خاص – السابعة الإخبارية
لا يمكن لأحد أن يتخيل أن اسم “سوق الجزماتية” مرتبط بأشهر ميادين بيع الحلويات في مدينة دمشق السورية.
فالجزماتية أحد أسواق العاصمة دمشق ويقع في حي الميدان الوسطاني، سُمّي بذلك لأنه كان يكثر به بيع وصناعة “الجزمات” – أي الأحذية – أو ما كان يرتديه الشوام القدامى آنذاك.
ومع مرور الوقت والسنوات، ذهب بعض التجار لبيع أطعمة ووجبات في الحي أيام الإجازات وقبل صلاة الجمعة، وتفاجأوا بإقبال كبير من الزبائن حتى تحول إلى وظيفة ثابتة لصانعي الطعام ليصبح واحداً من أهم الأسواق الغذائية والحلويات.


وفي جزء آخر من الميدان، يقطع الباعة “الشاورما” ويضعوها في الخبز السوري الشهير ويقدموه للمنتظرين بحب، وعلى الرغم من الاختلاف والتغيير اللذان طرئا على العديد من الأحياء الدمشقية، إلا أن حي الميدان ما يزال محتفظا بأصالته.
فهو نموذج للحي الدمشقي المعروف، الظاهر في الأفلام والمسلسلات الشامية القديمة، إلا إنه يزداد شهرة وازدحام في المناسبات الإسلامية كشهر رمضان أو أيام العيد.
داخل سوق الجزماتية لا يتعامل الباعة مع الحلويات كأي طعام مرصوص في صواني كبيرة هدفه الوحيد إدرار المال، ولكنه يتحول للوحات فنية يتقنون صنعها.


فعلى الرغم من أن أغلبها يُصنع من الدقيق والسكر والعسل والفستق الحلبي والجوز، إلا أنهم أحياناً يضيفوا أنواع خاصة من المكسرات، وأحياناً أخرى يصنعوها بسمن نباتي، المهم مع الطعم، الشكل، لا يتخلون على واحد منهما.
ومع اقتراب شهر رمضان الكريم، يضع أصحاب المحلات الطاولات على الأرصفة، يزينون الطعام بأشكال تجذب العين والقلب قبل اللسان.


يرصون على الصواني “البقلاوة”، و”الكنافة المبرومة بالفستق الحلبي”، “النمورة” التي تشبه الهريسة أو البسبوسة، و”عش البلبل”، و”الوربات” أحد أنواع البقلاوة، و”النهش” و”المدلوقة”، “المعروك”، “الناعم”، “القطايف” وغيرها.
وكل من الباعة يبدأون بمناداة الناس حتى يشتروا من حلوياتهم والأطعمة الفذائية المختلفة التي يعرضونها بشكل لافت وجذاب تجعل من لا نية له في الشراء ألا يقاوم جمال ذلك المنظر.