلان عن إصابة ألكسندر-أرنولد، خاصة بعد أن أثبت اللاعب خلال الفترة الأخيرة أنه قادر على تقديم حلول هجومية ودفاعية مهمة. وتداولت منصات التواصل الاجتماعي رسائل دعم واسعة متمنية له الشفاء العاجل والعودة السريعة إلى الملاعب.
ورغم قسوة الإصابة وطول فترة الغياب، فإن الجهاز الطبي يؤكد أن التشخيص الحالي — بينما هو مؤلم للفريق — لا يدعو للقلق على المدى البعيد، وأن اللاعب سيخضع لبرنامج علاج وتأهيل متكامل لضمان عودته بكامل لياقته دون مضاعفات مستقبلية.

