مصر – السابعة الإخبارية
خيّم الحزن على الوسط الفني المصري، خلال تشييع جثمان الفنان الراحل طارق الأمير، في مشهد إنساني مؤثر طغت عليه الدموع والانفعالات الصادقة، خاصة مع انهيار شقيقته الفنانة لمياء الأمير التي لم تتمالك نفسها أثناء وداع شقيقها الأخير، في لحظة جسّدت عمق العلاقة العائلية وحجم الفقد الذي خلّفه رحيله.
صراع مع المرض ونهاية مؤلمة
رحل طارق الأمير بعد معاناة مع المرض خلال الفترة الماضية، حيث خضع لمتابعة طبية مكثفة في أيامه الأخيرة، قبل أن يُعلن خبر وفاته، ما أحدث صدمة وحالة من الحزن بين زملائه في الوسط الفني وجمهوره. وعلى الرغم من ابتعاده نسبيًا عن الأضواء في السنوات الأخيرة، فإن خبر وفاته أعاد تسليط الضوء على مسيرته الفنية المتنوعة، التي جمعت بين التمثيل والتأليف، وترك من خلالها بصمة واضحة في عدد من الأعمال الجماهيرية.
مشهد الوداع.. لحظات لا تُنسى
شهدت مراسم الجنازة حضور عدد من الفنانين والمقربين، الذين حرصوا على تقديم واجب العزاء ومساندة أسرته، وسط أجواء خيمت عليها مشاعر الحزن والأسى. وكان أكثر المشاهد تأثيرًا انهيار شقيقته لمياء الأمير، التي بدت عاجزة عن حبس دموعها، في وداع عكس حجم الرابطة الأسرية التي جمعتهما، وأثار تعاطف الحضور والمتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي.

مسيرة فنية انطلقت في التسعينيات
يُعد طارق الأمير من أبناء جيل التسعينيات، حيث بدأ مشواره الفني خلال تلك الفترة، وشارك في أعمال سينمائية وتلفزيونية عدة، إلى جانب نجوم أصبحوا لاحقًا من أبرز الأسماء في الساحة الفنية، من بينهم أحمد حلمي ومحمد سعد. ورغم أن أغلب أدواره كانت ثانوية، فإن حضوره اتسم بالصدق والبساطة، ما جعله قريبًا من الجمهور.
أدوار تركت بصمة
من أبرز الأدوار التي قدّمها الراحل، شخصية الضابط هاني في فيلم اللي بالي بالك عام 2003، وهو الدور الذي ساهم في ترسيخ اسمه لدى المشاهدين، خاصة مع الانتشار الواسع للفيلم في تلك الفترة. كما حقق حضورًا لافتًا من خلال شخصية عبد المنصف في فيلم عسل أسود، الذي ناقش تجربة المصري العائد من الخارج وصدمته بالواقع الاجتماعي والاقتصادي، وهو الدور الذي لا يزال عالقًا في أذهان الجمهور حتى اليوم.
تجربة مميزة في التأليف
ولم يقتصر مشوار طارق الأمير على التمثيل فقط، بل امتد إلى مجال التأليف السينمائي، حيث قدّم عددًا من الأعمال التي لاقت نجاحًا جماهيريًا، من بينها فيلم كتكوت بطولة محمد سعد، وفيلم مطب صناعي بطولة أحمد حلمي، إلى جانب فيلم الحب كده. وأظهرت هذه التجارب قدرته على فهم نبض الشارع المصري، وتقديم قصص قريبة من الواقع بروح خفيفة تجمع بين الكوميديا والدراما.

إرث فني هادئ لكنه مؤثر
رحيل طارق الأمير أعاد التذكير بقيمة الفنانين الذين يعملون في صمت، ويتركون أثرهم دون ضجيج. فبرغم ابتعاده عن البطولة المطلقة، فإن أعماله شكّلت جزءًا من ذاكرة السينما المصرية الحديثة، وأسهمت في نجاح عدد من الأفلام التي لا تزال تحظى بمتابعة حتى اليوم.
وبرحيله، يفقد الوسط الفني فنانًا متنوع الموهبة، جمع بين التمثيل والكتابة، وترك خلفه إرثًا فنيًا يحفظ له مكانته في قلوب جمهوره وزملائه، بينما يبقى مشهد وداعه شاهدًا على محبة حقيقية، لا تصنعها الأضواء، بل يرسخها الصدق والإخلاص للفن.
