القاهرة، محمد الصو – السابعة الاخبارية
ورثة هند رستم، أصدرت ورثة هند رستم الفنانة الراحلة، بيانًا رسميًا حاسمًا، حذروا فيه من أي محاولات لاستغلال اسمها أو تقديم عمل درامي يتناول سيرتها الذاتية دون الرجوع إليهم والحصول على موافقتهم القانونية الصريحة. جاء هذا التحذير بعد انتشار إعلان على موقع «فيسبوك» لمسلسل يحمل اسم «هنومه»، زعم القائمون عليه أنه يستعرض حياة الفنانة الراحلة، ما أثار استياء الأسرة ودفعها للتحرك الفوري.
ورثة هند رستم: الاسم والتاريخ خط أحمر
أكد ورثة هند رستم في بيانهم أن أي استخدام لاسم الفنانة أو تفاصيل حياتها الشخصية أو الفنية دون تفويض كتابي واضح من الأسرة، يُعد اعتداءً صريحًا على الحقوق الأدبية والقانونية. وشددوا على أن اسم هند رستم ليس متاحًا للاستغلال أو المتاجرة، سواء تحت مسمى “عمل فني مستوحى من الواقع” أو “رؤية درامية حرة”.
وأوضح البيان أن الأسرة سبق وأن اتخذت خطوات قانونية رسمية، حيث تم تقديم شكاوى ضد القائمين على هذه المحاولات بتاريخ 1 سبتمبر 2024 و 5 نوفمبر 2024، ما يعني أن الورثة لم يتعاملوا مع الأمر كرد فعل متأخر، بل واجهوه مبكرًا وبحسم.
القانون في صف ورثة هند رستم
لم يكتفِ ورثة هند رستم بالتحذير المعنوي، بل استندوا إلى أرضية قانونية واضحة، مؤكدين أن أي تجاوز سيقابل بإجراءات صارمة وفق القوانين المصرية المعمول بها. وأشار البيان إلى أن هذه الانتهاكات تندرج تحت مخالفات صريحة لعدد من القوانين، أبرزها قانون حماية الملكية الفكرية، وقانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات، إضافة إلى القوانين المنظمة للعمل الإعلامي والصحفي.
هذا التأكيد يعكس جدية الموقف، ويبعث برسالة واضحة مفادها أن الأمر لا يتعلق فقط برفض عائلي، بل بقضية قانونية مكتملة الأركان، قد تصل إلى المقاضاة المدنية والجنائية.
![]()
تحذير خاص وتحذير عام
وجّه ورثة هند رستم تحذيرًا مباشرًا للمنتجين المشاركين في مشروع مسلسل «هنومه»، مطالبين إياهم بالتوقف الفوري عن أي ترويج أو تحضير للعمل. كما وسّع البيان دائرة التحذير لتشمل جميع شركات الإنتاج، والقنوات الفضائية، والمنصات الرقمية، والجهات الممولة، بل وحتى الكُتاب والمخرجين والممثلين، داعين الجميع إلى عدم المشاركة في أي مشروع يتناول سيرة هند رستم دون إذن رسمي.
وأكدت الأسرة أن أي جهة تتجاهل هذا التحذير ستتحمل كامل المسؤولية القانونية، دون استثناء أو تساهل.
ورثة هند رستم وحماية الإرث الفني
يعكس موقف ورثة هند رستم حرصًا واضحًا على حماية إرث فني استثنائي، صنعته واحدة من أبرز نجمات السينما المصرية والعربية. فالأسرة ترى أن تقديم سيرة هند رستم بشكل غير منضبط أو دون إشرافها قد يؤدي إلى تشويه التاريخ أو تقديم صورة غير دقيقة عن مسيرتها وحياتها الشخصية.
وخلال السنوات الأخيرة، شهد الوسط الفني جدلًا واسعًا حول الأعمال التي تتناول السير الذاتية، خاصة عندما تُقدَّم دون الرجوع إلى الورثة، وهو ما تسبب في أزمات مشابهة مع عائلات فنانين كبار. ويبدو أن ورثة هند رستم قرروا حسم الأمر مبكرًا، قبل أن يتحول المشروع إلى أمر واقع.
هند رستم… مسيرة فنية لا تُختصر في عمل واحد
وُلدت هند رستم عام 1931 في حي محرم بك بالإسكندرية، وبدأت مشوارها الفني في سن مبكرة، قبل أن تتحول إلى واحدة من أيقونات السينما المصرية. قدّمت عشرات الأفلام التي ما زالت حاضرة بقوة في الذاكرة، من بينها «صراع في النيل»، «إشاعة حب»، «ابن حميدو»، «باب الحديد»، و«رد قلبي».
لم تكن هند رستم مجرد ممثلة، بل ظاهرة فنية واجتماعية، ارتبط اسمها بالجرأة والقوة والحضور اللافت، وهو ما جعلها تحصل على ألقاب مثل «ملكة الإغراء» و**«مارلين مونرو الشرق»**، دون أن يمنعها ذلك من تقديم أدوار إنسانية معقدة ومتنوعة.
قرار الاعتزال والرحيل
واصلت هند رستم العمل في السينما حتى أواخر السبعينيات، وكان فيلمها الأخير «حياتي عذاب» عام 1979، قبل أن تتخذ قرار الاعتزال النهائي، مفضلة الابتعاد عن الأضواء. وفي 8 أغسطس 2011، رحلت عن عالمنا عن عمر ناهز 79 عامًا، تاركة خلفها إرثًا فنيًا ضخمًا ما زال حاضرًا عبر الشاشات.

ورثة هند رستم: معركة قانونية دفاعًا عن الاسم
في ضوء هذه التطورات، يبدو أن ورثة هند رستم مستعدون لخوض معركة قانونية طويلة دفاعًا عن اسم الفنانة وتاريخها، في رسالة واضحة لكل من يحاول استغلال سير النجوم الراحلين دون احترام القانون أو الرجوع لأصحاب الحق.
القضية تتجاوز مسلسلًا أو إعلانًا على «فيسبوك»، وتمس سؤالًا أوسع حول أخلاقيات صناعة الدراما، وحدود الإبداع، وحقوق الورثة في حماية تاريخ من صنعوا جزءًا من ذاكرة الفن العربي.
