القاهرة، محمد الصو – السابعة الاخبارية
من هي سمية الألفي، رحيل الفنانة سمية الألفي أعاد اسمها إلى صدارة المشهد الفني والإعلامي، ليس فقط بصفتها فنانة قدّمت أعمالًا مميزة، بل أيضًا كأم لعبت دورًا مهمًا في حياة أبنائها، وعلى رأسهم الفنان أحمد الفيشاوي. وبعد وفاتها، يتساءل كثيرون: من هي سمية الألفي؟ وما هي محطات حياتها الفنية والإنسانية؟
من هي سمية الألفي ونشأتها وبدايتها؟
وُلدت سمية الألفي في مصر، ونشأت في بيئة قريبة من الفن والثقافة، ما ساهم في تكوين شخصيتها الهادئة والواعية. منذ سنواتها الأولى، امتلكت حضورًا مميزًا وملامح جذابة ساعدتها على دخول المجال الفني، لتبدأ مشوارها في فترة كانت تشهد ازدهارًا كبيرًا للسينما والدراما المصرية.

المسيرة الفنية لسمية الألفي
دخلت سمية الألفي عالم التمثيل وقدّمت عددًا من الأدوار في السينما والتلفزيون، وتميّزت بأداء رصين يعتمد على الإحساس والبساطة، بعيدًا عن المبالغة. لم تكن من الفنانات اللاتي يحرصن على الظهور المكثف، لكنها كانت تختار أدوارها بعناية، ما جعل حضورها محدودًا نسبيًا لكنه مؤثر.
شاركت في أعمال درامية وسينمائية تركت بصمة لدى الجمهور، وغالبًا ما جسّدت أدوار المرأة الهادئة أو الأم أو الزوجة، معتمدة على الأداء الطبيعي والصدق الفني، وهو ما أكسبها احترام المشاهدين وزملائها في الوسط الفني.
الحياة الشخصية والزواج
ارتبط اسم سمية الألفي بالفنان فاروق الفيشاوي، حيث شكّلا معًا ثنائيًا معروفًا في الوسط الفني. وأسفر هذا الزواج عن إنجاب نجليهما أحمد الفيشاوي وعمر الفيشاوي. ورغم انتهاء العلاقة الزوجية لاحقًا، فإن سمية الألفي ظلّت حريصة على الحفاظ على صورة الأسرة أمام أبنائها، وابتعدت عن الصراعات الإعلامية.
سمية الألفي والأمومة
لعبت سمية الألفي دورًا محوريًا في حياة أبنائها، خاصة أحمد الفيشاوي، الذي كثيرًا ما كانت تُسلّط الأضواء على علاقته بوالدته. ورغم ما مرّ به من أزمات وتصريحات مثيرة للجدل عبر سنوات، بقيت سمية الألفي تمثل له رمز الأمان والدعم، وفضّلت دائمًا الوقوف إلى جانبه بعيدًا عن الأضواء.
كانت تُعرف بين المقربين منها بأنها أم حنونة، تضع أسرتها في المقام الأول، حتى لو كان ذلك على حساب مشوارها الفني، وهو ما يفسر ابتعادها النسبي عن الساحة في فترات طويلة.

ابتعادها عن الأضواء
في السنوات الأخيرة، اختارت سمية الألفي الابتعاد عن الساحة الفنية والإعلامية، وفضّلت حياة أكثر هدوءًا. وقلّ ظهورها في المناسبات العامة، ما جعل أخبارها نادرة، إلى أن عاد اسمها بقوة مع خبر وفاتها، الذي شكّل صدمة كبيرة لجمهورها وللوسط الفني.
مرضها والرحيل
تعرضت سمية الألفي لوعكة صحية مفاجئة خلال الأيام الأخيرة من حياتها، استدعت نقلها إلى المستشفى، حيث تم وضعها على أجهزة التنفس الصناعي. ورغم محاولات الأطباء، تدهورت حالتها سريعًا، لتفارق الحياة صباح يوم السبت، تاركة حالة من الحزن بين أسرتها ومحبيها.
إرث سمية الألفي بعد وفاتها
بعد وفاتها، يُعاد تقييم مسيرة سمية الألفي باعتبارها فنانة اختارت الجودة على الكثرة، والخصوصية على الصخب. لم تسعَ يومًا للنجومية الصاخبة، لكنها تركت أثرًا هادئًا وإنسانيًا، سواء من خلال أعمالها أو من خلال صورتها كأم وفنانة راقية.
تبقى سمية الألفي اسمًا حاضرًا في ذاكرة الفن المصري، ورحيلها يذكّر الجمهور بقيمة الفنان الهادئ الذي يترك أثره دون ضجيج، ويغيب جسدًا لكنه يبقى حاضرًا في الوجدان.
