الرياض، محمد الصو – السابعة الاخبارية
تركي آل الشيخ، في ظل موجة الجدل الواسعة التي أُثيرت مؤخرًا حول فيلم «الست»، خاصة بعد اتهامات بوجود مغالطات تاريخية تتعلق بسيرة كوكب الشرق أم كلثوم، وجد اسم المستشار تركي آل الشيخ نفسه في قلب النقاش، مع تداول أنباء تربط بين الفيلم وموسم الرياض. هذا الجدل المتصاعد دفع آل الشيخ إلى الخروج عن صمته، واضعًا النقاط فوق الحروف، ومؤكدًا أن ما يتم تداوله لا يستند إلى حقائق دقيقة.
تركي آل الشيخ يصدر بيان يوضح الحقيقة كاملة
عبر بيان رسمي نشره على حساباته الشخصية، نفى المستشار تركي آل الشيخ بشكل قاطع أي علاقة له أو لموسم الرياض بإنتاج أو إعداد أو إخراج فيلم «الست». وأكد أن دور موسم الرياض اقتصر فقط على الرعاية، وجاءت هذه الرعاية بعد الانتهاء الكامل من العمل، دون أي تدخل في السيناريو أو الرؤية الفنية أو تفاصيل التنفيذ.
وشدد آل الشيخ على أن الزج باسم موسم الرياض أو اسمه الشخصي في سياق الحديث عن صناعة الفيلم يُعد أمرًا غير دقيق، مشيرًا إلى أن هذا الخلط بين مفهومي الرعاية والإنتاج هو السبب الرئيسي في انتشار المعلومات المغلوطة.
تركي آل الشيخ: الفيلم إنتاج مصري خالص 100%
أوضح آل الشيخ أن فيلم «الست» هو إنتاج مصري خالص بنسبة 100%، تولت تنفيذه شركات إنتاج مصرية، وحصل على جميع التراخيص اللازمة من الجهات الرقابية المختصة في جمهورية مصر العربية. وأضاف أن أي ملاحظات رقابية أو فنية، إن وُجدت، فهي شأن داخلي تتعامل معه المؤسسات الرسمية المصرية وحدها.
وأكد أن موسم الرياض لم يكن له أي دور في اختيار فريق العمل، أو صياغة الأحداث، أو رسم الشخصيات، أو تحديد الزوايا التاريخية التي تناولها الفيلم، وهو ما ينفي تمامًا ما تم تداوله حول تدخل خارجي في محتوى العمل.
تكريم أم كلثوم لا يعني التدخل في السينما
تطرق المستشار تركي آل الشيخ إلى نقطة أخرى أسيء فهمها، وهي ربط تكريم أم كلثوم ضمن فعاليات موسم الرياض بفيلم «الست». وأوضح أن موسم الرياض كان من أوائل الجهات التي كرّمت كوكب الشرق تقديرًا لقيمتها الفنية والتاريخية، إلا أن هذا التكريم لا يعني بأي شكل من الأشكال وجود علاقة إنتاجية أو فنية بالفيلم.
وأكد أن تقدير الرموز الفنية العربية لا يجب أن يُفسر على أنه محاولة للسيطرة على سردياتها أو إعادة تقديمها وفق رؤى غير أصلية، مشددًا على احترامه الكامل للتاريخ الفني المصري والعربي.
فيلم «الست»: قراءة إنسانية جديدة لأم كلثوم
يركز فيلم «الست» على تقديم صورة مختلفة لأم كلثوم، لا باعتبارها أسطورة فنية فقط، بل كامرأة عاشت صراعات داخلية، وقدّمت تضحيات شخصية، وواجهت تحديات اجتماعية وفنية كبيرة في زمن لم يكن سهلًا على النساء اقتحام ساحاته.
هذا الطرح الإنساني يهدف إلى تقريب الشخصية من الجمهور، وكشف الجانب غير المرئي من حياتها، بعيدًا عن الصورة النمطية المتداولة، وهو ما فتح الباب أمام نقاشات واسعة حول دقة بعض التفاصيل التاريخية المطروحة في العمل.
نجوم كبار يجسدون شخصيات تاريخية
يضم الفيلم مجموعة لافتة من نجوم الصف الأول في السينما المصرية، حيث تؤدي منى زكي دور أم كلثوم، في أحد أكثر الأدوار تحديًا في مسيرتها الفنية. ويشاركها كريم عبد العزيز في دور شريف صبري باشا، بينما يظهر أحمد حلمي بدور ضابط شرطة محب لأغاني كوكب الشرق، في إضافة إنسانية خفيفة على سياق الأحداث.
كما يجسد عمرو سعد شخصية الزعيم جمال عبد الناصر، ويؤدي محمد فراج دور الشاعر أحمد رامي، أحد أهم المحطات العاطفية والفنية في حياة أم كلثوم. ويشارك سيد رجب في دور والدها الشيخ إبراهيم البلتاجي، فيما يظهر تامر نبيل في شخصية الموسيقار محمد القصبجي. ويشهد الفيلم أيضًا حضور عدد من ضيوف الشرف، من بينهم نيللي كريم، أمينة خليل، وآسر ياسين.
View this post on Instagram
رؤية فنية تجمع بين التاريخ والسينما
الفيلم من تأليف أحمد مراد، وإخراج مروان حامد، ويعتمد على رؤية سينمائية حديثة تحاول الموازنة بين الالتزام التاريخي ومتطلبات الدراما المعاصرة. ويسعى العمل إلى تقديم تجربة بصرية وإنسانية متكاملة، تعيد إحياء واحدة من أهم أيقونات الفن العربي بلغة تناسب جمهور اليوم.
تركي آل الشيخ يختتم الجدل: التمييز ضرورة
في ختام بيانه، أكد المستشار تركي آل الشيخ أن هدفه الأساسي من التوضيح هو وضع الأمور في نصابها الصحيح، والتمييز الواضح بين الدعم والرعاية من جهة، والتدخل الإنتاجي والفني من جهة أخرى. وشدد على أن احترام الحقائق هو الأساس لأي نقاش موضوعي، خاصة عندما يتعلق الأمر برموز فنية بحجم أم كلثوم.
بهذا البيان، أغلق آل الشيخ باب التكهنات، وترك العمل يُقيّم فنيًا وتاريخيًا بعيدًا عن أي زج بأسماء أو جهات لا علاقة لها بصناعته الفعلية.
