لبنان – السابعة الاخبارية
ميادة الحناوي، في تصريحات حاسمة تعكس ثقة طويلة ترافق مسيرتها الممتدة لعقود، خرجت النجمة الكبيرة ميادة الحناوي لتضع النقاط على الحروف بعد الضجة التي رافقت انتشار فيديو قديم لها على مواقع التواصل، محاولة الإيحاء بأنه من حفلتها الأخيرة في بيروت. ميادة، التي لطالما عُرفت بثباتها فوق المسرح وقدرتها على تقديم حفلات تحمل الطرب الأصيل، أكدت أن ما قدّمته في بيروت قبل أيام كان واحدًا من أجمل وأنجح حفلاتها، وأن الجمهور اللبناني منحها محبة استثنائية تُضاف إلى رصيدها الفني.
منذ لحظة صعودها على المسرح في بيروت، بدا واضحًا أن ميادة لا تزال تمسك بخيوط الطرب الشرقي كما اعتاد جمهورها. تفاعل كبير، حفاوة لافتة، وأجواء أطربت الحاضرين الذين هتفوا باسمها طوال الأمسية. لكن، ورغم الأصداء الإيجابية، خرج فيديو عبر المنصات الرقمية يُظهر لحظة انهيار صوتي حدثت قبل سنوات، ليحاول البعض نسبه إلى الحفل الأخير، وهو ما اعتبرته الحناوي حملة مقصودة للتقليل من نجاحها.
ميادة الحناوي: الفيديو قديم… وأنا كنت مريضة وقتها
أوضحت الحناوي أن الفيديو المتداول يعود إلى عام 2021، تحديدًا في فترة انتشار فيروس كورونا، حيث كانت تعاني حينها من التهاب قصبات حاد وارتفاع ملحوظ في الحرارة أثّر على صوتها في تلك الليلة. ميادة شددت على أن هذا الموقف الصحي كان عارضًا واستثنائيًا، ولم يتكرر بعدها، مؤكدة أن تداول الفيديو فور نجاح حفل بيروت ليس سوى شكل من أشكال التجييش ضدها.

وقالت: “اللي صار كان محاولة واضحة للتشويه. الفيديو قديم، واللي يعرف الحفلة بيعرف المكان والسنة. بس واضح إن النجاح بيوجع.”
رسالة مباشرة، تعكس إدراكها لطبيعة الحملة التي جاءت بالتزامن مع الأصداء الكبيرة لحفل بيروت.
ميادة الحناوي تعاتب الإعلام: التحقق ما بضرّ… والمصداقية أهم
وجّهت الحناوي عتابًا واضحًا لعدد من المنصات الإعلامية التي سارعت لإعادة نشر الفيديو دون العودة إلى المصادر أو محاولة التحقق من تاريخ التسجيل. طالبت المؤسسات الإعلامية بضرورة مطابقة التفاصيل مثل ديكور المسرح، طريقة التصوير، وحتى الفرقة الموسيقية، قبل نشر أي مادة تمس فنانًا أو شخصية عامة.
وأكدت أن الاعتماد على “الترند” دون البحث عن الحقيقة يعطي مساحة أكبر للشائعات كي تنتشر، ويفتح الباب أمام حملات قد تسيء لمسيرة فنان قضى سنوات طويلة في تقديم الفن الراقي.
ردّ ميادة الحناوي على دعوات الاعتزال: “الاعتزال قراري… وما حدا بيقرر عني”
ومع انتشار الفيديو القديم وما تبعه من تعليقات بعضها طالبها بالتوقف عن الغناء، ردّت ميادة بوضوح وبكلمات تحمل الكثير من القوة:
“يوم اللي بحسّ إني ما عاد فيني أعطي، بقعد ببيتي… بس طالما أنا بقمة عطائي، وعندي الصحة والقوة، ما في شي بيخليني أتوقف.”
بهذه الجملة، حسمت الحناوي الجدل، رافضة أن يُملي عليها أحد توقيت اعتزالها. فهي اليوم كما تقول، لا تزال تتمتع بطاقة فنية وصوت قادر على تقديم ما يليق بتاريخها.
ميادة الحناوي لم تكن يومًا فنانة عابرة؛ هي واحدة من حاملات راية الطرب الشرقي، والناس لا تزال ترتبط بها وبأغانيها التي أصبحت جزءًا من ذاكرة السمع العربي. لذلك، من الطبيعي أن ترفض الاستسلام أمام حملة رقمية أو فيديو قديم هدفه التشكيك في قدرتها الحالية.
جرش وبيروت… حضور جماهيري يثبت أن ميادة ما زالت في قمة عطائها
استعادت الحناوي في حديثها نجاح مشاركتها الأخيرة في مهرجان جرش، حيث شكّلت حفلتها واحدة من أبرز ليالي المهرجان، تفاعل فيها الجمهور بشكل يفوق التوقعات. بالنسبة لها، هذا النجاح وحفل بيروت يشكلان “أفضل رد” على الشائعات ومحاولات الهجوم.
الجمهور، كما تؤكد، هو الحكم الحقيقي، والجمهور كان حاضرًا وفاعلًا ومُحبًا، وهذا يكفي كي تستمر بثقة.
مسيرة طويلة… وجمهور أوفى من أي إشاعة
يمر الفنانون بكثير من المواقف على مدى مسيرتهم، وقد يتعرضون للحملات أو سوء الفهم، لكن فنانة مثل ميادة الحناوي—التي قدّمت عشرات الأغاني التي أصبحت من أهم كلاسيكيات الطرب—لا يمكن أن تهتز بسبب فيديو قديم أو إشاعة وقتية.
الميّادة التي غنّت “كان يا ما كان”، و “أنا بعشقك”، و “الحب اللي كان”، لا تزال صوتًا حاضرًا بقوة في ذاكرة المستمعين.
![]()
وتختم مناشدتها للجمهور:
“قبل ما تنتشر أي مادة، رجعوا لتاريخها… ما في فيديو بيكذب، بس في ناس ممكن يستخدموه غلط. والفن الحقيقي بيضل، مهما حاولوا يشوهوا.”
ميادة الحناوي ليست فقط فنانة، بل رمز لجيل كامل من الأصوات العربية. وبعد الحفل الأخير في بيروت، يبدو واضحًا أن صوتها لا يزال قادرًا على الوقوف على أكبر المسارح، وأن جمهورها لا يزال وفيًا لها. الفيديو القديم الذي حاول البعض استغلاله لم يؤثر عليها، ولا على مسيرتها، بل ربما زاد من إصرارها على المضي قدمًا.
في عالم تتحكم فيه السوشيال ميديا، تأتي كلمات ميادة الحناوي كرسالة فنية وإنسانية:
التشويه يمرّ… لكن الفن الحقيقي يبقى.
إذا أردت نسخة أقصر، أو بصيغة خبر، أو نبرة أكثر رسمية—جاهزة على الفور.
