خاص – السابعة الإخبارية
دائماً ما نتلذذ بمجموعة من الأطباق التي توضع أمامنا، ونأكلها بشراهة من شدة مذاقها الشهي، لكن هل فكرنا ذات يوم ما القصة الكامنة وراء كل طبق..؟
هذا ما نسعى إليه كل يوم حيث نعرفك على قصة طبق من المطبخ العربي والعالمي وفي هذه السلسلة نستعرض معكم حكاية طبق “الملوخية”.
هي “معشوقة المصريين”؛ يكاد لا يوجد مصري لا يحبها، أو تناولها ذات مرة، مضافةً إلى الأرز أو مغموسة بالخبز أو شربها حتى بمفردها؛ فهي عبارة عن حالة وسط بين الطعام المطبوخ وبين “الشوربة”.
كما أن هذا الطبق موجود بكثرة في دول بلاد الشام وتونس والمغرب لكن الملوخية في تلك الدول تؤكل وهي أكثر تماسكاً وبأوراقها.
لذلك فإن للملوخية رحلة طويلة من بلاط القصور الملكية حتى وصلت لصحون عامة المصريين… فما هو أصلها وتاريخها؟ ولماذا تعد “الشهقة” المفتاح من أجل الوصول لطبق ملوخية لذيذ؟
لأصل الملوخية ولسبب تسميتها بهذا الاسم رواياتان…
* الملوخية عند الفراعنة:
الرواية الأولى تقول إن القدماء المصريين عرفوا الملوخية، بعد أن وجدوا أوراقها تنمو على ضفاف النيل، ولكنهم لم يقبلوا على أكلها لاعتقادهم أنه نبات سام وكانوا يسموه «خية».
وعندما احتل الهكسوس مصر أجبروا المصريين على تناولها، لإهانتهم وإذلالهم بتناول النبتة السامة، وكانوا يقولون لهم: «ملو- خية»، أي (كلوا) (خية)، وبعدما تناولها المصريون وظنوا أنهم ميتون لا محالة، اكتشفوا أنها غير سامة وأنها تصلح للأكل، وتناولولها فيما بعد ولكن بدون «طشة» أو «تقلية».
* الملوخية عند الفاطميين:
الرواية الثانية عن الملوخية يرجع تاريخها إلى عهد الفاطميين في مصر، حيث كان الحاكم الفاطمي المعز لدين الله يعاني من آلام شديدة في المعدة، فوصف له الأطباء الملوخية كعلاج يقضي بدوره على هذه الآلام، وبالفعل شفى بعد أكلها، فأراد أن يحصر تناول هذه النبتة عليه وعلى حاشيته فأطلق عليها «ملوكية» أي أنها أكلة الملوك فقط.
* سر «الشهقة»:
1- الأسطورة الأولى عن شهقة الملوخية وهي «شهقة» الحاكم بأمر الله بعد أن سقطت «الملوكية» ساخنة على قدميه أجاز أكلها للمصريين الذين ربطوا «الشهقة» بالأمر الإيجابي وبأكلهم الملوخية التي انتظروها لسنوات طويلة.
2- الأسطورة الثانية تحكي أنه كان هناك فتاة لا تجيد الطبخ، وكلما أكل من يدها أحد تأفف من سوء مذاق أكلها، وذات مرة كانت تطبخ الملوخية وعند إضافة الطشة لها اهتزت يدها وكادت أن تسقط الملوخية ساخنة عليها فشهقت الفتاة.
وعند تناول أسرتها الطعام أعجبوا بطعم الملوخية على غير العادة، وعندما سألوها ما الجديد الذي فعتله حتى يصبح الطعام لذيذ بهذا الشكل قالت إنها «شقهت» عند إضافة «التقلية» فربطوا اللذة بما حدث.