الأردن – السابعة الإخبارية
أعادت الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي إشعال الجدل على منصات التواصل الاجتماعي، بعد تداول واسع لمقطع فيديو نشرته عبر حسابها الرسمي على إنستغرام، يوثّق كواليس ما بعد حفلها الغنائي الأخير في الأردن، في خطوة اعتبرها البعض جريئة ومختلفة، فيما رآها آخرون تجاوزاً لحدود الخصوصية.
الفيديو، الذي حصد آلاف المشاهدات والتعليقات خلال ساعات قليلة من نشره، جاء في قالب بصري متسلسل، يبدأ بلقطات من أجواء الحفل على المسرح، حيث ظهرت هيفاء وسط تفاعل جماهيري لافت، قبل أن ينتقل بشكل تدريجي إلى مشاهد توثّق لحظات ما بعد انتهاء العرض، في كواليس أكثر حميمية وهدوءاً.

من المسرح إلى ما بعد الأضواء
أبرز ما لفت انتباه المتابعين في المقطع هو انتقاله من الصورة المعتادة للفنانة على خشبة المسرح، بكل ما تحمله من أضواء وإطلالات مدروسة، إلى مشاهد خاصة تُظهرها وهي تغيّر ملابسها، وتزيل مستحضرات التجميل، وصولاً إلى لقطات ظهرت فيها مرتدية ملابس النوم، مستلقية على السرير، تشاهد مقتطفات من الحفل عبر هاتفها المحمول.
هذا التحول المفاجئ في الإطار البصري للفيديو شكّل مادة خصبة للنقاش، إذ رأى فيه كثيرون محاولة لكسر الصورة النمطية للفنانة، وتقديم جانب إنساني وعفوي بعيداً عن الرسمية والاصطناع، بينما اعتبره آخرون خروجاً غير مبرر عن المألوف، وتساؤلوا عن الهدف من مشاركة مثل هذه التفاصيل الشخصية على العلن.
تفاعل واسع وانقسام في الآراء
لم تمرّ ساعات على نشر الفيديو حتى امتلأت منصات التواصل الاجتماعي بالتعليقات المتباينة. فبينما عبّر عدد كبير من جمهور هيفاء وهبي عن إعجابهم بما وصفوه بـ«الجرأة الفنية» و«العفوية الصادقة»، رأى آخرون أن بعض اللقطات لم تكن ضرورية، ولا تضيف قيمة فنية أو إنسانية تبرر عرضها للجمهور.
كتب أحد المتابعين في تعليق حظي بتفاعل واسع: «الفيديو مختلف عن أي شيء اعتدنا عليه من هيفاء، لكنه ذكي ويجعلها أقرب إلى جمهورها». فيما قال آخر: «حتى في أكثر لحظاتها جرأة، تظل هيفاء وهبي أيقونة تعرف كيف تفرض حضورها».
في المقابل، جاءت تعليقات ناقدة تساءلت عن جدوى هذا النوع من المحتوى، حيث كتب أحدهم: «تغيير الملابس والاستعداد للنوم أمور شخصية، لا داعي لمشاركتها»، وأضاف آخر: «الفن لا يحتاج دائماً إلى كسر كل الحدود لجذب الانتباه».
تصدّر الترند وتكهنات جديدة
بالتزامن مع انتشار الفيديو، تصدّر اسم هيفاء وهبي محركات البحث، خصوصاً بعد تداول مقطع آخر منسوب لها، اعتبره بعض المستخدمين «غير لائق»، ما فتح باباً واسعاً للتكهنات والجدل، في ظل غياب أي توضيح رسمي من الفنانة حول صحة المقطع المتداول أو ظروف تداوله.
هذا الصمت زاد من حدة النقاش، بين من دعا إلى التريث وعدم الانسياق خلف المقاطع غير الموثوقة، ومن رأى أن الجدل المتكرر حول هيفاء وهبي بات جزءاً من صورتها العامة، سواء كان مقصوداً أو ناتجاً عن تفاعل الجمهور المفرط مع كل ما تنشره.

هيفاء وهبي… اسم لا يغيب عن الجدل
ليست هذه المرة الأولى التي تثير فيها هيفاء وهبي نقاشاً واسعاً بسبب محتوى تنشره أو إطلالة تعتمدها. فمنذ بداياتها، ارتبط اسمها بالجرأة وكسر القوالب التقليدية، ما جعلها دائماً في مرمى الانتقادات بقدر ما هي محط إعجاب جماهيري كبير.
ويرى متابعون أن قدرتها على البقاء في صدارة الاهتمام تعود إلى إدراكها العميق لطبيعة العصر الرقمي، حيث لم يعد الفنان حاضراً فقط من خلال أعماله الفنية، بل أيضاً عبر تفاصيل يومياته وصورته على وسائل التواصل الاجتماعي.
بين الحرية الشخصية وحدود المشاركة
يبقى السؤال المطروح بعد هذا الجدل: إلى أي حد يحق للفنان مشاركة تفاصيله الخاصة مع جمهوره؟ وهل تُعد هذه المشاركات تعبيراً عن حرية شخصية، أم أنها خاضعة لمعايير الذوق العام وتوقعات الجمهور؟
في كل الأحوال، نجحت هيفاء وهبي مرة جديدة في لفت الأنظار، وفرض نفسها حديث الساعة، مؤكدة أن اسمها لا يزال قادراً على إثارة النقاش، سواء اتفق الجمهور معها أم اختلف، في مشهد يعكس حجم تأثيرها المستمر في الساحة الفنية والإعلامية.

