أبوظبي – السابعة الإخبارية
سجلت أبوظبي إنجازاً طبياً غير مسبوق على الساحة العالمية، بعد أن أصبحت أول جهة في العالم توفر العلاج الجيني المتطور «إتفيزما – أوناسمنوجين أبيبارفوفيك» لمرضى ضمور العضلات الشوكي من فئة عمرية موسعة، في خطوة تعكس الرؤية الاستراتيجية للإمارة في تطوير منظومة رعاية صحية قائمة على الابتكار والطب الدقيق. ويأتي هذا الإنجاز ليؤكد المكانة المتقدمة لأبوظبي كوجهة عالمية للرعاية الصحية المتخصصة، ومركز رائد في تبني أحدث الحلول العلاجية للأمراض النادرة والمعقدة.
ويُعد مرض ضمور العضلات الشوكي من الأمراض الوراثية النادرة والخطيرة، التي تؤثر بشكل مباشر في الخلايا العصبية الحركية، ما يؤدي إلى ضعف العضلات وفقدان القدرة على الحركة تدريجياً. ومن هنا، تبرز أهمية توفير علاج جيني يستهدف السبب الجذري للمرض بدلاً من الاكتفاء بعلاج الأعراض، وهو ما تحقق من خلال إدخال علاج «إتفيزما» إلى المنظومة الصحية في الإمارة.
وتحت إشراف دائرة الصحة – أبوظبي، جرى تقديم هذا العلاج المبتكر في مدينة الشيخ خليفة الطبية، في إطار منظومة متكاملة تضمن أعلى معايير السلامة والجودة. ويُعد «إتفيزما» علاجاً جينياً طوّرته شركة نوفارتس، ويُعطى للمريض مرة واحدة فقط، وهو مصمم لاستهداف الخلل الجيني الأساسي المسبب للمرض، لدى المرضى من عمر عامين فما فوق، ممن لديهم طفرة مؤكدة في جين «SMN1».
وحصل العلاج على مسار الموافقة المعجّلة في دولة الإمارات في 25 نوفمبر الماضي، لتكون الدولة من أوائل دول العالم، بعد الولايات المتحدة الأمريكية، التي تعتمد هذا العلاج الثوري. ويعكس هذا القرار سرعة الاستجابة التنظيمية، وكفاءة الأطر التشريعية والصحية في أبوظبي، وقدرتها على مواكبة التطورات الطبية العالمية، بما يضمن وصول المرضى إلى أحدث العلاجات في الوقت المناسب.

يتمير علاج «إتفيزما» بتأثيره طويل الأمد
ويتميّز علاج «إتفيزما» بتأثيره طويل الأمد، إذ يعمل على تعويض جين «البقاء العصبي الحركي 1» المفقود أو غير الفعال، ما يساهم في تحسين الوظائف الحركية لدى المرضى، ويقلل الحاجة إلى العلاجات المتكررة والمستمرة التي تتطلبها الخيارات العلاجية التقليدية. كما يمنح هذا العلاج أملاً جديداً للمرضى وعائلاتهم، من خلال تقليل العبء الجسدي والنفسي والمالي المرتبط بالعلاج طويل الأمد.
وفي هذا السياق، أكدت الدكتورة نورة خميس الغيثي، وكيل دائرة الصحة – أبوظبي، أن هذا الإنجاز يجسد النهج الطموح للإمارة في تقديم رعاية صحية بمعايير عالمية. وقالت إن توفير علاج «إتفيزما» يعزز مكانة أبوظبي الريادية في مجال الرعاية الصحية القائمة على علم الجينوم والطب الدقيق، مشيرة إلى أن الإمارة تفخر بكونها من أوائل الجهات عالمياً التي تتيح هذا العلاج المتقدم للمرضى.
وأضافت أن هذا التقدم يعكس الدور المحوري الذي تؤديه أبوظبي في تسريع الابتكار الصحي، وتبني الحلول العلاجية المستقبلية، مؤكدة أن الأولوية القصوى تتمثل في ضمان صحة ورفاه أفراد المجتمع داخل الإمارة وخارجها. كما شددت على أهمية تسهيل الوصول إلى العلاجات المتقدمة للأمراض النادرة، لما لذلك من أثر مباشر في تحسين جودة حياة المرضى، وترسيخ ثقة المجتمع في المنظومة الصحية.

ولا يقتصر هذا الإنجاز على بعده الطبي فحسب، بل يمتد ليعزز مكانة أبوظبي كوجهة مفضلة للسياحة العلاجية، تستقطب المرضى من مختلف دول العالم الباحثين عن رعاية صحية متقدمة، وخيارات علاجية مبتكرة. كما يدعم هذا التقدم جهود الإمارة في بناء اقتصاد قائم على المعرفة، وتطوير قطاعات حيوية ترتكز على البحث العلمي والابتكار.
ويُعد إدخال علاج «إتفيزما» إلى المنظومة الصحية خطوة جديدة تضاف إلى سجل أبوظبي الحافل بالإنجازات في القطاع الصحي، ويؤكد التزامها المستمر بتبني أحدث الابتكارات الطبية، وتوفير حلول علاجية متقدمة ترتقي بمستوى الرعاية الصحية، وتمنح المرضى فرصة حقيقية لحياة أفضل وأكثر استقراراً.
