مصر – السابعة الإخبارية
شهد الوسط الفني المصري خلال الساعات الماضية حالة من الجدل الواسع، بعد تداول صور وُصفت بالمحرجة للفنانة ريهام عبد الغفور، التُقطت لها أثناء حضورها العرض الخاص لأحدث أفلامها السينمائية، ما فتح بابًا واسعًا للنقاش حول حدود الخصوصية، وأخلاقيات التصوير، ومسؤولية مواقع التواصل الاجتماعي في حماية الأفراد، خصوصًا الشخصيات العامة.

صور خارج السياق تشعل الغضب
البداية كانت مع نشر عدد من الصفحات على منصات التواصل الاجتماعي صورًا لريهام عبد الغفور، التُقطت خلال العرض الخاص لفيلمها الجديد خريطة رأس السنة، حيث جرى تداولها بعناوين مثيرة ركزت على مظهرها وملابسها، بعيدًا عن السياق الفني أو الحدث الذي حضرت من أجله. وسرعان ما انتشرت الصور بشكل واسع، لتتصدر قوائم الأكثر تداولًا، ما أثار موجة من الغضب بين جمهورها وعدد كبير من الفنانين والنشطاء.
ورأى متابعون أن الصور التُقطت بزوايا غير لائقة، وبطريقة متعمدة تهدف إلى الإساءة أو السخرية، معتبرين ما حدث انتهاكًا صريحًا للخصوصية، وتجاوزًا أخلاقيًا لا يمكن تبريره تحت أي مسمى، سواء “حرية النشر” أو “تغطية الفعاليات”.
رد حاسم من ريهام عبد الغفور
لم تلتزم ريهام عبد الغفور الصمت إزاء ما جرى، بل اختارت الرد بشكل مباشر عبر حسابها الرسمي على منصة فيسبوك، حيث نشرت تعليقًا حادًا عبّرت فيه عن استيائها الشديد من الواقعة. وكتبت: «كان يوم أسود لما بقى في تليفونات بكاميرات، أدت الفرصة لشويةكائنات حقيرة تتغذى على أهداف رخيصة».
المنشور حظي بتفاعل واسع، إذ انهالت التعليقات الداعمة من جمهورها وزملائها في الوسط الفني، الذين أكدوا تضامنهم الكامل معها، ورفضهم لأي شكل من أشكال التشهير أو الإساءة، مطالبين بضرورة وضع ضوابط واضحة تحمي الفنانين وغيرهم من الاستغلال عبر وسائل التواصل.

تضامن فني ومطالب بالمحاسبة
تزامنًا مع رد ريهام، تصاعدت الأصوات المطالبة بمحاسبة المسؤول عن التقاط الصور ونشرها، معتبرين أن ما حدث لا يندرج تحت النقد الفني، بل يقع ضمن دائرة التشهير وانتهاك الخصوصية. وشدد كثيرون على أن الفنان، رغم كونه شخصية عامة، يظل إنسانًا له الحق في الاحترام وعدم التعرض للإساءة أو التصيد.
وشن عدد من النشطاء حملة انتقادات واسعة ضد الصفحات التي أعادت نشر الصور، داعين إلى مقاطعتها والإبلاغ عنها، في خطوة تهدف إلى الحد من انتشار هذا النوع من المحتوى.
بيان رسمي وتحرك نقابي
من جانبها، أصدرت نقابة المهن التمثيلية بيانًا رسميًا بشأن الواقعة، أكدت فيه رفضها التام لأي إساءة تطال الفنانين، سواء من خلال صور أو تعليقات أو محتوى مضلل. وأعلنت النقابة، برئاسة الدكتور أشرف زكي، أنها ستتخذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد الصفحات أو الجهات التي تتعمد الإساءة أو تشويه صورة الفنانين، أو الإساءة إلى صورة مصر الفنية والثقافية.
وأكد البيان أن النقابة لن تتهاون في الدفاع عن أعضائها، مشددًا على ضرورة الالتزام بأخلاقيات النشر واحترام الحياة الخاصة، خاصة في ظل الانتشار السريع للمحتوى الرقمي وتأثيره الواسع.
نشاط فني متواصل رغم الجدل
ورغم حالة الجدل، تواصل ريهام عبد الغفور نشاطها الفني بقوة، إذ يُعرض لها حاليًا فيلم «خريطة رأس السنة»، الذي تشارك في بطولته إلى جانب أسماء أبو اليزيد ومحمد ممدوح وهنادي مهنا، وهو من إخراج رامي الجندي وتأليف يوسف وجدي.
كما تشارك في بطولة مسلسل «سنغل ماذر فاذر» إلى جانب شريف سلامة، والذي حقق حضورًا لافتًا منذ بدء عرضه.
قضية تتجاوز واقعة فردية
أعاد ما حدث مع ريهام عبد الغفور تسليط الضوء على قضية أوسع تتعلق بأخلاقيات استخدام الكاميرات والهواتف الذكية، وحدود النشر، والمسؤولية القانونية والأخلاقية لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي. وبينما تستمر المطالبات بتشديد القوانين، تبقى هذه الواقعة مثالًا واضحًا على التحديات التي تواجه الخصوصية في العصر الرقمي.
