المغرب، محمد الصو – السابعة الاخبارية
الكاف، أعلن باتريس موتسيبي، رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم الكاف، عن مجموعة من القرارات المهمة قبل يوم واحد من انطلاق النسخة الخامسة والثلاثين من بطولة كأس الأمم الإفريقية 2025 في المغرب، في خطوة تهدف لتعزيز القيمة التسويقية والفنية للبطولة، وضمان تطوير كرة القدم الأفريقية على المستوى القاري والدولي.
الكاف يرفع الجائزة المالية للبطل إلى 10 ملايين دولار
أوضح موتسيبي خلال مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة المغربية الرباط، أن الاتحاد الإفريقي قرر زيادة قيمة الجائزة المالية للبطل من 7 ملايين دولار إلى 10 ملايين دولار. هذه الخطوة تعتبر الأكبر في تاريخ البطولة من حيث قيمة الجوائز، وتعكس رؤية “كاف” في جعل البطولة أكثر جذبًا للمستثمرين والرعاة، إضافة إلى منح المنتخبات القارية حافزًا ماليًا أكبر لتعزيز التنافسية.
رفع قيمة الجوائز المالية يأتي في إطار تعزيز القيمة الاقتصادية للبطولة، حيث يمكن للأندية والاتحادات الوطنية الاستفادة من هذه الأموال لتطوير البرامج التدريبية، دعم الأكاديميات، وتحسين البنية التحتية الرياضية، بما يسهم في رفع مستوى الكرة الأفريقية بشكل عام.

كأس الأمم كل أربع سنوات: خطوة تنظيمية واستراتيجية
أعلن موتسيبي أن بطولة كأس الأمم الإفريقية ستُقام مرة واحدة كل أربع سنوات بدءًا من النسخة التي ستلي عام 2028، بدلًا من النظام السابق الذي كان يقام بمعدل كل عامين. هذا القرار يحمل أهدافًا تنظيمية واستراتيجية واضحة، من بينها منح الاتحاد الإفريقي والدول المستضيفة المزيد من الوقت للتحضير، وتحسين جودة البنية التحتية، وضمان استفادة اقتصادية أفضل من كل نسخة.
بالرغم من أن هذا التغيير قد يقلل من تكرار الفرص المالية للاتحادات المشاركة، إلا أن الهدف الأبرز هو زيادة القيمة التسويقية والفنية للبطولة، وجعلها حدثًا رياضيًا نادرًا وأكثر تأثيرًا على الصعيدين الجماهيري والاقتصادي.
إطلاق دوري الأمم الأفريقي بالشراكة مع الفيفا
في خطوة تهدف لتعزيز نشاط المنتخبات الوطنية على المستوى القاري، أعلن الكاف عن إطلاق بطولة دوري الأمم الأفريقي، بالتعاون مع الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”. هذه البطولة الجديدة ستوفر فرصًا منتظمة للاحتكاك بين المنتخبات، وتتيح للاعبين اكتساب خبرات إضافية خارج البطولة الكبرى، ما يرفع مستوى الأداء الفني ويزيد من فرص تطوير الكرة الأفريقية بشكل مستدام.
دوري الأمم يمثل أيضًا فرصة اقتصادية إضافية، حيث يمكن تسويق المباريات عبر القنوات التلفزيونية ومنصات البث الرقمي، وجذب رعاة جدد للكرة الأفريقية، إضافة إلى دعم تطوير اللاعبين الشباب والمواهب الصاعدة من مختلف الدول الأفريقية.
المغرب وجزر القمر يفتتحان البطولة
ستكون المباراة الافتتاحية لكأس أمم إفريقيا 2025 بين منتخبي المغرب وجزر القمر، على ملعب مولاي الأمير عبدالله بالرباط، في التاسعة من مساء يوم الأحد. هذه المباراة تمثل بداية حقيقية لمرحلة جديدة من البطولة، بعد التغييرات المالية والتنظيمية التي أعلن عنها الكاف.
النسخة الحالية من البطولة تعد فرصة استثنائية للدول المشاركة للاستفادة من الجوائز المالية المرتفعة، وتطوير أداء اللاعبين، وتسويق المواهب على المستوى الدولي، خاصة مع زيادة الجائزة المالية للبطل بنسبة كبيرة تصل إلى أكثر من 40% مقارنة بالنسخ السابقة.
التأثير الاقتصادي للقرارات الجديدة
رفع الجوائز المالية وإطلاق دوري الأمم الأفريقي، إلى جانب تقليص نسخة البطولة إلى كل أربع سنوات، سيؤدي إلى تحول البطولة من مجرد حدث رياضي إلى مشروع اقتصادي متكامل. فالدول المضيفة ستستفيد من زيادة الإيرادات عبر التذاكر والبث التلفزيوني، كما ستستثمر في البنية التحتية والخدمات السياحية، ما يعزز الاقتصاد المحلي ويخلق فرص عمل جديدة.
من جهة أخرى، المنتخبات الوطنية ستستفيد من التمويل الإضافي لتطوير الأكاديميات والمراكز التدريبية، ما يزيد من قدرة القارة على منافسة العالم في كرة القدم.
تعزيز الصورة التسويقية للبطولة
الخطوات الجديدة التي أعلن عنها الكاف تعكس أيضًا سعي الاتحاد لتطوير الهوية التسويقية للبطولة. زيادة الجوائز المالية تجعل البطولة أكثر جاذبية للرعاة والمستثمرين، كما تعزز القيمة الإعلامية للحدث، خصوصًا مع توسع البث الرقمي وانتشار المنصات الإلكترونية.
دوري الأمم الأفريقي الجديد سيساهم في زيادة عدد المباريات الرسمية للمنتخبات، ما يتيح تسويقًا مستمرًا للمنتخب والقارة، ويخلق فرصًا أكبر لتصدير كرة القدم الأفريقية عالميًا، بالإضافة إلى جذب جماهيرية أكبر على الصعيد الدولي.

خلاصة: كأس الأمم بوابة اقتصادية ورياضية جديدة
يمكن القول إن الكاف وضع الأساس لتحويل كأس أمم إفريقيا من مجرد حدث رياضي إلى مشروع اقتصادي واستراتيجي. رفع الجوائز المالية، تقليص نسخ البطولة، وإطلاق دوري الأمم الأفريقي، جميعها خطوات تهدف إلى تعزيز التنافسية، تطوير المنتخبات، وتحقيق عوائد مالية مستدامة للقارة الأفريقية.
النسخة الحالية 2025 تمثل بداية مرحلة جديدة، حيث سيكون من المثير متابعة كيفية استفادة المنتخبات والدول المشاركة من هذه التغييرات، وكيف سيؤثر ذلك على مستقبل الكرة الأفريقية، ليس فقط رياضيًا، بل اقتصاديًا وتسويقيًا أيضًا.
تظل كرة القدم الأفريقية أمام فرصة حقيقية لتعزيز مكانتها على الخريطة العالمية، وتحويل شغف الجماهير إلى قيمة مالية وتنموية مستدامة، تجعل من كأس الأمم حدثًا يتجاوز المستطيل الأخضر ليصبح محركًا اقتصاديًا حقيقيًا للقارة.
