مصر – السابعة الإخبارية
خيّم الحزن على الوسط الفني والجمهور في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، بعد الإعلان عن وفاة الفنانة نيفين مندور، إحدى الوجوه التي تركت أثرًا واضحًا رغم قِصر مسيرتها الفنية، عن عمر ناهز 53 عامًا، لتطوي برحيلها صفحة هادئة من صفحات الفن المصري في مطلع الألفية الجديدة.
وجاء خبر الوفاة صادمًا لمحبي الفنانة الراحلة، خاصة أنها كانت بعيدة عن الأضواء منذ سنوات طويلة، قبل أن يعود اسمها إلى الواجهة مع نبأ رحيلها، مصحوبًا بمشاعر الحزن والحنين إلى أعمالها التي ارتبطت بذاكرة جيل كامل من المشاهدين.
وأعلن الفنان شريف إدريس خبر وفاة نيفين مندور عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث نعاها بكلمات مؤثرة عبّر فيها عن حزنه لفقدانها، قائلًا: «لا إله إلا الله.. الصديقة الطيبة الجميلة نيڤين مندور في ذمة الله.. الله يرحمك ويحسن إليك». وقد لاقى منشوره تفاعلًا واسعًا من الجمهور وعدد من الفنانين الذين حرصوا على تقديم واجب العزاء والدعاء للراحلة بالرحمة والمغفرة.

مسيرة فنية قصيرة وبصمة لا تُنسى
وُلدت الفنانة نيفين مندور في أوائل سبعينيات القرن الماضي، ونشأت في بيئة محبة للفن، ما ساهم في تكوين شغفها المبكر بالتمثيل. ومع نهاية تسعينيات القرن الماضي، بدأت خطواتها الأولى في المجال الفني، حيث شاركت في عدد من الأعمال التي تنوعت بين السينما والدراما التلفزيونية، مقدّمة أدوارًا اتسمت بالعفوية والحضور الهادئ.
ورغم أن بداياتها لم تكن صاخبة، فإنها استطاعت لفت الأنظار تدريجيًا، إلى أن جاءت فرصتها الأهم مع مطلع الألفية الجديدة، حين شاركت في فيلم «اللي بالي بالك» عام 2003، وهو العمل الذي شكّل علامة فارقة في مشوارها الفني، وفتح لها أبواب الشهرة والانتشار.
«اللي بالي بالك».. محطة التحول
يُعد فيلم «اللي بالي بالك» نقطة التحول الأبرز في حياة نيفين مندور الفنية، حيث حقق الفيلم نجاحًا جماهيريًا كبيرًا عند عرضه، وساهم في تثبيت اسمها كواحدة من الوجوه الشابة الواعدة في تلك الفترة. وقدّمت نيفين من خلاله شخصية لاقت قبولًا واسعًا لدى الجمهور، بفضل أدائها الطبيعي وقدرتها على التعبير عن المشاعر دون مبالغة.
هذا النجاح السريع وضعها في دائرة الضوء، وجعل الجمهور يتوقع لها مستقبلًا فنيًا حافلًا، خاصة أنها كانت تمتلك ملامح مميزة وحضورًا لافتًا أمام الكاميرا، إضافة إلى بساطة في الأداء قرّبتها من المشاهدين.
ابتعاد هادئ عن الأضواء
ورغم ما حققته من نجاح، بدأت نيفين مندور في التراجع تدريجيًا عن الظهور الفني بعد سنوات قليلة من تألقها. وكان آخر ظهور لها من خلال مسلسل «مطعم تشي توتو» عام 2006، قبل أن تختفي تمامًا عن الساحة الفنية، مفضّلة الابتعاد عن الشهرة والضجيج الإعلامي.
هذا الغياب الطويل أثار تساؤلات كثيرة لدى جمهورها، إلا أن الفنانة الراحلة فضّلت الصمت، مكتفية بما قدّمته من أعمال محدودة في العدد، لكنها تركت أثرًا واضحًا في الذاكرة الفنية، خاصة لدى من عايشوا فترة بدايات الألفية الجديدة.

وداع صامت وذكرى باقية
برحيل نيفين مندور، يفقد الوسط الفني فنانة اختارت أن تمر بهدوء، دون صراعات أو ضجيج، مكتفية بأدوار قليلة لكنها صادقة. ورغم قِصر مسيرتها، فإن اسمها ظل حاضرًا كلما جرى الحديث عن فيلم «اللي بالي بالك» أو عن الوجوه التي ظهرت سريعًا وفضّلت الانسحاب في صمت.
ومع انتشار خبر وفاتها، استعاد الجمهور مشاهدها وأدوارها، متذكرين ملامحها الهادئة وأداءها البسيط الذي ميّزها عن غيرها. لتبقى نيفين مندور مثالًا لفنانة تركت بصمة لا تُقاس بعدد الأعمال، بل بصدق الحضور وتأثيره.
رحلت نيفين مندور عن عالمنا، لكن ذكراها ستظل حيّة في قلوب محبيها، وفي ذاكرة السينما والدراما المصرية التي شهدت على موهبة اختارت أن تضيء لفترة قصيرة، ثم تغيب بهدوء. رحم الله الفنانة الراحلة، وألهم أهلها ومحبيها الصبر والسلوان.
