سويسرا – السابعة الإخبارية
أعلنت منظمة الصحة العالمية أن وفيات الحصبة حول العالم شهدت انخفاضًا حادًا منذ مطلع الألفية الجديدة، غير أن الارتفاع الملحوظ في معدلات الإصابة وتراجع التغطية بالتطعيمات يهددان بإهدار مكاسب تحققت على مدى أكثر من عقدين.
وأوضحت المنظمة أن الوفيات الناجمة عن الحصبة انخفضت بنحو 88% بين عامي 2000 و2024، مشيرة إلى أن برامج التطعيم أسهمت في إنقاذ ما يقرب من 59 مليون شخص عالميًا خلال هذه الفترة. واعتبرت أن هذه الأرقام تعكس نجاحًا صحيًا كبيرًا قائمًا على التوسع في حملات التحصين وتحسين الوصول إلى اللقاحات في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل.

التقدم بات مهددًا
لكن المنظمة نبهت في تقرير حديث إلى أن هذا التقدم بات مهددًا، مع تسجيل زيادة جديدة في حالات الإصابة بالحصبة على مستوى العالم، نتيجة تراجع معدلات التطعيم في عدد من الدول، وتأثر أنظمة الرعاية الصحية بالأزمات الإنسانية والنزاعات ونقص التمويل.
وفيما يخص أفغانستان، كشفت المنظمة عن ارتفاع مقلق في المؤشرات، حيث زادت حالات الإصابة بالحصبة بنسبة 18%، بينما ارتفعت الوفيات المرتبطة بها بنحو 40% خلال عام 2022، ما يعكس هشاشة الوضع الصحي وصعوبة الوصول إلى الخدمات الأساسية.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد حذرت في أغسطس الماضي من أن أفغانستان تواجه أزمة صحية متفاقمة، مؤكدة أن نحو 22 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة. وأشارت إلى أن تدهور صحة الأم والطفل، وانتشار سوء التغذية، إلى جانب تفشي أمراض يمكن الوقاية منها مثل الحصبة وشلل الأطفال، تمثل تهديدات خطيرة للصحة العامة.
وشددت المنظمة على أن الحفاظ على المكاسب المحققة يتطلب استثمارات عاجلة في برامج التطعيم، وتعزيز أنظمة الرصد الصحي، وضمان وصول اللقاحات إلى الأطفال في جميع المناطق، محذرة من أن أي تراجع إضافي في التغطية قد يؤدي إلى عودة أمراض كان العالم على وشك القضاء عليها
