الهند، محمد الصو – السابعة الاخبارية
ميسي، لم تكن زيارة ليونيل ميسي إلى الهند مجرد جولة ترويجية عابرة، بل تحولت إلى حدث رياضي وإنساني استثنائي، خطف أنظار الملايين داخل البلاد وخارجها. خلال ثلاثة أيام فقط، تنقّل النجم الأرجنتيني بين أربع مدن رئيسية: كولكاتا، حيدر آباد، مومباي، ونيو دلهي، في جولة حملت كل عناصر الدهشة، من الحشود الجماهيرية الهائلة، إلى لحظات الفوضى، وصولًا إلى هدية تُعد من الأندر في تاريخ نجوم كرة القدم.
ميسي في كولكاتا… الحلم الذي خرج عن السيطرة
كانت كولكاتا أولى محطات ميسي، المدينة المعروفة بشغفها الكبير بكرة القدم، والتي استقبلت الأسطورة الأرجنتينية وكأنها تحتضن نهائي كأس عالم. ملعب “سولت ليك” امتلأ عن آخره، والهتافات لم تتوقف منذ لحظة وصوله.
لكن الحلم لم يدم طويلًا. بعد مرور 20 دقيقة فقط من ظهور ميسي داخل الملعب، بدأ المشهد ينقلب رأسًا على عقب. سوء التنظيم، وغياب السيطرة على الحشود، أدّيا إلى حالة من الغضب الجماهيري. بعض المشجعين عبّروا عن استيائهم بطريقة فوضوية، عبر رمي مقاعد وزجاجات داخل المدرجات، ما خلق حالة توتر مفاجئة.
🇮🇳⌚️ During his visit to India, Lionel Messi received an ultra-rare Richard Mille RM 003 V2 “Asia Edition” as a gift from Anant Ambani.
This watch is one of Richard Mille’s early and most iconic models, which estimated market value is $1.1 million. pic.twitter.com/r4r1lZYG2K
— All About Argentina 🛎🇦🇷 (@AlbicelesteTalk) December 16, 2025
ميسي يُغادر تحت الحماية… والسلامة أولًا
أمام هذا المشهد غير المتوقع، تحركت السلطات بسرعة، وقررت إخراج ميسي فورًا من الملعب حفاظًا على سلامته. ولم يكن وحده، إذ رافقه زميلاه في إنتر ميامي، لويس سواريز ورودريغو دي باول، وسط إجراءات أمنية مشددة.
ورغم قصر الزيارة، إلا أن وجود ميسي في كولكاتا ترك أثرًا عميقًا، حتى وإن شابه بعض الفوضى. فالجماهير، رغم غضبها، كانت مدفوعة بعشق استثنائي للاعب يُعد رمزًا عالميًا لكرة القدم.

ميسي ينتقل من الفوضى إلى الفخامة
بعد كولكاتا، تغيّر المشهد تمامًا. انتقلت الجولة إلى مدينة جامناغار، حيث كان في استقبال ميسي أحد أبرز الأسماء في عالم المال والأعمال في الهند: أنانت أمباني، نجل الملياردير موكيش أمباني.
هنا، لم تكن الجماهير هي العنوان الأبرز، بل الفخامة والبروتوكول الراقي. الاستقبال كان خاصًا، واللحظة الأهم تمثلت في الهدية التي قُدمت لميسي، والتي سرعان ما تصدرت الحديث عالميًا.
ميسي يتلقى واحدة من أغلى الهدايا في مسيرته
أهدى أنانت أمباني ليونيل ميسي ساعة نادرة للغاية من طراز “ريتشارد ميل 003-V2 GMT توربيون”، نسخة آسيا المحدودة. هذه الساعة تُعد قطعة فنية أكثر من كونها إكسسوارًا، إذ لا يتجاوز عدد نسخها 12 ساعة فقط حول العالم.
وتُقدّر قيمة الساعة بنحو 1.1 مليون دولار، ما يجعلها واحدة من أغلى الهدايا التي تلقاها ميسي طوال مسيرته الحافلة، سواء داخل الملاعب أو خارجها. الهدية عكست حجم التقدير الذي يحظى به ميسي في الهند، ليس فقط كنجم كرة قدم، بل كرمز عالمي للنجاح والإلهام.
ميسي في مومباي ونيودلهي… الجنون الهادئ
محطتا مومباي ونيو دلهي حملتا طابعًا مختلفًا. فالحشود كانت ضخمة، لكن التنظيم بدا أكثر انضباطًا. ظهر ميسي مبتسمًا، متفاعلًا مع الجماهير، ولوّح بيده مرات عديدة، في مشاهد انتشرت بسرعة على مواقع التواصل الاجتماعي.
في هاتين المدينتين، بدا واضحًا أن ميسي لا يُنظر إليه كلاعب كرة قدم فقط، بل كأيقونة ثقافية ورياضية، قادرة على توحيد مشاعر ملايين الأشخاص، رغم اختلاف اللغات والثقافات.
ميسي والهند… علاقة تتجاوز الزيارة
رغم قصر مدة الجولة، إلا أن حضور ميسي في أربع مدن هندية خلال ثلاثة أيام فقط فتح نقاشًا واسعًا حول مستقبل كرة القدم في البلاد. فالهند، التي لطالما هيمنت عليها رياضات أخرى، بدأت تشهد نموًا ملحوظًا في شعبية كرة القدم، ووجود اسم بحجم ميسي يمنح هذا التحول دفعة معنوية هائلة.
ميسي يختتم الجولة برسالة من القلب
في ختام رحلته، اختار ميسي أن يوجه رسالة مباشرة للجماهير الهندية عبر حسابه على “إنستغرام”. عبّر فيها عن امتنانه للترحيب الحار والضيافة اللافتة التي حظي بها، مؤكدًا أمله في أن يزدهر مستقبل كرة القدم في الهند خلال السنوات المقبلة.
الرسالة جاءت بسيطة، لكنها حملت وزنًا كبيرًا، خاصة لجماهير رأت في زيارة ميسي اعترافًا عالميًا بشغفها وحبها للعبة.

ميسي… حيثما ذهب، تصنع الحكاية
هكذا انتهت جولة ميسي في الهند، بين فوضى كولكاتا، وفخامة جامناغار، وجنون مومباي، ووقار نيودلهي. ثلاثة أيام كانت كافية لتؤكد حقيقة واحدة:
أينما حلّ ليونيل ميسي، لا يكون مجرد ضيف… بل حدثًا يصعب نسيانه.
