الدوحة، محمد الصو – السابعة الاخبارية
عمرو دياب، انطلقت فعاليات مهرجان ليالي العرب 2025 بشكل غير مسبوق مع الليلة الافتتاحية التي حملت اسم النجم عمرو دياب. فمنذ الإعلان عن وجود الهضبة في أولى حفلات المهرجان، اشتعلت التوقعات، وبدأ الجمهور يتوافد من مختلف الدول العربية إلى قطر، بحثًا عن ليلة لا تتكرر. وقد نجح المهرجان في تحويل “جزيرة المها” إلى فضاء موسيقي واسع جمع بين الابتكار الفني والتنظيم العالمي.
شهد منتجع باغاتيل بيتش كلوب الدوحة ازدحامًا استثنائيًا قبل ساعات من بدء الحفل، حيث توافدت أعداد ضخمة من عشّاق دياب الذي شكّل لهم موسيقاه جزءًا من ذكرياتهم الممتدة عبر عقود. ومع ارتفاع الأضواء فوق المسرح الرئيسي، اتضح حجم الاهتمام الذي حظي به الافتتاح هذا العام، والذي وُصف بأنه الأضخم منذ إطلاق المهرجان.
عمرو دياب يشعل المسرح منذ اللحظة الأولى
مع صعود الهضبة إلى خشبة المسرح، انفجرت حماسة الجمهور الذي ملأ المكان بهتافات وتصفيق مستمر. تفاعلٌ ظلّ يتصاعد مع كل أغنية، حيث قدّم دياب مزيجًا مدروسًا بين أحدث أعماله التي تصدرت المنصات الرقمية مؤخرًا، وبين أرشيفه الغنائي المليء بمحطات صنعت ذاكرة العرب الفنية. بدأ الحفل بأغنية “يا أنا يا لأ” التي أشعلت المسرح، ثم قدّم مجموعة من أعماله الحديثة إلى جانب أغنيات ارتبط بها الجمهور لسنوات طويلة.
كان من الواضح أن عمرو دياب صمم وصلته لتُلائم جمهورًا متنوّعًا، يجمع بين المستمع الجديد وجيل التسعينيات وأوائل الألفية. وقد نجح في خلق حالةٍ مشتركة بينهم، بعدما تحولت ساحة الحفل إلى كورال ضخم يردد الكلمات ويحفظ الإيقاعات.

الهضبة بين البساطة والحداثة في إطلالة متجددة
لم تقتصر حالة الإبهار على الموسيقى فقط، بل امتدت إلى إطلالة الهضبة التي جاءت عصرية ومريحة. ارتدى تي شيرت أسود واسعًا بتصميم غير تقليدي، مع سروال كارغو داكن مزود بجيوب كبيرة، منحاه حرية الحركة على المسرح. وقد أضاف الحذاء الرياضي الأبيض لمسة شبابية مكملة لطابع الإطلالة.
ولم تخلو الإطلالة من التفاصيل الرمزية، حيث ارتدى دياب قلادة على شكل “عنخ” أو مفتاح الحياة، وهو أحد أبرز رموز الحضارة الفرعونية، إلى جانب أساور وخواتم فضية. كما جاءت نظارته السوداء ذات الإطار العريض لتضفي حضورًا خاصًا وتناسقًا مع مظهره الحركي على المسرح.
لوحة فنية كاملة تجمع الإضاءة والصوت والتفاعل
شكل الحفل لوحة فنية متكاملة بفضل الاستخدام المبتكر للإضاءة، التي تحركت بتناغم مع الإيقاعات، ما خلق موجات بصرية متتابعة حول الجمهور. كما جاءت المؤثرات البصرية متسقة مع روح الأغنيات، فبدت بعض اللحظات وكأنها مشاهد سينمائية حية. كل ذلك جعل الافتتاح يرسخ نفسه على الفور كأحد أقوى حفلات المهرجان منذ انطلاقه.
إلى جانب ذلك، حافظ فريق الصوت على جودة عالية مكّنت الجمهور من الاستمتاع بأغاني دياب كما لو أنهم يستمعون إليها من تسجيلات الاستوديو. وقد ساهم هذا المستوى من الاحترافية في تعزيز تفاعل الآلاف الذين لم يتوقفوا عن الغناء طوال الحفل.
ليلة في سجل التاريخ الفني للهضبة
لم يكن حفل عمرو دياب مجرد ليلة فنية، بل أصبح جزءًا جديدًا من السجل الذهبي لمسيرته الممتدة. فالهضبة الذي يشتهر بقدرته على التجديد المستمر والارتباط بجمهوره عبر الأجيال، قدم في هذه الليلة عرضًا يعكس قوته الفنية واستمرارية نجاحه في المشهد العربي. وقد جاءت هذه الأمسية لتضيف صفحة جديدة إلى تاريخ طويل من الحفلات التي صنعت مكانته الرائدة.
مهرجان ليالي العرب 2025 يستكمل رحلته بمشاركة نجوم عالميين
بعد النجاح الكاسح لحفل الافتتاح، يستعد جمهور المهرجان لسلسلة جديدة من الأمسيات الضخمة. حيث يقدم الثنائي العالمي ARTBAT عرضًا موسيقيًا في الحادي عشر من ديسمبر، وهو عرض مرتقب بشدة لمحبي الموسيقى الإلكترونية. وفي الثاني عشر من الشهر ذاته، يحيي الفنان ناصيف زيتون حفلًا يُتوقع أن يكون واحدًا من أبرز محطات المهرجان بفضل شعبيته الكبيرة في المنطقة.

أما ليلة السادس عشر من ديسمبر، فستجمع بين النجمين بلطي ونوردو، إضافة إلى فقرة خاصة للفنانة أمل غربي التي ينتظرها جمهور واسع. وسيختتم المهرجان فعالياته في السابع عشر من ديسمبر بأمسية راقية تضم زياد برجي والموسيقي غي مانويكيان في ليلة تَعِد بتجربة موسيقية فريدة تجمع بين الغناء والتأليف الموسيقي.
مسك الختام في جزيرة المها
مع هذا الزخم الفني، يتجه مهرجان ليالي العرب 2025 ليكون واحدًا من أكثر المواسم الفنية تأثيرًا في المنطقة، معتمدًا على مزيج من التجارب الموسيقية والحضور الجماهيري القوي والتنظيم المحترف. وقد أثبتت ليلة الهضبة أن افتتاح المهرجان هذا العام لن يكون مجرد بداية، بل حجر أساس لموسم كامل يصنع حالة موسيقية مميزة في الشرق الأوسط.
