القاهرة، محمد الصو – السابعة الاخبارية
دانا حمدان، لم تكن الفنانة دانا حمدان تتوقع أن تعود بها الذاكرة إلى واحدة من أكثر اللحظات الإنسانية تأثيرًا في مشوارها الفني، بعد سنوات طويلة من وقوعها، لكن ظهور النجم أحمد العوضي في لقاء تلفزيوني أعاد إلى الواجهة موقفًا بسيطًا في شكله، عميقًا في معناه، ظل محفورًا في وجدانها منذ بداياتها الأولى داخل الوسط الفني، واعتبرته واحدًا من المواقف النادرة التي تصنع الفارق الحقيقي في حياة الفنانين الجدد.
دانا حمدان تكشف موقف عابر تحوّل إلى ذكرى خالدة
استعادت دانا حمدان تفاصيل هذا الموقف عبر منشور مؤثر، مؤكدة أن ما حدث لم يكن مجرّد تصرف عادي، بل نموذج حقيقي لما يمكن أن يقدمه الإنسان للآخر دون انتظار مقابل أو معرفة مسبقة. القصة تعود إلى عام 2017 أثناء تصوير مسلسل مليكة، في فترة كانت لا تزال تخطو خطواتها الأولى في عالم التمثيل، وسط ظروف عمل صعبة ومواقع تصوير محدودة الإمكانيات.

برد الشتاء وكواليس قاسية
وصفت دانا الأجواء التي شهدت الموقف، حيث كانت المشاهد ليلية، والتصوير داخل فيلا لا تحتوي على كرفانات مخصصة للفنانين، والغرف المتاحة محدودة للغاية. وصلت إلى موقع التصوير لتفاجأ بعدم وجود مكان تجلس فيه، فاضطرت للانتظار في ممر بارد للغاية، جالسة على كرسي، بينما استمر التصوير لساعات في طقس شتوي قارس، دون أن يلتفت أحد لوضعها.
صدفة غيرت المشهد بالكامل
وسط هذا الانتظار الصعب، خرج أحمد العوضي من غرفته بالصدفة، ولاحظ وجودها في الممر. لم يكن يعرفها، ولم تجمعهما أي مشاهد في العمل، ومع ذلك لم يتجاهل الموقف. سألها عن سبب جلوسها هناك، وحين علم بعدم توفر غرفة لها، لم يتردد لحظة واحدة في اتخاذ قرار بسيط لكنه مؤثر، دخل غرفته وطلب من مساعده أن يترك الغرفة لها، مؤكدًا أن بقاءها في هذا الوضع غير مقبول.
تصرف إنساني بلا حسابات
تؤكد دانا حمدان أن ما يجعل هذا الموقف استثنائيًا ليس فقط كونه تصرفًا مهذبًا، بل لأنه صدر من شخص لا يعرفها ولا تربطه بها أي علاقة مهنية أو شخصية، ولم يكن ملزمًا بأي شكل من الأشكال بالتدخل. لم يسعَ للشكر، ولم ينتظر الإشادة، بل تصرّف بدافع إنساني خالص، ثم أكمل يومه وكأن شيئًا لم يحدث.
لماذا لا يُنسى هذا الموقف
ترى دانا أن البعض قد يظن أن ما حدث أمر عادي، لكنها ترفض هذا الوصف تمامًا، مؤكدة أن الفنان في بداياته يكون في أضعف مراحله، وأكثرها حساسية، وأي تصرف إنساني في هذا التوقيت يترك أثرًا مضاعفًا. الانتظار لساعات في ظروف صعبة كان يمكن أن يمر دون أن يسألها أحد، لكن مبادرة واحدة غيّرت التجربة بالكامل، وجعلتها تشعر بالتقدير والاحترام.
البدايات تصنع الانطباع الحقيقي
توضح دانا أن المواقف التي تحدث في البدايات تبقى في الذاكرة أكثر من أي نجاح لاحق، لأن الإنسان يكون حينها أكثر تلقّيًا للمشاعر، وأكثر وعيًا بالتفاصيل الصغيرة. الشهرة قد تُنسي البعض تلك اللحظات، لكنها بالنسبة لها كانت درسًا في الأخلاق المهنية، وكيف يمكن لتصرف بسيط أن يعكس شخصية حقيقية لا تتغير مع الأضواء.
أحمد العوضي كما لم يره الجمهور
من خلال هذه القصة، يظهر أحمد العوضي بصورة مختلفة عن تلك التي يعرفها الجمهور عبر الشاشة، صورة الفنان الذي لم تمنعه ظروفه أو موقعه من الالتفات لمن حوله، والتصرف بعفوية واحترام. لم يكن الموقف أمام كاميرات، ولم يُستخدم للدعاية، بل ظل حبيس الذاكرة لسنوات، حتى قررت دانا مشاركته تقديرًا لما يحمله من معنى.
دانا حمدان بين الماضي والحاضر
على الصعيد الفني، تواصل دانا حمدان خطواتها بثبات، حيث تشارك مؤخرًا كضيف شرف في فيلم صقر وكناريا، بطولة محمد إمام، مجسدة دورًا مهمًا ضمن الأحداث، إلى جانب مجموعة من النجوم. ومع تطور مسيرتها، تؤكد أن التجارب الأولى، بما تحمله من صعوبات ومواقف إنسانية، كانت حجر الأساس في تكوين شخصيتها الفنية.

رسالة تتجاوز القصة
لم يكن هدف دانا من سرد القصة مجرد الإشادة بشخص، بل توجيه رسالة أوسع عن أهمية الإنسانية داخل الوسط الفني، وأن الاحترام والدعم في الكواليس لا يقلان أهمية عن الموهبة والنجاح. فالفن، كما تقول تجربتها، لا يُقاس فقط بما يُعرض على الشاشة، بل بما يحدث خلفها من مواقف تصنع الفارق الحقيقي في حياة الآخرين.
