الصين – السابعة الإخبارية
شهدت الصين واقعة فريدة من نوعها أثارت جدلاً واسعاً حول حقوق الموظفين وسلطة الشركات في مراقبة الأداء. فقد فصلت شركة صينية مهندساً بعد أن لاحظت الإدارة أخذه فترات استراحة طويلة ومتكررة جداً لدخول دورة المياه، رغم إدعاء الموظف معاناته من البواسير.

سجلات الموظف تكشف عن غياب غير مبرر
أظهرت سجلات الموظف، المعروف باسم “لي”، بحسب تقرير صحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست”، أنه أخذ 14 استراحة لدخول دورة المياه خلال شهر واحد فقط. والمثير للاستغراب كان طول هذه الاستراحات؛ حيث استمرت أطولها لأربع ساعات متواصلة.
كان لي، الذي انضم للشركة في مقاطعة جيانغسو عام 2010، ملزماً بعقده المفتوح الذي تم تجديده في 2014 بضرورة التواجد والاستجابة الفورية لمتطلبات العمل. وعندما لاحظ المديرون غيابه المتكرر، حاولوا التواصل معه عبر تطبيق الدردشة الداخلي، لكنه لم يستجب.
الدفاع الطبي والمطالبة بالتعويض الضخم
دفع المهندس لي بأن حالته الصحية هي التي تسببت في هذه الانقطاعات الطويلة، محاولاً إثبات معاناته من البواسير عبر تقديم أدلة شملت فواتير أدوية البواسير التي اشترتها شريكته وسجلات عمليات المرضى الداخليين. وبناءً على فصله، رفع لي دعوى قضائية ضد الشركة، مطالباً بتعويض عن الفصل التعسفي قدره 320 ألف يوان (نحو 45 ألف دولار أمريكي).

حكم المحكمة: تجاوز الاحتياجات الجسدية
في المقابل، رأت المحكمة أن الأدلة الطبية التي قدمها لي لم تغطِ كامل فترات غيابه الطويلة، وأن الوقت الذي قضاه في دورة المياه “تجاوز بكثير الاحتياجات الجسدية الطبيعية”.
كما أشارت المحكمة إلى نقطة حاسمة في عقد العمل: تقاعس لي عن إبلاغ الشركة بحالته الصحية مسبقاً أو التقدم بطلب إجازة مرضية، مما يجعله مخالفاً لبنود عقده.
بعد خوض محاكمتين، توصل الطرفان إلى تسوية نهائية. وعلى الرغم من رفض مطالبته الأولية، دفعت الشركة لـ لي مبلغ 30 ألف يوان (حوالي 4200 دولار أمريكي)، وذلك مراعاة لمساهماته السابقة خلال فترة عمله الطويلة. وتختتم هذه التسوية فصلاً مثيراً للجدل حول حدود الإدارة والمراقبة في بيئة العمل.
