القاهرة، محمد الصو – السابعة الاخبارية
عمر الفيشاوي، تحوّل اسم عمر الفيشاوي إلى حديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، بعد تداول مقطع فيديو مؤثر ظهر فيه في حالة حزن وانهيار شديدين عقب الانتهاء من مراسم دفن والدته الفنانة الراحلة سمية الألفي. المشهد، الذي التُقط أمام المقبرة، لم يكن مجرد لحظة عابرة، بل عبّر بصدق عن وجع الفقد وقسوة الوداع، ليصل مباشرة إلى مشاعر الجمهور.
ظهر عمر جالسًا أمام المقبرة، شارد الذهن، غارقًا في دموعه، وكأن الكلمات خانته أمام هول اللحظة. لم يكن المشهد مصطنعًا أو متكلفًا، بل إنسانيًا خالصًا، أعاد إلى الأذهان أن خلف الأضواء والشهرة قلوبًا تنكسر حين تفقد أقرب الناس إليها.
عمر الفيشاوي في مواجهة الفقد
عُرف عمر الفيشاوي بعلاقته القوية بوالدته، التي كانت تمثل له السند والداعم الأول في حياته. رحيلها شكّل صدمة قاسية، انعكست بوضوح على ملامحه وتصرفاته خلال الجنازة وما بعدها. فمشاعر الحزن التي سيطرت عليه لم يحاول إخفاءها، وترك لنفسه مساحة ليعبّر عن ألمه دون قيود.
الفيديو المتداول كشف جانبًا إنسانيًا بعيدًا عن أي أدوار فنية أو ظهور إعلامي، حيث بدا الابن المكلوم قبل أن يكون فنانًا أو شخصية عامة، وهو ما جعل كثيرين يتعاطفون معه ويشاركونه الدعاء والصبر.
جنازة سمية الألفي… صمت يقطعه البكاء
شُيّعت جنازة الفنانة الراحلة سمية الألفي عقب صلاة عصر يوم السبت من مسجد مصطفى محمود بمنطقة المهندسين، وسط أجواء غلب عليها الصمت والدموع. حضر عدد من نجوم الوسط الفني لتقديم واجب العزاء الأخير، وبدت علامات الحزن واضحة على وجوه الجميع.
![]()
تقدّم الحضور نقيب المهن التمثيلية وعدد من الفنانين الذين حرصوا على وداع الراحلة، في مشهد يعكس مكانتها الفنية والإنسانية داخل الوسط الفني. وخلال الجنازة، ظهر عمر الفيشاوي داخل المسجد جالسًا بجوار جثمان والدته، في حالة انهيار مؤثرة، وهو المشهد الذي بقي عالقًا في أذهان من حضروا المراسم.
عمر الفيشاوي… علاقة خاصة بوالدته
لم تكن سمية الألفي مجرد أم بالنسبة لعمر، بل كانت صديقته الأقرب وملجأه في الأوقات الصعبة. عُرفت الراحلة بدعمها الدائم لأبنائها، وحرصها على الوقوف بجانبهم نفسيًا ومعنويًا، خاصة خلال الفترات التي مروا فيها بتحديات شخصية أو مهنية.
هذا الارتباط العميق يفسر حالة الانهيار التي ظهر بها عمر، إذ فقد الشخص الذي كان يمثل له الأمان والاحتواء، وهو ما جعل وداعها لحظة قاسية يصعب تجاوزها بسهولة.
غياب أحمد الفيشاوي… وعمر في الواجهة
في خضم مشاعر الحزن، لاحظ كثيرون غياب الفنان أحمد الفيشاوي عن مراسم الجنازة، ما أثار تساؤلات وجدلاً واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ومع توضيح الأسباب، تبيّن أن أحمد كان خارج البلاد وقت الوفاة، ما حال دون حضوره الجنازة.
هذا الغياب جعل الأنظار تتجه أكثر نحو عمر الفيشاوي، الذي وجد نفسه في الواجهة خلال لحظات الوداع، متحملًا عبء الفقد ومشاعر الحزن أمام الجميع، دون أن يحاول التماسك بشكل مصطنع.
رسالة مؤثرة تعيد الذكريات
بعد ساعات من الجنازة، أعاد تسجيل صوتي نادر للفنانة الراحلة سمية الألفي مشاعر الحزن إلى الواجهة، بعدما تم تداوله عبر مواقع التواصل. في التسجيل، عبّرت عن مشاعرها الصادقة تجاه أبنائها، وتحدثت عن حبها لهم ودعائها الدائم بأن يكونوا بخير.
الرسالة أعادت للأذهان الجانب الإنساني الدافئ من حياة سمية الألفي، وأظهرت كيف كانت أمًا حنونة قبل أن تكون فنانة معروفة، وهو ما زاد من تأثر الجمهور وتعاطفه مع عمر وإخوته.
تفاعل واسع وتعاطف جماهيري
حصد فيديو عمر الفيشاوي أمام المقبرة آلاف التعليقات، التي عبّر فيها المتابعون عن تعاطفهم الكبير معه، مقدمين له رسائل دعم ودعاء بالصبر والثبات. كثيرون أكدوا أن المشهد ذكّرهم بلحظات فقد شخصية مروا بها، ما جعل الألم مشتركًا والدموع صادقة.
هذا التفاعل كشف عن جانب آخر من علاقة الجمهور بالفنانين، حيث لا يراهم فقط من خلال أعمالهم، بل يشاركهم أيضًا لحظاتهم الإنسانية الصعبة.
![]()
وداع لا يُنسى
رحيل سمية الألفي ترك فراغًا كبيرًا في قلوب محبيها وأسرتها، لكن مشهد عمر الفيشاوي وهو يودّع والدته سيظل من أكثر اللحظات تأثيرًا، لما حمله من صدق وألم إنساني. إنها لحظة تختصر معنى الفقد، وتؤكد أن الموت، مهما طال الاستعداد له، يبقى قاسيًا حين يأتي.
وفي النهاية، يبقى الدعاء والصبر هما العزاء الوحيد لعمر الفيشاوي في رحلته مع الحزن، على أمل أن تمنحه الأيام القادمة بعض السكينة بعد هذا الوداع الصعب.
