الإمارات – السابعة الإخبارية
في خطوة جديدة تعكس التزام حكومة دولة الإمارات بتطوير منظومة العمل الحكومي وتحديث أدوات إدارة الموارد البشرية، أعلنت الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية عن إطلاق نظام “إنجازاتي” المبتكر لإدارة أداء موظفي الحكومة الاتحادية. ويأتي هذا النظام الذكي ضمن جهود الدولة لترسيخ نهج حكومي متطور يقوم على الكفاءة، والسرعة، والاستفادة من الحلول الرقمية الحديثة، بما ينسجم مع مستهدفات تصفير البيروقراطية ورفع جودة الأداء الحكومي.
ويمثل “إنجازاتي” إضافة نوعية لمنظومة الموارد البشرية في الحكومة، حيث سيبدأ تطبيقه في يناير 2026 على مستوى الجهات الاتحادية كافة، ليكون بمثابة منصة حديثة تتيح مواءمة أهداف الموظفين مع المبادرات الاستراتيجية والتشغيلية لمؤسساتهم. ويرتكز النظام على خلق بيئة عمل مرنة ومحفزة، تعزز روح التنافس الإيجابي وترسخ ثقافة الأداء العالي، إضافة إلى قدرته على تحديد الموظفين أصحاب الإنجازات المتميزة وتقديرهم بالشكل الذي يعكس قيمة عطائهم.

منظومة ذكية معززة بالذكاء الاصطناعي
لا يقتصر “إنجازاتي” على كونه نظاماً لإدارة الأداء فحسب، بل يمثل منصّة ذكية متكاملة مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، ما يمكّن الموظف والمسؤول المباشر من إدارة عملية تقييم الأداء بطريقة سلسة وشفافة. ويتيح النظام متابعة التقدّم نحو الأهداف، وتوثيق التغذية الراجعة بشكل دوري، وتقديم اقتراحات ذكية لصياغة مستهدفات دقيقة تتوافق مع طبيعة عمل كل موظف، مما يضمن أن تكون هذه الأهداف قابلة للقياس والتحقق.
ويسهم الذكاء الاصطناعي أيضاً في أتمتة الإجراءات وتحسين حوكمة الأداء، عبر تتبع الأنشطة بصورة مستمرة، والتنبيه في الوقت المناسب لنقاط القوة ومجالات التحسين. هذا التكامل بين التكنولوجيا الحديثة ومتطلبات العمل المؤسسي يعزز فعالية الأداء ويرفع مستوى الشفافية داخل الجهات الحكومية.
تصريحات رسمية
وأكد فيصل بن بطي المهيري، مدير عام الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية، أن إطلاق “إنجازاتي” يشكل خطوة محورية في تطوير منظومة إدارة الأداء في الحكومة الاتحادية، لافتاً إلى أن النظام يمثل إحدى الركائز الأساسية التي ستسهم في تجهيز القطاع الحكومي لمواكبة التغيرات المتسارعة في بيئات العمل. كما يعكس النظام، بحسب المهيري، حرص الهيئة على اعتماد أساليب مبتكرة تدعم رؤية القيادة الرشيدة وتحقق تطلعات الدولة المستقبلية.

ثلاث منهجيات رئيسية لقياس الأداء
ويرتكز النظام على ثلاث منهجيات عالمية معتمدة في تقييم الأداء، تشمل:
1. مستهدفات الأداء الرئيسية (OKRs) التي تربط التحقيق الفردي بتنفيذ استراتيجية الجهة.
2. مؤشرات الأداء الرئيسية (KPIs) التي تقيس التقدم بشكل كمي وموضوعي.
3. الكفاءات السلوكية (3C) التي تعزز ثقافة العمل، والتعلم المستمر، وتدعم الأداء الأمثل.
هذا التنوّع في أدوات القياس يمنح الجهات الحكومية رؤية أوضح حول أداء كوادرها، كما يساعد الموظفين على فهم التوقعات المطلوبة منهم بصورة أكثر دقة.
مرونة عالية وتحديث مستمر
يمتاز “إنجازاتي” بمرونة كبيرة، حيث يتيح للموظف والمسؤول المباشر تعديل المستهدفات طوال العام بما ينسجم مع المستجدات والأولويات التي قد تطرأ على عمل الجهة. وتعزز هذه المرونة التواصل المستمر حول الأداء، وتخلق بيئة تفاعلية تساعد على اتخاذ قرارات فعالة وسريعة، كما تضمن مواكبة سير العمل للمستهدفات المؤسسية في كل مرحلة.
ويتيح النظام أيضاً آلية تقييم قائمة على النتائج الفعلية، مع إشراك المسؤولين المباشرين في توازن نسب التقييم وتحقيق العدالة والموضوعية.

الذكاء الاصطناعي في خدمة التطوير المهني
وبجانب دور الذكاء الاصطناعي في دعم المستهدفات، يقدم النظام مقترحات برامج تدريبية وفرص تطوير مهنية مصممة خصيصاً بناءً على احتياجات كل موظف، مما يساعد على بناء مسار مهني قائم على المهارات المستقبلية. وتضمن هذه المزايا خلق بيئة عمل محفزة وداعمة للتعلم، وهو ما يواكب توجهات الحكومة في بناء كفاءات قادرة على مواجهة تحديات المستقبل.
كما يأخذ النظام في الاعتبار الإسهامات الإيجابية للموظفين في المبادرات الوطنية، إذ تُحتسب هذه المشاركات ضمن عناصر التقييم، بما يعزز ارتباط الموظف برؤية الدولة ويحفز على العمل بما ينعكس إيجاباً على المجتمع.
خطوة نحو حكومة أكثر كفاءة
بهذا الإطلاق، تواصل الإمارات مسيرة التحول الذكي في منظومتها الحكومية، مستندة إلى حلول مبتكرة واستراتيجيات متقدمة تعزز الإنتاجية وتدعم بيئة العمل. ويعد “إنجازاتي” مثالاً واضحاً على كيفية توظيف التكنولوجيا لخدمة الإنسان، وتحويل إدارة الأداء من عملية تقليدية إلى تجربة أكثر دقة ومرونة، قادرة على مواكبة طموحات الدولة ورؤيتها المستقبلية.
وباعتماد هذا النظام، تكون الحكومة الاتحادية قد خطت خطوة مهمة نحو تعزيز أداء كوادرها وخلق بيئة عمل أكثر ديناميكية، تكرّس الابتكار وترفع مستوى الخدمة المقدمة للمجتمع، بما يرسّخ مكانة الإمارات نموذجاً عالمياً في الحوكمة والتميز المؤسسي.
